شهاب سموقي
2024-01-03
اثار موقع “مهاجر انفو” الاوروبي المتخصص باخبار المهاجرين، قضية الصعوبات المتزايدة التي تواجه المهاجرين الايزيديين الآتين من العراق، في ظل الاتفاق السري الذي أبرمته الحكومة الالمانية مع الحكومة العراقية لتسهيل اعادة المهاجرين، فيما لا تزال السلطات الالمانية تتلقى آلاف طلبات الهجرة من الايزيديين سنويا حتى الآن.
وفي هذا الإطار، طرح الموقع الأوروبي، في تقرير له ، قضية المهاجر شهاب سموقي (21 عاما) الذي يقول، إنه يخشى على حياته في حال إعادته الى العراق، بعدما رفضت ألمانيا طلب لجوئه، حيث أنه يقيم في مدينة هامبورغ منذ عدة سنوات، بعدما هرب من مسقط راسه في شنكال بسبب الاضطهاد الذي تعرض له الايزيديون.
واشار التقرير الى ان قصة سموقي تبدو كأنها كابوس بيروقراطي: فقد رفضت ألمانيا طلب لجوئه مرتين، مرة بصفته طالب لجوء، ومرة أخرى كانت من أجل الحصول على تصريح عمل، وعندما رفض طلبه الأول في العام 2021، جرى منحه 30 يوما فقط من اجل مغادرة ألمانيا، لكنه لجأ الى محكمة لوقف إجراءات ترحيله، وعندما قدم في أيلول/سبتمبر 2023، طلبا جديدا للجوء، تم رفضه ايضا.
وتابع التقرير، أن كل هذا قد لا يقارن بالكابوس الذي قد يواجهه في حال اضطر بالفعل إلى العودة الى وطنه الأصلي، حيث يقول “عاجلا ام اجلا، ساواجه خطر أن أتعرض للقتل، اما من خلال ابادة جماعية اخرى في العراق او وسط الصراعات بين مختلف الجماعات” وفق رأيه.
واشار التقرير الى ان وضع الحماية الخاص بـ سموقي والذي صدر في العام 2021 عندما كان العراق لا يزال مصنفا كبلد غير آمن، سينتهي الآن في شباط/ فبراير المقبل، ما يعني أن هذا الشاب الايزيدي قد يتعرض مجددا للتهديد بالترحيل.
ونقل التقرير عن سموقي قوله إن “3 سنوات من بناء المستقبل هنا في المانيا، و البكالوريوس في علوم الكمبيوتر، واتقان اللغة الألمانية، ووظيفتي كمستشار، وماجستير في الإدارة المالية والمحاسبة، أصبحت كلها الآن في خطر”.
ولفت التقرير إلى أن سموقي بدأ حياة جديدة مع عائلته في هامبورغ بعد رحلة مرعبة عبر البر والبحر من العراق الى تركيا، حيث عبر من خلال اليونان وشق طريقه الى ألمانيا عبر البلقان، هربا من “الاضطهاد” في العراق.
ونقل التقرير عن سموقي قوله، إنه “كان لدي أمل واحد، بان اتوجه الى بلد يحترمني ويحترم ديني، وامل ان يحميني وعائلتي من هؤلاء الذين يكرهون الايزيديين”.
الا ان التقرير ذكر ان الرفض الأخير لطلب اللجوء الذي قدمه يأتي في وقت الذي تقوم فيه الحكومة الالمانية بتعزيز جهودها من اجل اعادة طالبي اللجوء الذين تم رفض طلباتهم، مع تركيزها بشكل خاص على العراق.
وتابع التقرير قائلا ان المانيا من اجل تحقيق هذا الهدف، يعتقد انها اتفاقية سرية مع الحكومة العراقية للعمل بشكل اكبر معها في عمليات إعادة المهاجرين، وهو اتفاق يؤثر على الايزيديين، الذين ظلوا يتمتعون بالحماية في ألمانيا حتى وقت قريب.
ولفت التقرير إلى أن رفض ألمانيا لطلبات اللجوء هذه، يأتي برغم انها تسعى الى الحصول بشكل عاجل على المزيد من العمال المهرة للالتحاق بقوتها العاملة، مما يؤدي إلى طرح المزيد من التساؤلات حول هذا القرار.
وبعدما استعرض التقرير بعض التفاصيل حول تاريخ اقلية الايزيديين ومعتقداتهم في العراق وسوريا وتركيا وإيران، ولجوء العديد منهم الى اوروبا، وتحديدا الى ألمانيا هربا من جرائم ارهابي تنظيم داعش والتي وصفتها الامم المتحدة، والنواب الالمان ايضا، بانها بمثابة جرائم ابادة، قال التقرير إن التهديد ضد الايزيديين بـ “الاضطهاد والابادة الجماعية يغذي عوامل الهجرة”.
واوضح التقرير انه في الفترة من كانون الثاني/يناير إلى أيلول/سبتمبر 2023، قدم الايزيديون في ألمانيا ما يقرب من نحو 4 آلاف طلب لجوء، وفقا لأرقام مكتب الهجرة واللاجئين، بينما من المعتقد أن نحو 2900 من الذين قدموا طلبات هم من العراق.
وذكر التقرير ان “البوندستاغ” (مجلس النواب الالماني) كان وعد بالعمل بجدية أكبر لحماية الإيزيديين في المانيا، الا ان الوضع ليس واضحا الان، حيث ان عمليات الترحيل الى العراق آخذة في الارتفاع، مضيفا أنه في 18 كانون الأول/ديسمبر، اصبحت ولاية شمال الراين-وستفاليا الألمانية، أول ولاية توقف ترحيل الايزيديين، والوحيدة حتى الآن.
ونقل التقرير عن وزيرة شؤون اللاجئين في ولاية شمال الراين وستفاليا، جوزفين بول، قولها إنه “من وجهة نظر وزارة الخارجية (الألمانية)، فان الحكومة العراقية ليست في وضع يسمح لها بضمان حماية الاقليات الدينية في العديد من المناطق”.
ولفت التقرير إلى أن الوزيرة بول كانت تضغط من أجل وقف عمليات ترحيل الايزيديين على الصعيد الوطني الألماني، وإنما من دون جدوى حتى الآن.
تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط