الدكتور فاضل حسن شريف
جاء في المعاجم: إِبادة: (اسم) عَرَفَ التَّارِيخُ حُرُوبَ إبَادَةٍ: أَيْ حُرُوبَ تَدْمِيرٍ وَفَتْكٍ. اُستُعْمِلَتْ مَوَادُّ سَامَّةٌ لإبَادَةِ الجَرَادِ الَّذِي ظَهَرَ فَجْأَةً: لِلقَضَاءِ عَلَيْهِ، لِسَحْقِهِ إبادة الأعشاب: تنقية الأرض الزراعية من العشب الذي ينبت عفوا، إمّا بعزقه أو بقلعه. إِبادة: (اسم) اِبادة: مصدر أَبادَ. بادَ: (فعل) بادَ يَبيد، بِدْ، بَيْدًا وبُيودًا وبَيادًا وبَيْدُودةً، فهو بائد. بادَ العَدُوُّ: هَلَكَ. بادَتِ الشَّمْسُ: غَرَبَتْ. بادَ القَوْمُ: اِنْقَرَضُوا، اِنْقَطَعُوا. بادَّ: (فعل) بادَّ مُبادَّةً، وبِدادا. مُبيد: (اسم) الجمع: مبيدون و مُبيدات اسم فاعل من أبادَ. مُبيد الحشرات/ مُبيد الجراثيم: مادة كيميائيَّة تُستخدم لقتل الجراثيم والحشرات فتحول دون العدوى. بائِد: (اسم) فاعل من باد. هَذَا مِنَ العهْدِ البائِدِ: مِنَ العَهْدِ الْمَاضِي الزَّائِلِ. إِبَادَةٌ: (مصدر أبَادَ). 1.: عَرَفَ التَّارِيخُ حُرُوبَ إبَادَةٍ: أَيْ حُرُوبَ تَدْمِيرٍ وَفَتْكٍ. 2.: اُستُعْمِلَتْ مَوَادُّ سَامَّةٌ لإبَادَةِ الجَرَادِ الَّذِي ظَهَرَ فَجْأَةً: لِلقَضَاءِ عَلَيْهِ، لِسَحْقِهِ.
جاء في الأمثل في تفسير كتاب الله المنزل للشيخ ناصر مكارم الشيرازي: عبارة “إِعْصارٌ فِيهِ نارٌ” (البقرة 266) قد تكون إشارة إلى رياح السموم التي تحرق الزرع و تجفّف المياه، أو الرياح التي تكتسب الحراة من المرور على الحرائق فتكتسح معها النيران المحرقة و تحملها إلى مناطق اخرى، أو قد تكون إشارة إلى العواصف التي تصاحبها الصواعق فتصيب الأرض و تحيلها إلى رماد، إنّها على كلّ حال إشارة إلى إبادة سريعة.
تكملة للحلقة السابقة جاء في الموسوعة الحرة عن انتهاكات مسندة إلى صدام حسين: الحرب العراقية الايرانية: سميت الحرب العراقية الإيرانية من قبل الحكومة العراقية آنذاك باسم «قادسية صدام»، بينما عُرفت في إيران باسم (الدفاع المقدس) (بالفارسية: دفاع مقدس). نشبت الحرب بين العراق وإيران في سبتمبر 1980 واستمرت حتى أغسطس 1988. خلفت الحرب نحو مليون قتيل من الطرفين، ودامت الحرب ثماني سنوات، لتكون بذلك أطول نزاع عسكري في القرن العشرين وواحدة من أكثر الصراعات العسكرية دموية. أثّرت هذه الحرب على المعادلات السياسية لمنطقة الشرق الأوسط، وكان لنتائجها بالغ الأثر في العوامل التي أدت إلى حرب الخليج الثانية والثالثة. فقد العراق ما بين 150 ألف و375 ألف عسكري، بالإضافة إلى 100 ألف مدني عراقي. أما اقتصادياً فقد كلفت هذه الحرب مبلغ 500 مليار دولار أمريكي من الخزينة العراقية. المسببات: أسباب الحرب حسب وجهة النظر العراقية تتضمن تاريخا طويلا من النزاعات الحدودية التي غذتها المخاوف من تمرد الشيعة في العراق أثناء تأثرهم بالثورة الإيرانية الإسلامية التي قامت عام 1979 وأطاحت بالشاه بادئة حكما دينيا يسيطر فيه الشيعة وأئمتهم على مقاليد الحكم. وتتمثل الجذور التاريخية للخلاف في أن المعاهدات التاريخية التي ورثها العراق عن الدولة العثمانية تمنحه الحق في السيادة على الممر المائي المسمى شط العرب عدا مناطق محددة أمام (المحمرة) و(عبادان). وظلت إيران تطالب بتقاسم السيادة على مياه الشط بينما كان العراق يجد في الشط منفذه الأساسي إلى الخليج لاسيما أنه يعاني ندرة منافذه إلى مياه الخليج العميقة التي تسهل استقبال وارداته ووصول صادراته إلى الموانئ العالمية. الحرب: يقدم طرفا الحرب روايتين متناقضتين لبدء الحرب، ففي الوقت الذي يعتبر فيه الإيرانيون لحظة عبور القوات العراقية للحدود الدولية واندفاعها في عمق الأراضي الإيرانية في 22 سبتمبر/ايلول عام 1980 فاتحة هذه الحرب، يعيد مسؤولون في النظام السابق في العراق تاريخ بدء الحرب إلى فترة أسبق، حيث ظلت مشكلة ترسيم الحدود بين العراق وإيران، لاسيما في الممر المائي شط العرب، مصدر التوتر الرئيسي بين العراق وإيران ومنبع الكثير من الخلافات والتصادمات التي بلغت ذروتها في حرب دامية ضروس بين البلدين تواصلت لثمانية أعوام. بدأت الحرب كما تشير بعض المصادر عندما شنّ العراق الحرب على إيران بقيادة صدام حسين. الهجمة الأولى له المكونة من هجمات جوية هدفت إلى تدمير القوة الجوية الإيرانية نُفِذَّت بالتزامن مع الهجمات الأرضية بتاريخ 22 سبتمبر عام 1980. حاول العراق من خلال الحرب أن يحل محل إيران كدولة مهيمنة في الخليج العربي، وعلى الرغم من أن العراق حاول الإستفادة من الفوضى الثورية في إيران وهاجم دون سابق إنذار رسمي، لم يحدث سوى تقدم عسكري محدود، واضطر بسرعة إلى التراجع، فتمكن الإيرانيون بحسب مزاعمهم بحلول حزيران/يونيو 1982 من استعادة كل الأراضي التي فقدوها تقريباً. حين بدأت الحرب في 1980 كان عدد السكان في العراق قد بلغ 13 مليون نسمة, وهو ما يشكل ثلث عدد سكان إيران آنذاك، وتمثلت الصادرات العراقية في مجملها من النفط، وقبيل اندلاع الحرب كانت صادرات النفط من العراق تبلغ 3.3 مليون برميل يومياً في المتوسط خلال سنتي 1979 و1980 إلا أن هذا المعدل انخفض كثيراً خلال سنوات الحرب بسسب تعذر تصدير النفط من الموانئ البحرية على الخليج العربي والاعتماد على خط أنابيب كركوك-جيهان لتصدير النفط. شهدت هذه الحرب إعدام المئات من القادة العسكريين في الجيش العراقي بحجج واهية منها الهروب من جبهات القتال أو تحت مسميات خيانة النظام أو التجسس للأجنبي. كما شهدت استعمال الأسلحة الكيماوية المحرمة دولياً من بينها غاز الخردل.
جاء عن المركز العراقي لتوثيق جرائم التطرف عن صدام حسين وجرائم الإبادة البشرية في العراق (1) للكتب عبد الهادي معتوق الحاتم: تعدّ جرائم الإبادة البشرية من الأعمال الخطيرة التي تهدد أمن وسلامة المجتمع لأنها تؤدي إلى إبادة أو اضطهاد كائنات انسانية كلياً أو جزئياً بسبب طبيعتهم الوطنية أو العرقية أو السلالية أو الدينية . تهدف جريمة إبادة الجنس البشري Genocide إلى قتل الجماعات أو المجموعة البشرية بوسائل مختلفة . ولقد مارس النظام البعثي المقبور هذه الجرائم بحق أبناء الشعب العراقي ، وقد اتبع صدام أبشع أنواع القمع والإبادة لمن اختلفوا معه. ومن هذه الممارسات : سكان الأهوار : مارس سياسة الاضطهاد الطائفي ضد أبناء عشائر جنوب العراق ووسطه من اتباع المذهب الشيعي ، ولعل أوضح دليل على ذلك مظاهر التمييز الخطيرة ضدهم والإهانات والتحقير لسكان الجنوب من خلال سلسلة مقالات نشرت في صحيفة الثورة عقب الانتفاضة الشعبانية في آذار عام 1991 التي تضمنت تلك الأفكار عبارات الإهانة والتحقير وبخاصة ضد سكان الأهوار التي شككت في عروبتهم وعراقيتهم وهو ما وفّر للنظام مناخاً لضرب مدن الجنوب وسكان الأهوار بصنوف الأسلحة والتدمير لإبادة الجنس البشري وإنشاء ما يسمى بـ (النهر الثالث – نهر صدام) ، ولا شك أن هؤلاء السكان يعيشون في منطقة تعدّ من أقدم مناطق العالم في التأريخ حيث شهدت أولى الشرائع القديمة وهي الشرائع البابلية والسومرية ومنها شريعة أور نمو ولبت عشتار وايشنونا ومن ثم شريعة حمورابي. مذابح الأكراد في حلبجة العراقية وعمليات الأنفال التي أُبيد بها عشرات الآلاف من الأكراد. وكان أسلوب الإبادة واحداً في الجريمتين . فضلاً عن ذلك الإبادة الجماعية التي طالت الكُرد الفيلية الذين ينتشرون في أغلب محافظات العراق. ولم تقتصر سياسة صدام حسين فى الإبادة على خصومه المحليين، ولكنها شملت أيضاً السكان المدنيين في دول الجوار، فى حالات الخلاف مع حكوماتها من ذلك ما فعله عدة مرات من قصف صاروخي بالغازات والأسلحة الكيماوية لعدد من المدن الإيرانية، أثناء حرب الخليج الأولى، ثم فى حرب الخليج الثانية، بل الأنكى من هذا وذاك أن صدام أمر بعمليات إبادة جماعية لمواطنيه فى جنوب العراق بعد هزيمته المروعة في الكويت، على يد التحالف الدولي، فشنت قواته في طريق عودتها إلى بغداد عمليات إبادة ضد عديد من القرى والمدن، بين البصرة وشط العرب أي الحدود العراقية الإيرانية في الجنوب. ولم يكن هناك تفسير لهذا الجنون الصدامي إلا أن الإحباط، بسبب هزائمه المتتالية، دفعه إلى البحث عن كبش فداء فى الداخل، ليصب عليه غضبه. ضرب الأهداف المدنية بالصواريخ والطائرات أو من خلال القصف المدفعي كما حصل مع القرى الكردية الآمنة وفي أثناء الحرب ضد إيران التي بدأها النظام في العراق وكذلك ضد أبناء النجف وكربلاء والبصرة والسماوة والديوانية والمدن العراقية الأخرى التي انتفضت ضد النظام عام 1991. دفن البشر وهم أحياء . فلقد قام نظام الرئيس صدام بدفن مئات الآلاف من الكُرد والعرب والتركمان وهم أحياء في كردستان العراق وفي النجف وكربلاء والبصرة والعمارة والسماوة وغيرها من المدن العراقية . وتعدّ هذه الجريمة من جرائم الحرب الخطيرة ضد الشعب العراقي ولا يمكن أن تسقط بالتقادم مهما مر من الزمان.
جاء في موقع هرو عن علي حسن المجيد ومذبحة البصرة عام 1999: تضم الصفحات الأربع من قائمة الإعدامات التي تحوزها منظمة هيومن رايتس ووتش أسماء 120 من الضحايا مرقمين بتسلسل عبر الصفحات الأربع. وجميع الأسماء لشباب من الذكور ــ أصغرهم سناً في السادسة عشرة بينما يبلغ عمر أكبرهم ستة وثلاثين عاماً ــ يقطنون في البصرة أو حولها. وتحتوي الصفحات الأربع على الأعمدة الخمسة ذاتها: الرقم المسلسل، والاسم الكامل، وتاريخ الميلاد، وعنوان السكن، وملاحظات. وتحمل جميع الصفحات عنواناً واحداً: “قائمة بأسماء المتهمين الذين اعترفوا باشتراكهم بأحداث 17/18/3/1999”. وقد أشار سيد حيدر الحسن، الزعيم الديني والمحلي من مسجد الجمهورية، أيضاً إلى المسئولية المحتملة والدراية المؤكدة لمهدي الدليمي بشأن مذبحة 1999: كان قد قضى في البصرة زمناً طويلاً. كان يعلم كل شيء عن البصرة وأهل البصرة. لقد كان مجرماً في الماضي. وقد قام بتتبع الحركة الإسلامية في البصرة منذ بدايات السبعينات وطور أسلوبه الخاص في الحصول على الاعترافات. استخدم كل أنواع وأساليب التعذيب الفظيعة. حتى أنه استعمل أحياناً أفراد العائلة ليقوموا بتعذيب أفراد من نفس العائلة. وتضم مجموعة أخرى من المتورطين في المذبحة أعضاء حزب البعث من منطقة البصرة. فوفقاً للقائمة فإن الضحايا الثلاثين الذين قتلوا في يوم 18 أبريل/نيسان قد تم قتلهم “من قبل امناء سر فرعي البصرة وأم المعارك الحزب قائد وأعضاء الفروع القيادية لهم”. ويمكن من خلال الأدلة الأرشيفية التي تضم عضوية حزب البعث الحصول على قائمة للمشتبه فيهم لاستجوابهم بشأن تورطهم في جرائم القتل هذه. وهناك العديد من الشهود من البصرة أو حولها ممن كانوا مرتبطين بحزب البعث ويستطيعون توفير معلومات بشأن هيكله القيادي. وبالمثل، فإن القائمة تشير إلى أن 55 آخرين من الشباب قد قتلوا في يومي 19 أبريل/نيسان و 8 مايو/آيار على يد “ضباط مديريتنا”. وقد كان أفراد الشرطة معروفين ويمكن تحديدهم باستخدام سجلات التوظيف والتنظيم؛ ولابد من استجوابهم بشأن دورهم في أحداث 1999. وقد أكد عشرات من سكان البصرة بشكل عام أن أعضاء البعث وضباط الشرطة والأمن قاموا باعتقال واحتجاز وتعذيب وإعدام الأفراد الذين يشتبه في اشتراكهم في الانتفاضة وأسرهم. وقد تمكنت منظمة هيومن رايتس ووتش أثناء إجراء تحقيقها من الحصول على أسماء الكثيرين من المسئولين العراقيين المتورطين في حملة الإعتقالات والإعدامات الجماعية التي تلت انتفاضة الصدر. ولن تستطيع منظمة هيومن رايتس ووتش إعلان أسماء هؤلاء الجناة المحتملين نظراً إلى أن المنظمة لم تتمكن من التحقق بشكل مستقل من هوية هؤلاء الجناة. وسيتطلب تحديد المسئولين الذين تحملوا مسئولية الإعدامات الجماعية تحقيقات إضافية؛ ولكن من الواضح أن هناك أدلة كافية للتعرف على هوية كثير من الجناة. وعلى حد علم منظمة هيومن رايتس ووتش فإن تحقيقاً شاملاً لم يتم إجراءه حتى الآن في انتفاضة الصدر وهوية المسئولين عن قمعها.
تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط