كأنها سوريالية بامتياز : نص مفتوح

كأنها سوريالية بامتياز : نص مفتوح

بقلم مهدي قاسم

كنتُ أوشكتُ على كتابة قصيدة عصماء
برؤية سوريالية مجنحة عابرة لنهايات أكوان ومجرات خفية
عن قطعان ناقة بحدبة عملاقة تطير فوق مثلث برمودا
وهي تجعر بأغاني حب و عن مواسم إخصاب مندفعة نحو صحراء الربع الخالي لغاية إنجاب .
عن زرافات و فيلة تقوم بنزهة مسائية وتسلية ممتعة
في محلات ثريات بلورية و كؤوس كريستال هشة تبرق ساطعة كشجرة عيد الميلاد
عن غابة تهرع نحو المحيط الهادئ تشتعل خصلاتها بحرائق جبارة
عن متشرد متضور جوعا
يجري خلف قمر مكتنز ببدانة كجبنة فرنسية سميكة
متخيلا إياه خبزا أبيض عريضا مع قطعة لحمة مشوية بلون ذهبي متقاطر لذة .
أن أقدم كتفي لأفق عجوز ومتعب متدليا من أذيال فراغه في لحظاته الأخيرة من انزلاق نحو هاوية فاغرة ..
أن أضعُ رأس حبيبتي الطبيعة المصابة بقحة تدرن رئوي،
في حضني مداعبا ، مواسيا ، كأي أبن شهم وممتن لعطاياها الكثيرة
أن أشارك مواسيا في مراسم تشييع صديقي الجبل الشاب الفتي الذي تعرض لسكتة قلبية مباغتة بسبب عربدة بركان مشاغب ..
أن أطعّم بحيتان المحيط أخر دب قطبي نحيف يخطو بخطى خائرة نحو حتفه البطيء ..
أن افتح راحة يدي تحت نجمة مسرعة قررت الرحيل بعدما فقدت آخر شعاع من بريقها النازف خفوتا واصفرارا
و أن ألقي بتحية ترحيب حارة
نحو هذه الحديقة الخلفية المتأنقة المزدانة بوردتها الوحيدة الزاهية
وهي تتبادل ابتسامة صباحية يومية مع آنسة مستوحدة خلف نافذتها الموحشة .

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here