العراق: السفيرة الأمريكية وزعيم تيار «الحكمة» يتفقان على وجوب وقف الهجمات ضد منشآت أمريكا

أعلنت القيادة المركزية الأمريكية، أمس الخميس، تعرض قاعدة «عين الأسد» الجوية غرب العراق لهجوم صاروخي جديد، من دون أن يسفر عن أضرار بشرية أو مادية، مشيرة إلى تزويد قوات الأمن العراقية للمواقع التي انطلقت منها صواريخ المهاجمين، فيما اتفقت السفيرة الأمريكية في بغداد، إلينا رومانوسكي، مع زعيم تيار «الحكمة» عمار الحكيم، على وجوب وقف الهجمات التي تستهدف المنشآت الأمريكية في العراق.

بيان للقيادة الأمريكية أفاد بأنه «في حوالي الساعة 7:30 صباحا بتوقيت العراق في 20 ديسمبر/ كانون الأول، تم إطلاق صاروخ 122 ملم على قاعدة الأسد الجوية في العراق» مبينا أنه «لم تحدث إصابات أو أضرار».

وطبقا للبيان فإن «فرقة العمل المشتركة – عملية العزم الصلب، حددت نقطة المنشأ ونقلت الموقع إلى قوات الأمن العراقية التي انتقلت إلى الموقع للتحقيق» مؤكدا في الوقت عينه أن «قوات الأمن الدولي (في إشارة إلى قوات التحالف) استولت على شاحنة مسطحة معدلة لإطلاق ما يصل إلى 5 × 122 ملم كانت موجودة في الموقع».

وفي الحادي عشر من الشهر الحالي، استهدف هجوم بالصواريخ وآخر بطائرة مسيّرة قاعدتين عسكريتين في العراق وسوريا تضمان قوات من التحالف الدولي لمكافحة تنظيم «الدولة الاسلامية» كما أفاد مسؤول عسكري أمريكي لوكالة «رويترز».

وتبنت «المقاومة الإسلامية في العراق» التي تضم فصائل مسلحة متحالفة مع إيران ومرتبطة بـ»الحشد الشعبي» الهجومين.

في الأثناء، قالت السفيرة الأمريكية لدى بغداد ألينا رومانوسكي، إنها اتفقت مع زعيم التيار «الحكمة الوطني» عمار الحكيم على ضرورة وقف الهجمات التي تستهدف منشآت الولايات المتحدة في العراق.

وذكرت السفيرة في «تدوينة» لها أمس، أن «محادثة مهمة جرت أمس (الأول) مع الحكيم والقائم بأعمال نائب وزير الخارجية الأمريكية فيكتوريا نولاند، حيث اتفقنا على ضرورة وقف الهجمات على المنشآت الأمريكية في العراق، وزيادة المساعدات الإنسانية لشعب غزة، والحفاظ على السلام في جميع أنحاء المنطقة».

وسبق أن أكد الحكيم خلال اللقاء، حسب بيان لمكتبه، أن «دعم ما يجري من مجازر يمثل استفزازا للمسلمين عموما،» داعيا المجتمع الدولي والولايات المتحدة، إلى «تحمل مسؤولياتها تجاه ما يجري من إبادة جماعية في غزة» مشددا على «وقف إطلاق النار وإدخال المساعدات وإعادة النازحين ومقومات الحياة الطبيعية».

وتعترض تلك الفصائل على الدعم الأمريكي لإسرائيل في حربها ضد غزة.

«إشارات سياسية»

يأتي ذلك في وقت اعتبر فيه موقع «لوو فير» الأمريكي المتخصص بالنزاعات والقضايا القانونية، أن الهجمات التي تشنها الفصائل أو من يسميهم «وكلاء إيران» على القوات الأمريكية في العراق وسوريا، هدفها توجيه «إشارات سياسية» الطابع إلى واشنطن. ورغم أن هذه القوى «لا تسعى إلى افتعال مواجهة كبرى مع الولايات المتحدة، إلا أن المخاطر والتحديات لا تزال خطيرة وكبيرة» وفق الموقع.

وبعدما استعرض التقرير الهجمات التي تشنها الجماعات المدعومة من إيران في أنحاء المنطقة، وخصوصا في العراق وسوريا التي وصفها بأنها الأكثر قلقا بالنسبة إلى الولايات المتحدة، قال إن إيران تستخدم هذه الهجمات «للإشارة إلى الولايات المتحدة وإسرائيل، بأنها قادرة على توسيع الصراع».

وبين أن طهران من خلال حث وكلائها على شن الهجمات فإنها تسعى أيضا الى «الحفاظ على شرعيتها وتعزيزها بين وكلائها باعتبارها القوة المعارضة الرئيسية لإسرائيل والولايات المتحدة في المنطقة» في حين أن «الوكلاء» يستفيدون من هذه الهجمات من أجل «تحقيق أهدافهم السياسية المستقلة، مثل طرد القوات الأمريكية من المنطقة».

ووفق التقرير، هذه ليست المرة الأولى التي يتم فيها استخدام الهجمات المدعومة من إيران على المنشآت الأمريكية في العراق وسوريا، لتوجيه إشارات سياسية، مشيرا إلى نيسان/أبريل 2021، حيث وقعت سلسلة من الهجمات على القوافل اللوجستية وقاعدة بلد الجوية في الفترة التي سبقت اجتماع الحوار الاستراتيجي بين الولايات المتحدة والعراق.
وفي ديسمبر/كانون الأول 2018، أيضا، وقع هجوم بعد يوم واحد من زيارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب وقتها إلى قاعدة الأسد الجوية الأمريكية.

كذلك، كانت هناك هجمات مماثلة في السنوات الـ5 الماضية ومحدودة بشكل متعمد من حيث عدد القتلى واستهدفت بدرجة أولى توجيه إشارات سياسية، حتى لا تستدعي رد فعل أمريكي كبير.

ولفت إلى أن الهجمات الأخيرة التي تخطت الـ100 هجوم على القوات الأمريكية في العراق وسوريا، وبرغم أنها محدودة التأثير، وتحمل طبيعة سياسية، لكنها تبدو أكثر استمرارية من ضربات الرسائل السياسية السابقة، ففي الماضي كانت الضربات الجوية الأمريكية تردع وقوع المزيد من الهجمات، إلا أن الضربات الأمريكية هذه المرة لم تحقق ذلك.

رسالة تضامن

وفيما اعتبر التقرير أن السبب الجذري للزيادة الأخيرة في الهجمات هو الحرب في غزة، قال إن رسالة «التضامن مع الفلسطينيين» العامة هذه تثير الكثير من الغموض، فيما يتعلق بأهداف إيران السياسية وأهداف وكلائها.

ويبدو أن هناك «هدفين يدعمان علاقة إيران بالضربات: إعطاء إشارة لواشنطن إلى قوتها الإقليمية وقدرتها على توسيع الصراع، والإشارة إلى سيطرتها على الميليشيات المدعومة منها» مذكرا بتصريح وزير الخارجية الايراني حسين أمير عبد اللهيان أمام الأمم المتحدة بأن الولايات المتحدة: «لن تنجو من هذه النيران» إذا استمرت العمليات العسكرية الإسرائيلية في غزة، وهي تصريحات رددها قائد قوة القدس الإيراني، العميد إسماعيل قاآني، بينما قال المرشد الاعلى الإيراني علي خامنئي، خلال زيارة رسمية لرئيس الوزراء العراقي في طهران إن إيران والعراق يحتاجان إلى التعاون لممارسة ضغوط سياسية على الولايات المتحدة وإسرائيل.

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here