«سياسة جديدة عقب غزة والدولار»..توقعات العراق 2024: السوداني سيختنق بالمالكي

بغداد – 964

رسم خبراء وأكاديميون عراقيون صورة لمستقبل رئيس الوزراء محمد شياع السوداني خلال السنة الجديدة، وعلى ما يبدو فإنه سيواجه قوى سياسية تحاول تكبيله بنفوذها في مجالس المحافظات التي تفرزها الانتخابات الوشيكة، بينما لا يملك هو تمثيلاً وازناً في البرلمان، ليس هذا وحسب، بل عليه أيضاً التعامل مع تداعيات الحرب على غزة وما بعدها، والعثور على معادلة عراقية خارجية يمكنها الصمود أمام ما يقولون إنه “شرق أوسط جديد”.

وقال الخبراء، الذين تحدثت معهم شبكة 964، إن سعر صرف الدولار والتصعيد الأمني ومواجهة قوى نافذة في الإطار التنسيقي والتعامل مع قواعد اشتباك متحركة بين الأميركيين والإيرانيين، ستمثل أكبر “وجع راس” لدى رئيس الوزراء العام المقبل.

وبحسب هؤلاء، فإن السوداني عليه الآن أن يعمل أكثر لحماية التماسك في تحالف “إدارة الدولة” بعدما اهتز، إثر إقالة محمد الحلبوسي من البرلمان، مشيرين إلى أن الرجل “يطمح إلى التمرد ضد قيود الإطار التنسيقي”، لكنه لا يملك الأدوات لفعل ذلك.

ياسين البكري، أستاذ العلوم السياسية في جامعة بغداد لشبكة 964:

إذا استطاع السوداني احتواء تداعيات حرب غزة في العراق، لا سيما استهداف المصالح الأميركية، وتداعيات سعر الدولار، وإذا مرت انتخابات المحافظات بسلام دون أن يحرك طرف سياسي الشارع، فان حكومته ستخرج سالمة ومتماسكة إلى حد ما، العام المقبل.

الانتخابات المبكرة خيار ضعيف التحقق، وتحالف “إدارة الدولة” قد يشهد اهتزازاً أكبر حتى من إقالة الحلبوسي، وكذلك الحال بالنسبة للإطار التنسيقي.

السوداني لا يمتلك أدوات التمرد على قواعد الاشتباك بين إيران وأميركا، هذا واقع حال، كما أنه لا يحتاج إلى ذلك، ربما يقدم على ذلك بعد منتصف 2024 إذا استطاع ترسيخ نفسه، وهذا احتمال ضعيف، خصوصاً إذا حقق ائتلاف المالكي وعصائب أهل الحق عدداً كبيراً من المقاعد في مجالس المحافظات، وحينها سيكون السوداني مكبلاً بقيود هاتين القوتين.

أميركا وإيران لن يتخليا عن أي رئيس وزراء عراقي، بصرف النظر عن اسمه وطرفه السياسي، لأن معادلة التأثير الأمريكية تعتمد على الفاعل الرسمي.

عباس الجبوري، محلل سياسي لشبكة 964:

الملف الأمني سيتضمن إقرار قانون العفو العام، وانتظار ما سيترتب عليه، بينما تبقى المهمة الأصعب هي السيطرة على سعر الصرف، في حين يتوجب على الحكومة التعامل مع تداعيات الحرب على غزة وصياغة دبلوماسية استثنائية مع الشكل الجديد للشرق الأوسط.

السوداني سيبقى رهينة القوى السياسية ولا يستطيع التمرد عليها، لأنه لا يملك كتلة نيابية في البرلمان، وسيركز أكثر على ضمان تماسك الإطار التنسيقي، خصوصا بعد اهتزاز “إدارة الدولة” منذ إقالة محمد الحلبوسي.

في الوقت الحاضر السوداني لا يملك النفوذ والقوة، بينما يعمل على إرضاء كافة الفاعلين في الداخل والخارج.

خالد السراي، محلل سياسي لشبكة 964:

تداعيات إجراء الانتخابات المحلية ستكون أخطر ما يواجه حكومة رئيس الوزراء محمد شياع السوداني العام المقبل.

أغلب الأطراف السياسية تبحث عن استثمار الدولة مالياً وسياسياً خصوصاً بعد أي انتخابات على مدار السنوات الماضية، لذلك التوقعات تشير إلى نشوب صراع بين المحافظات، يضغط ويؤثر على حكومة السوداني.

السوداني قادر على استيعاب الجانب الأميركي، باستثمار سلسلة تفاهمات مع واشنطن لاسيما ما يتعلق بالتسليح، لذلك ليس هناك قلق من أن تواجه الحكومة عزلة دولية.

التحالف السياسي الذي شكل الحكومة لن يبقى متماسكاً العام المقبل، إذ أن الانتخابات المقبلة ونتائجها ستلقي بظلالها على العملية السياسية، فضلاً عن تفكك التحالفات في المناطق الغربية بالإضافة إلى أن الصراع في إقليم كردستان سيتفاقم إلى مستويات أخرى.

السوداني يطمح إلى التمرد وتجاوز التوافق السياسي، لكن عدم وجود كتلة نيابية تمثله سيحول دون نجاحه في هذا الصدد.

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here