رغم التحسن الأمني.. “جدار سامراء” يخنق توسع المدينة


2024-01-22
سلطت قناة “NBC” الأمريكية الضوء على الجدار الإسمنتي الذي أقيم في مدينة سامراء بهدف حمايتها من الهجمات الإرهابية التي تسببت في تفاقم “الاقتتال المذهبي”، لكنه أصبح الآن بنظر البعض بمثابة سجن، يقوض تمدد المدينة عمرانياً وتنموياً.

وأشار التقرير، إلى أن السلطات العراقية تقول إن الجدار الإسمنتي يجب أن يبقى لمنع خطر الإرهاب، حتى برغم تحسن الأمن تدريجياً في أنحاء البلد كافة.

وذكّر التقرير بهجوم لتنظيم القاعدة في العام 2006 تسبب في تدمير القبة الذهبية لمرقد الإمامين العسكريين، ما أشعل “صراعاً طائفياً وحشياً قتل فيه عشرات الآلاف من الأشخاص”، مضيفاً أنه بعد ذلك بعام، وقع هجوم ثان أدى إلى تدمير المئذنتين في المرقد.

والآن، يقول التقرير إن خالد إبراهيم يحلم ببناء منزل على مشارف سامراء، لكن الجدار يحول دون ذلك ويعرقل التوسع العمراني الذي تتزايد الحاجة إليه، حيث أصبح الجدار المحيط بسامراء عبئاً على الحياة اليومية في المدينة التي ارتفع عدد سكانها من 300 ألف إلى 400 ألف نسمة منذ العام 2008، مما أدى إلى تزايد تكاليف العقارات والأراضي السكنية.

ونقل التقرير عن إبراهيم (52 عاماً) قوله “إنه كابوس، أسوأ من السجن”.

ولفت التقرير إلى أن إبراهيم وولديه يعملون جميعاً كعمال بأجرة يومية، ويستأجرون حالياً منزلاً في سامراء مقابل نحو 180 دولاراً شهرياً، وهو مبلغ يمثل بالنسبة لهم ثروة.

وأوضح التقرير أن إبراهيم يمتلك أرضاً خارج الجدار مباشرة ويرغب ببناء منزل، إلا أنه يشعر بالإحباط المتزايد لأن الحاجز يجعل هذه الفكرة مستحيلة.

ونقل التقرير عن إبراهيم قوله إن “قوات الأمن لا تسمح لنا بالاقتراب من الجدار”، مضيفاً أنه أيضاً “لا توجد خدمات ولا ماء ولا كهرباء. والبناء خلف الجدار يشبه الحياة في المنفى”.

وفي المقابل، يشير التقرير إلى أن عمليات رفع الجدران الإسمنتية تجري حالياً في شوارع العاصمة بغداد والتي كانت تحيط السفارات والمكاتب الحكومية.

وبحسب التقرير فإنه توجد حالياً ثلاث نقاط تفتيش مشددة في الحواجز تسمح بالدخول إلى سامراء، لكن السلطات وإدراكاً منها لشعور الإحباط لدى سكان المدينة، فإنها تعتزم البدء بالعمل في غضون شهر من أجل إصلاح الجدار، من خلال توسيع محيطه بمقدار 3 إلى 7 كيلومترات، وزيادة عدد نقاط الدخول إلى ست، وإضافة أبراج وكاميرات مراقبة.

ونقل التقرير عن نائب محافظ صلاح الدين رياض طايس السامرائي، إشارته إلى أن البناء خارج الجدار ليس محظوراً بشكل رسمي، إلا أن وجود الجدار يعرقل توسع المدينة، مضيفاً أن الناس اختاروا ألا يقوموا بعمليات بناء على الجانب الآخر، خوفاً من أن يجدوا أنفسهم معزولين عن بقية المدينة.

وبرغم ذلك، قال السامرائي إن بقاء الجدار هو بهدف ضمان “عدم تكرار كارثة 2006 التي أدت إلى حرب طائفية”، مضيفاً أنه برغم تحسن الوضع الأمني، إلا أنه ما تزال هناك خلايا نائمة تابعة لتنظيم داعش.

ونقل التقرير عن المتقاعد ليث إبراهيم (64 عاماً) تحذيره أيضاً من أن الوضع الأمني خارج الجدار مكشوف، لكنه أضاف “يوجد نقص في الأراضي والمساكن، وأسعار العقارات ترتفع يوماً بعد يوم”.

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
, ,
Read our Privacy Policy by clicking here