الفرق بين شرق الأرض وغربها أن معظم دول الشرق تمعن بثقافة الموت التي تبلغ ذروتها في منطقة الشرق الأوسط , ودول الغرب تدين بثقافة الحياة وتجتهد في صناعتها وتطويرها.
فعندما نتأمل ما يجري في ديارنا , تلوح بالأفق وبسطوع باهر ثقافة الموت , فسلوكنا الجمعي موتي الطباع والتوجهات , وبموجبه تنتفي قيمة الإنسان وتضيع حقوقه الطبيعية , ويتدثر بالقهر والحرمان من أبسط الحاجات الضرورية لبقائه.
هذه حقيقة مغفولة وفاعلة في مجتمعاتنا المنكوبة برموزها المستثمرين بثقافة الموت والمروجين لبضاعة الضلال والبهتان , والإستحواذ على رؤوس الناس وتعطيل عقولهم.
فهل وجدتم منبرا يدعو للحياة؟
هل سمعتم خطابا أو تصريحا لكرسي يهتم بالحياة؟
إنها بأنواعا تشترك في تأجيج المشاعر السلبية والحث على العدوانية والفرقة والدمار الذاتي والموضوعي , ولهذا تصاب بداء القهقري , أي التدحرج للوراء والإنطمار في الغابرات وتحسب فيها الحياة.
وبهذا تعبر عن إرادة الموت الموظفة لتأمين تجارة القبور.
ممثلو شعوب الدول الغربية يناقشون في برلماناتهم أهمية الحليب والبيض والخبز والثروة الحيوانية لأنها تمثل أحد أركان القوة والحياة الأساسية , وفي برلماناتنا نناقش الموضوعات الكرسوية والتفاعلات التصارعية , ولا مشروع مفيد , ولا تفكير بمصلحة المواطنين وسيادة الوطن , فما دامت الكراسي عامرة وآمنة , فليحصل ما يحصل في البلاد , وطز بالعباد , إنهم أعداء الكراسي ولابد من تصفيدهم بالحرمان من كل شيئ.
فإلى متى يبقى الموت طاغيا والحياة ضمير مستتر تقديره فناء؟!!
د-صادق السامرائي
Read our Privacy Policy by clicking here