بانتظار البرد المتأخر.. كارثة الشتاء تضرب أسواق الملابس “الدافئة” في العراق


2024-01-20
تشهد أسواق الملابس الشتوية في العراق ركوداً لجميع أصنافها، الأمر الذي دفع أصحاب المحال إلى الإعلان عن تخفيضات على الأسعار لمواجهة هذا العزوف عن الشراء، مرجعين السبب إلى دفئ الطقس خاصة في وسط وجنوب البلاد.

وكانت محلات الملابس الشتوية بالعديد من المحافظات العراقية، قامت بالتهيؤ للموسم الشتوي باستيراد الكثير من قطع الملابس السميكة من جواكت للنساء والرجال وبلوفرات بأشكال مختلفة، إلا أن المشهد العام لا يبشر بتردد المواطنين عليها، في ظل الأجواء الدافئة الحالية.

شتاء دافئ

يقول مدير إعلام هيئة الأنواء الجوية العراقية، عامر الجابري، إن “البلاد تفتقر إلى انخفاض درجات الحرارة والأمطار في هذا الموسم، نتيجة ضعف منظومات الضغط الجوية حتى الآن، خاصة في المناطق الوسطى والجنوبية”.

ويوضح، الجابري ، أن “كمية الأمطار المتساقطة تعد فقيرة حتى الآن، كما تسجل درجات الحرارة 16 و17 درجة مئوية، وفي المناطق الشمالية 12 و11 مئوية”، معرباً عن أمله بأن “تتفاعل المنظومات الضغطية في الأيام المقبلة”.

ركود في البيع

وأدى عدم انخفاض درجات الحرارة إلى تعرض أصحاب المحال الشتوية لخسائر مادية بسبب بوار بضاعتهم داخل محلاتهم، والتي كانت تشهد رواجاً لحركة البيع والشراء طوال موسم الشتاء.

وفي هذا السياق، يقول البائع محمد،ن وهو صاحب محل لبيع الملابس في بابل، إن “إقبال الزبائن على الملابس الثقيلة سواء الخارجية أو حتى المنزلية ضعيف بسبب عدم برودة الشتاء حتى الآن، الأمر الذي أدى إلى العزوف عن الشراء، على خلاف ما كنا نشهده في هذه الأوقات خلال السنوات الماضية”.

ويضيف محمد ، أن “الموسم الشتوي يبدو لا يبشّر بخير وهذا واضح منذ البداية، وأن حالة الركود أدت إلى تخفيض الأسعار لغرض تمشية البضاعة فقط”.

ويتفق علي، وهو صاحب محل من كربلاء مع الرأي السابق، حيث قال إن “إقبال المواطنين على شراء الملابس بات ضعيفاً للغاية”، مشيراً إلى أن “عدم برودة الطقس أثرت على حركة الشراء بدرجة كبيرة”.

ويتابع البائع علي، خلال حديثه ، أن “موسم الملابس الشتوية هذا العام شبه منعدم مما تسبب في ركود حركة البيع، في مقابل ارتفاع أجور الاستيراد والضرائب والفواتير وأسعار إيجار المحلات”.

ضغوط اقتصادية

ويفضل عدد من المواطنين خاصة أصحاب الطبقات الفقيرة والوسطى وذوي الدخل المحدود، الاكتفاء بما لديهم من ملابس شتوية خلال الأعوام الماضية بسبب الضغوط الاقتصادية العامة، في ظل غلاء الأسعار وانخفاض مستوى المعيشة، خصوصاً الأسر التي لديها أطفال في المدارس.

وفي هذا الجانب، أُجبرت أم حيدر من محافظة كربلاء، على عدم شراء ملابس جديدة لأولادها مع بداية فصل الشتاء هذا العام الا الضروري”، عازية ذلك في حديث “لارتفاع أسعار الملابس، وعدم قدوم موجات باردة حتى الآن”.

شتاء متأخر

ويبدو أن حالة الركود في الأسواق قد تشهد تحركاً خلال الأيام المقبلة مع قدوم أول موجة برد نهاية الأسبوع الحالي، بحسب خبراء في الطقس.

وفي هذا السياق، يقول المتنبئ الجوي، أحمد التميمي، عن تأخر الشتاء إن “هناك تقلبات في المنظومة الجوية في العراق وعموم المنطقة العربية والأوروبية بسبب عوامل كثيرة منها طبقة الأوزون”.

ويضيف التميمي ، “أما بخصوص ما تبقى من الشتاء فإن التوقعات تشير إلى أن الشتاء سيأتي نهاية الشهر الحالي ويستمر لعدة أيام”.

من جهته، يرجع الراصد الجوي، محمد علي، سبب الأجواء الحارة إلى أن “المرتفع الجوي في الخليج العربي دفع المرتفع السيبيري البارد إلى تركيا وشمال العراق، لذلك الطقس حاراً في مناطق الجنوب وبارداً في مناطق الشمال”.

ويتوقع علي خلال حديثه، أن “ينسحب المرتفع الجوي نهاية الأسبوع الجاري لتشهد البلاد أول موجة برد، مع فرص أمطار يومي الاثنين والثلاثاء في الشمال، والخميس في الوسط وأجزاء من الجنوب، وأجواء باردة نهاية الأسبوع الحالي”.

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
,
Read our Privacy Policy by clicking here