تنتخب أم لا؟

علاء كرم الله

تم تحديد يومي (17 و 18) من الشهرالجاري موعدا لأجراء الانتخابات المحلية ، ولأن عملية الانتخابات هي ممارسة ديمقراطية ، فيحق للشعب مقاطعتها والعزوف عن المشاركة فيها! ، دون أية أجبار من الحكومة والأحزاب السياسية على المواطن بأية طريقة كانت! ، حيث أن أية أجبار سيخرجها من كونها ممارسة ديمقراطية! الى أية مسمى آخر. كما وأرجو من الذين يقاطعون الأنتخابات ولا يريدون المشاركة فيها ، أن تكون مقاطعتهم لها ، بشكل سلمي دون القيام بأية أعمال تلحق الضرر وتشوه صورة المشهد الأنتخابي عموما! . وأنا هنا لست مع المقاطعين للأنتخابات! وبنفس الوقت ، لدي تحفظ على المشاركة فيها كحال غالبية العراقيين!! . اللافت للأنتباه أن الحكومة والأحزاب السياسية تعرف أن هناك عزوف كبير من قبل الشعب للمشاركة بالأنتخابات! وسمعت وشاهدت ذلك من خلال اللقاءات التي أجرتها وسائل الأعلام والفضائيات مع المواطنين! ، ولكن يبدو ومن خلال بعض التصريحات التي صدرت من هنا وهناك وكما نقلتها وسائل الأعلام والفضائيات ، بأن الانتخابات ستجري رغم أعتراض من يعترض! ، وسيتم تشكيل الحكومات المحلية للمحافظات حتى وأن كانت نسبة مشاركة المواطنين بالأنتخابات 1%!! . الذي نريد أن نقوله أن على الحكومة والأحزاب السياسية أن تتفهم وبشكل منطقي وعقلاني أن سبب عزوف الشعب وعدم مشاركتة في هذه الانتخابات المحلية ولا حتى في الانتخابات التي سبقتها! ، ولا حتى في الأنتخابات البرلمانية التي ستجري العام القادم!؟ ، بأنه لم يأت من فراغ؟! ، بل جاء بسبب خيبة الأمل وفقدان الثقة بين الشعب والحكومة وأحزاب السلطة ، التي خذلت المواطن وأدارت ظهرها له في أكثر من مناسبة ، وبعد أن تنصلت عن كل ما وعدت به !؟ منذ أول أنتخابات جرت عام 2005 !!، حيث بقاء الحال كما هو عليه بل من أسوء الى أسوء! وهذه الحقيقة المرة والمؤلمة يعرفها ويعترف بها كل قادة الأحزاب السياسية وزعاماتها !!. كما أن المواطن بات يعرف وبيقين تام بأنه مادامت المحاصصة هي أساس الحكم !! فلا خير يرتجى ولا أمل يمكن أن ينتظره من أية أنتخابات قادمة أن كانت هذه أو التي ستجرى بعدها!؟. والغريب في الأمر أن الحكومة وكل قادة الأحزاب السياسية وزعاماتها مع كل التقدير والأحترام لهم يعرفون تلك الحقيقة المرة !! ، بأن كل هذا الخراب والدمار والتخلف والفساد الذي صار فيه العراق ، هو بسبب المحاصصة! ولكنهم لا يستطيعون التخلي عنها ، بل الكل مصر أن يعمل وفق ألياتها وأتفاقاتها!! ، والعشرين سنة التي مضت على العراق بكل مراراتها ، هي خير دليل على ذلك! . فبات المواطن يسأل نفسه وبشيء من اليأس التام! : ماذا ستعمل هذه الانتخابات للمواطن وماهو الجديد الذي ستقدمه وتأتي به للوطن والمواطن؟. من جانب آخر لا أعتقد أن حكومة السيد رئيس الحكومة ( السوداني) أستطاعت أن تزرع الأمل وتعيد شيئا من جسور الثقة بينها وبين المواطن! ، على أمل بأن القادم سيكون أفضل! ، لربما عمل الرجل ما كان بوسعه أن يعمل ويأمل ، ولكنه لم يكن بمستوى الطموح والأمل، فمادام أي رئيس حكومة مقيدا بأغلال المحاصصة وتقسيماتها المدمرة ، فلا خير ممكن أن نرجوه ونأمله! ، وبالتالي من الصعوبة أن تقنع المواطن بالذهاب للأنتخابات أيا كانت محلية أو برلمانية!؟. أخيرا نقول: أن الأمر في الأول والآخر متروك للمواطن أن يشارك في الأنتخابات أم لا!؟.

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here