حميد كشكولي
يُعد كتاب “من يحكم العالم؟” من الكتب المهمة التي تقدم تحليلًا شاملًا للوضع الدولي الحالي. ويقدم الكتاب مجموعة من الأفكار والتوصيات التي يمكن أن تساعد في التعامل مع التحديات التي تواجه النظام العالمي.
يبدأ تشومسكي كتابه بتحليل القوة الأمريكية المتغيرة. في الماضي، كانت الولايات المتحدة قوة مهيمنة على النظام العالمي، ولكن هذه الهيمنة بدأت تتلاشى في السنوات الأخيرة. ويرجع ذلك إلى مجموعة من العوامل، بما في ذلك صعود الصين كقوة اقتصادية وعسكرية، وتراجع النفوذ الأمريكي في الشرق الأوسط وأفريقيا.
ينتقل تشومسكي بعد ذلك إلى الحديث عن الأخطار التي تتهدد الديموقراطية. ويعتقد تشومسكي أن الديمقراطية العالمية تواجه خطرًا حقيقيًا، ويرجع ذلك إلى مجموعة من العوامل، بما في ذلك صعود السلطوية، والتراجع في الحريات المدنية، وانتشار المعلومات المضللة.
أخيرًا، يبحث تشومسكي في مستقبل النظام العالمي. ويعتقد تشومسكي أن النظام العالمي الحالي يتجه نحو مزيد من عدم الاستقرار، ويرجع ذلك إلى مجموعة من العوامل، بما في ذلك الصراع بين القوى العظمى، والتهديدات الأمنية المتزايدة، والتغير المناخي.
يقدم تشومسكي في كتابه مجموعة من التوصيات للتعامل مع التحديات التي تواجه النظام العالمي. ويدعو تشومسكي إلى مزيد من التعاون الدولي، وتعزيز الديمقراطية، ومعالجة قضايا العدالة الاجتماعية.
فيما يلي بعض النقاط الرئيسية التي يناقشها تشومسكي في كتابه:
الولايات المتحدة ما تزال قوة مهيمنة على النظام العالمي، ولكنها تواجه تحديات من صعود الصين وتراجع النفوذ الأمريكي في مناطق أخرى من العالم.
الديمقراطية العالمية تواجه خطرًا حقيقيًا، ويرجع ذلك إلى مجموعة من العوامل، بما في ذلك صعود السلطوية، والتراجع في الحريات المدنية، وانتشار المعلومات المضللة.
النظام العالمي الحالي يتجه نحو مزيد من عدم الاستقرار، ويرجع ذلك إلى مجموعة من العوامل، بما في ذلك الصراع بين القوى العظمى، والتهديدات الأمنية المتزايدة، والتغير المناخي.
السؤال: من يحكم العالم؟
الإجابة: بحسب نعوم تشومسكي، فإن العالم اليوم يحكمه ما يسمى بـ”الرأسمالية الإمبريالية”، والتي هي مجموعة من المؤسسات المالية والشركات والمنظمات غير الحكومية التي تتحكم في الاقتصاد العالمي والسياسة الدولية. هذه المؤسسات والشركات تقع تحت سيطرة نخبة من أصحاب الثروة والسلطة، الذين يستخدمون قوتهم لتحقيق مكاسبهم الخاصة على حساب مصالح الشعوب.
الدليل: يقدم تشومسكي في كتابه أدلة عديدة على هذه النظرية، منها:
هيمنة الولايات المتحدة على الاقتصاد العالمي، حيث تمتلك الولايات المتحدة أكبر اقتصاد في العالم، كما أنها تتحكم في المؤسسات المالية الدولية الرئيسية، مثل صندوق النقد الدولي والبنك الدولي.
سيطرة الشركات متعددة الجنسيات على الإنتاج والتوزيع والتسويق في جميع أنحاء العالم.
تأثير منظمات المجتمع المدني، مثل المنظمات غير الحكومية، على السياسة الدولية، حيث تستخدم هذه المنظمات نفوذها لتعزيز مصالح الشركات متعددة الجنسيات.
العواقب: يرى تشومسكي أن استمرار هيمنة الرأسمالية الإمبريالية سيؤدي إلى مجموعة من العواقب السلبية، منها:
تعميق التفاوتات الاقتصادية بين الدول والأغنياء والفقراء.
تفاقم الصراعات والحروب في العالم.
تقويض الديمقراطية وحقوق الإنسان.
الحلول: يقترح تشومسكي مجموعة من الحلول لمعالجة هذه المشكلة، منها:
تعزيز دور الأمم المتحدة والمؤسسات الدولية الأخرى في تنظيم الاقتصاد العالمي.
إصلاح النظام المالي الدولي لجعل الاقتصاد أكثر عدلاً وشمولاً.
زيادة مشاركة المواطنين في صنع القرار السياسي.
الرأي الشخصي: أتفق مع تشومسكي في أن العالم اليوم يحكمه ما يسمى بـ”الرأسمالية الإمبريالية”. هذه النظرية تشرح بشكل جيد العديد من الظواهر التي نشهدها في العالم اليوم، مثل هيمنة الولايات المتحدة على الاقتصاد العالمي، وسيطرة الشركات متعددة الجنسيات على الإنتاج والتوزيع والتسويق، وتأثير منظمات المجتمع المدني على السياسة الدولية.
أعتقد أن استمرار هيمنة الرأسمالية الإمبريالية سيؤدي إلى مجموعة من العواقب السلبية، كما يرى تشومسكي. لذلك، أعتقد أنه من المهم إيجاد حلول لمعالجة هذه المشكلة، مثل تعزيز دور الأمم المتحدة والإصلاح النظام المالي الدولي وزيادة مشاركة المواطنين في صنع القرار السياسي.
ملخص كتاب “من يحكم العالم؟” لنعوم تشومسكي
يقدم لنا نعوم تشومسكي في كتابه “من يحكم العالم؟” تحليلاً شاملاً للنظام العالمي الحالي، ويبحث في الطريقة التي تتحكم بها النخبة الحاكمة في العالم.
يبدأ تشومسكي بمناقشة القوة الأمريكية المتغيرة. ويشير إلى أن الولايات المتحدة فقدت بعضاً من قوتها النسبية في السنوات الأخيرة، ولكن لا يزال لها تأثير كبير على النظام العالمي. ويوضح أن الولايات المتحدة تحافظ على قوتها من خلال مجموعة من الأدوات، بما في ذلك القوة العسكرية والاقتصادية والإعلامية.
ثم ينتقل تشومسكي إلى مناقشة الأخطار التي تتهدد الديموقراطية. ويشير إلى أن الديمقراطية في تراجع في جميع أنحاء العالم، ويرجع ذلك إلى عدة عوامل، بما في ذلك صعود النخبة الحاكمة وتراجع الطبقة الوسطى.
في النهاية، يبحث تشومسكي في مستقبل النظام العالمي. ويشير إلى أن هناك احتمالين رئيسيين: إما أن تستمر النخبة الحاكمة في السيطرة على النظام العالمي، أو أن ينشأ نظام جديد أكثر ديمقراطية.
الفصل الأول: القوة الأمريكية المتغيرة
في الفصل الأول من كتابه، يناقش تشومسكي القوة الأمريكية المتغيرة. ويشير إلى أن الولايات المتحدة فقدت بعضاً من قوتها النسبية في السنوات الأخيرة، ولكن لا يزال لها تأثير كبير على النظام العالمي.
ويوضح تشومسكي أن الولايات المتحدة تحافظ على قوتها من خلال مجموعة من الأدوات، بما في ذلك:
القوة العسكرية: تمتلك الولايات المتحدة أكبر قوة عسكرية في العالم، مما يمنحها القدرة على فرض إرادتها على الدول الأخرى.
القوة الاقتصادية: تعد الولايات المتحدة أكبر اقتصاد في العالم، مما يمنحها القدرة على التأثير على الاقتصادات الأخرى.
القوة الإعلامية: تسيطر الولايات المتحدة على معظم وسائل الإعلام العالمية، مما يمنحها القدرة على تشكيل الرأي العام العالمي.
الفصل الثاني: الأخطار التي تتهدد الديموقراطية
في الفصل الثاني من كتابه، يناقش تشومسكي الأخطار التي تتهدد الديموقراطية. ويشير إلى أن الديمقراطية في تراجع في جميع أنحاء العالم، ويرجع ذلك إلى عدة عوامل، بما في ذلك:
صعود النخبة الحاكمة: يشير تشومسكي إلى أن هناك نخبة حاكمة عالمية صغيرة تتحكم في معظم موارد العالم. ويشير إلى أن هذه النخبة لديها مصلحة في الحفاظ على الوضع الراهن، وهو ما يشكل تهديداً للديمقراطية.
تراجع الطبقة الوسطى: يشير تشومسكي إلى أن الطبقة الوسطى هي الدعامة الأساسية للديمقراطية. ومع تراجع الطبقة الوسطى، تزداد مخاطر التحول إلى نظام أكثر استبداداً.
الفصل الثالث: مستقبل النظام العالمي
في الفصل الثالث من كتابه، يبحث تشومسكي في مستقبل النظام العالمي. ويشير إلى أن هناك احتمالين رئيسيين: إما أن تستمر النخبة الحاكمة في السيطرة على النظام العالمي، أو أن ينشأ نظام جديد أكثر ديمقراطية.
ويشير تشومسكي إلى أن احتمال استمرار النخبة الحاكمة في السيطرة على النظام العالمي هو الاحتمال الأكثر ترجيحاً. ويرجع ذلك إلى أن النخبة الحاكمة لديها الموارد والسلطة اللازمة للحفاظ على الوضع الراهن.
ومع ذلك، يشير تشومسكي إلى أن هناك إمكانية لنشأة نظام جديد أكثر ديمقراطية. ويشير إلى أن هناك حركات شعبية في جميع أنحاء العالم تطالب بمزيد من الديمقراطية والعدالة الاجتماعية.
ويشير تشومسكي إلى أن هناك احتمالين رئيسيين لمستقبل النظام العالمي: إما أن تستمر النخبة الحاكمة في السيطرة على النظام العالمي، أو أن ينشأ نظام جديد أكثر ديمقراطية.
الاحتمال الأول: استمرار السيطرة على النخبة الحاكمة
إذا استمرت النخبة الحاكمة في السيطرة على النظام العالمي، فسيؤدي ذلك إلى نظام عالمي أكثر استبدادًا وظلمًا. ستستمر هذه النخبة في استغلال موارد العالم لصالحها، وستستمر في قمع الحريات الأساسية وحقوق الإنسان.
الاحتمال الثاني: نشوء نظام جديد أكثر ديمقراطية
إذا نشأ نظام جديد أكثر ديمقراطية، فسيؤدي ذلك إلى نظام عالمي أكثر عدلًا وازدهارًا. سيشارك الناس بشكل أكثر فعالية في صنع القرار، وستتم حماية حقوقهم الأساسية.
الحلول
من أجل تجنب هذه الأخطار، يجب على الحكومات والمؤسسات والأفراد العمل معًا لتعزيز الشفافية والمساءلة والمشاركة الفعالة في صنع القرارات، وتعزيز الحوار والتفاعل بين الأفراد والمجتمعات المختلفة، وتعزيز العدالة الاجتماعية والاقتصادية والبيئية، وتعزيز الحريات الأساسية وحقوق الإنسان.
فيما يلي بعض الإجراءات المحددة التي يمكن اتخاذها:
تعزيز الشفافية والمساءلة: يجب أن تكون أنشطة الحكومات والمؤسسات الأخرى شفافة ومسؤولة أمام الجمهور. يجب أن يكون للجمهور حق الوصول إلى المعلومات، ويجب أن يكون قادرًا على محاسبة المسؤولين عن أفعالهم.
تعزيز المشاركة الفعالة في صنع القرار: يجب أن يكون للمواطنين الحق في المشاركة في صنع القرار الذي يؤثر على حياتهم. يجب أن يكونوا قادرين على التصويت في الانتخابات، والتعبير عن آرائهم، والمشاركة في العملية الديمقراطية.
تعزيز الحوار والتفاعل بين الأفراد والمجتمعات المختلفة: يجب أن يكون هناك حوار وتفاعل بين الأفراد والمجتمعات المختلفة. يجب أن يتم احترام التنوع، ويجب أن يتم العمل على إيجاد أرضية مشتركة.
تعزيز العدالة الاجتماعية والاقتصادية والبيئية: يجب أن تكون هناك عدالة اجتماعية واقتصادية وبيئية. يجب أن يكون للجميع الحق في الوصول إلى الموارد الأساسية، ويجب أن يكونوا قادرين على العيش حياة كريمة.
تعزيز الحريات الأساسية وحقوق الإنسان: يجب أن تُحترم الحريات الأساسية وحقوق الإنسان. يجب أن يكون للجميع الحق في التعبير عن آرائهم، والتجمع السلمي، والتمتع بحياة حرة وخالية من الخوف.
لا يوجد حل واحد يناسب جميع التحديات التي تواجه الديمقراطية. ومع ذلك، فإن العمل الجماعي والالتزام بالقيم الديمقراطية يمكن أن يساعد على حماية الديمقراطية وتعزيزها.
خاتمة
يقدم كتاب “من يحكم العالم؟” تحليلاً شاملاً للنظام العالمي الحالي. ويسلط الكتاب الضوء على المخاطر التي تتهدد الديمقراطية، ويناقش احتمالات مستقبل النظام العالمي.
ويقدم الكتاب رؤية نقدية للنظام العالمي، ويدعو إلى إصلاحات تهدف إلى تحقيق نظام أكثر ديمقراطية وعدالة.