ترجمة عدنان علي
في تطور يذكّر بالأيام الأولى لتفشي وباء جائحة كورونا كوفيد – 19 في الصين عام 2019 وانتشاره حول العالم، فان تفشيا غامضا لحالات الإصابة بمرض ذات الرئة في الصين استدعى انتباه العالم مع قلق لاحتمالية انتشاره بسبب تقارير تشير الى ان مستشفيات غصت بهذه الحالات وأطفال مرضى مع تكتم حكومي.
منذ منتصف شهر تشرين الأول الماضي شهدت مناطق مختلفة من الصين تصاعدا بحالات ذات الرئة الولادي مما زاد على قدرة المستشفيات على استيعابها مع تدفق أعداد كبيرة من الأطفال المصابين. وتتوقع تقارير احتمالية إصابة الكوادر الطبية أيضا، وهذا ما يعيد للأذهان تحديات جائحة كورونا في أيامها الأولى وانتقال المرض للمعالجين من الأطباء. وأظهرت تعليقات على مواقع التواصل الاجتماعي مدى شدة الوضع ومحاولة السلطات الحكومية منع آباء من البوح للآخرين بما يتعرض له الأطفال من إصابات.
منظمة الصحة العالمية ومنظومة، بروميد، لرصد الأمراض حول العالم اعربوا عن قلق عميق إزاء تفاقم الوضع. في 22 تشرين الثاني طالبت منظمة الصحة العالمية رسميا من الصين بتقديم معلومات مفصلة فيما يتعلق بتفشي هذا المرض، مؤكدة على ضرورة الشفافية في التواصل العاجل من اجل معالجة التصاعد بحالات الإصابة بهذا المرض بين الأطفال.
أما منظومة بروميد، التي عرفت بدورها الحيوي في تحذير العالم من ظهور فايروس سارس كوفيد 2 في عام 2019، فقد أصدرت تنبيها في 21 تشرين الثاني سلطت فيه الضوء على وباء غير مشخص لذات الرئة بين الأطفال في الصين. وان تاريخ هذه المنظمة المعروف في التنبيه المبكر، إنما يدل على مدى الخطورة المحتملة للوضع الراهن.
السلطات الصينية من جانبها تدعي بأن أسباب مختلفة تساهم في الإصابة بأمراض الجهاز التنفسي بضمنها كوفيد – 19 والانفلونزا وفايروس ذات الرئة. مع ذلك فإن تقارير من داخل الصين تشير الى رواية مختلفة، وذلك مع منع آباء من التحدث عن مرض أطفالهم. أفلام فيديو مختلفة تم تداولها على مواقع التواصل تظهر مستشفيات مكتظة في مدن صينية كبرى مثل بكين وشنغهاي وتيانجين مع تقارير عن آباء يجاهدون من اجل الحصول على مواعيد علاجية لأطفالهم. وإن مزاعم عن حذف اخبار متعلقة بوفيات أطفال في مستشفيات انما تزيد من حالة القلق.
وبينما يستمر الوضع بالتوتر فان العالم ينتظر بشغف رد الصين لطلب منظمة الصحة العالمية بتقديم معلومات ومراعاة الشفافية والتعاون من أجل إيجاد حل لهذه الازمة الصحية المتنامية.
تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط