حذر وقلق وتحدي.. تقرير أمريكي يرصد مواقف الإيرانيين من ضربة بايدن المحتملة


2024-02-02
رصدت شبكة “CNBSNEWS” الأمريكية مواقف المسؤولين في إيران، على المستوى الحكومي وفي أوساط الحرس الثوري، بالإضافة إلى مواقف المواطنين الإيرانيين العاديين، في ظل تزايد التقارير حول احتمالات قيام الولايات المتحدة بتنفيذ ضربات عسكرية يعتقد أنها ستطال أهدافاً لطهران في العراق وسوريا والتي قالت الشبكة إنها قد تقود إلى “تداعيات خطيرة”.

واستهلت الشبكة التلفزيونية الأمريكية في تقريرها ، بالقول إن العالم ما يزال ينتظر منذ الأحد الماضي ما سيجري بعد الهجوم بالطائرة المسيرة على الجنود الأمريكيين في الأراضي الأردنية والذي أوقع 3 قتلى أمريكيين، وكيف ستكون طبيعة الرد الأمريكي، بعدما حملّ الرئيس جو بايدن “الجماعات المسلحة المتشددة المدعومة من إيران والعاملة في العراق وسوريا”.

توعد بايدن

وبعدما ذكرّ التقرير بأن بايدن توعد بمحاسبة “كل المسؤولين في الوقت وبالطريقة التي نختارها”، لفت التقرير إلى أن مسؤولين أمريكيين أكدوا لها أنه جرت الموافقة على الضربات ضد أهداف في العراق وسوريا بما في ذلك ضد أفراد ومنشآت إيرانية في هذين البلدين، وأن وقوع الضربة الأمريكية هي مسألة وقت لا أكثر.

وبحسب التقرير فإن رد الفعل الإيراني على هذا التهديد الوشيك بالانتقام الأمريكي ضد ما تسميه إدارة بايدن الجماعات الوكيلة لإيران، هو أنها تنكر أي مسؤولية لها في أي هجوم على القوات الأمريكية، وتحذر في الوقت نفسه من أن أي ضربة على الأراضي الأيرانية أو الأفراد الإيرانيين، قد يتسبب في تصعيد التوتر في المنطقة المضطربة، وهي هجمات لن تجعل القوات الأمريكية في وضع أكثر أمناً.

وأشار التقرير الأمريكي إلى أن المسؤولين الإيرانيين يؤكدون على أن إيران ليس لديها “وكلاء”، وأن الفصائل المسلحة التي تدعمها في أنحاء الشرق الأوسط كافة، والتي تسميها “محور المقاومة”، تنشط بشكل مستقل.

هجوم الأردن

ونقل التقرير عن رئيس بعثة إيران لدى الأمم المتحدة أمير سعيد إيرفاني، قوله إنه لم يكن هناك تبادل رسائل بشكل مباشر بين إيران والولايات المتحدة فيما يتعلق بالهجوم في الأردن، لكنه حذر من أن طهران سترد “بقوة” على أي ضربة قد تنفذها الولايات المتحدة على إيران أو الإيرانيين داخل البلاد أو خارجها.

كما نقل التقرير عن قائد الحرس الثوري الإيراني اللواء حسين سلامي تحذيراً مشابهاً حيث قال “نقول للأمريكيين أنكم جربتمونا من قبل، ونعرف بعضنا البعض جيداً، ولن نترك أي تهديد دون رد”.

وبالإضافة إلى ذلك، تقل التقرير عن النائب الإيراني إسماعيل كوساري الذي كان من قادة الحرس الثوري سابقاً، قوله إن خطاب المسؤولين الأمريكيين يمثل “حرباً نفسية”، معتبراً أن إدارة بايدن “تخادع بشأن الهجوم العسكري لترهيب شعبنا”.

من يريد الحرب؟

إلا أن التقرير قال إن ارتفاع أسعار العملات الأجنبية والسلع في إيران يشير إلى وجود قلق حول كيفية رد الولايات المتحدة وما يمكن أن يودي إليه ذلك، حيث يشعر العديد من المواطنين الإيرانيين بقلق كبير إزاء التداعيات المالية المحتملة لصراع مع الولايات المتحدة.

وأشار التقرير إلى أن العديد من المدنيين الإيرانيين، يقولون بالضبط ما يردده كبار المسؤولين في إدارة بايدن، حول أنهم لا يريدون الحرب.

ونقل التقرير عن المواطن الإيراني علي، الذي لم يرغب بالكشف عن اسمه الكامل، قوله إنه يأمل إلا يحدث مثل هذا الصراع، موضحاً أنه “سيوثر في الغالب على الناس العاديين، لأن الاقتصاد في وضع سيئ فعلياً بما فيه الكفاية والناس يناضلون من أجل تغطية نفقاته، ولهذا فإن الدخول في حرب مع الولايات المتحدة، حتى لو لم تكن حرباً واسعة النطاق، سيجعل الحياة أسوأ مما هي عليه فعلياً، وأظن أن الناس لا يريدون ذلك”.

الرأي العام الإيراني

وتابع التقرير أن المواطنين الإيرانيين الأكثر حماسة للحكومة الإيرانية، فإنهم يميلون إلى ترديد خطاب قادتهم. وفي هذا السياق نقل التقرير عن سمية، وهي من سكان طهران، قولها إنها تدعم الرئيس إبراهيم رئيسي، معربة عن اعتقادها بأن “الولايات المتحدة تخاف من انتقام إيران القوي في حال شنت ضربتها داخل إيران”.

وبحسب سمية، فإن لدى الأمريكيين “بعض القواعد العسكرية بالقرب من إيران والتي ستكون بمثابة أهدافاً سهلة لإيران، ولهذا فإنهم لن يتجاوزوا الخط الأحمر”.

وذكر تقرير الشبكة أنه “ليس من الواضح كيف سترد إيران على أي هجوم على مواطنيها أو أفرادها العسكريين في العراق أو سوريا، إلا أنه بعد أيام قليلة من اغتيال الولايات المتحدة لقائد إيراني كبير في العراق في العام 2020 (قاسم سليماني)، فأنها استخدمت صواريخ كروز لتدمير قاعدة عين الأسد العسكرية الامريكية”.

وختم التقرير بالقول إنه “في ظل وجود أكثر من ثلاثة آلاف جندي أمريكي متمركزين في عشرات المواقع في أنحاء عديدة في العراق وسوريا، وكلها يمكن أن تطالها الصواريخ الإيرانية والأسلحة التي تمتلكها الجماعات المرتبطة بها، فإن الخطوة التالية التي ستتخذها واشنطن يمكن أن يكون لها تداعيات خطيرة، حتى لو كان الناس على كلا الطرفين يقولون إنهم لا يريدون الحرب”.

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
, , ,
Read our Privacy Policy by clicking here