طريق الشباب (حلقة ثقافية) المرأة في الشرق!

طريق الشباب (حلقة ثقافية) المرأة في الشرق! (*) د. رضا العطار

اذا اردت ان تعرف حقيقة الاخلاق التي ينطوي عليها الرجل ايا كان، فما عليك الا ان إسمع حديثه الخاص بشأن المرأة.

فالرجل المستهتر يتحدث عنها باعتبارها متعة ولذة، والرجل الجاهل لا يرتفع في الحديث عنها عن التقاليد الموروثة، وكلاهما يعتبر المرأة وسيلة لخدمة الرجل وبقاء النوع البشري. فيجب الا تكون شيئا آخر، سوى زوجة وام.

ولكن الرجل الناضج الذي درب ذهنه على الفلسفة الاجتماعية العصرية ينظر الى المرأة كما ينظر الى الرجل، باعتبار كل منهما غاية ولبس وسيلة.

ان المرأة انثى لا شك في ذلك، والرجل ذكر لا شك في ذلك، ولكن ليس معنى هذا ان تحترف المرأة انوثتها وامومتها، كما ان الرجل لا يحترف ذكورته وابوته.

لقد بالغت الامم الشرقية في تأنيث المرأة حتى جعلتها احيانا بعض (الفراش) وكانت النتيجة لهذه المبالغة او الاسراف ان المرأة الشرقية لم تعد تصلح لان تكون زوجة. لانها لم تعد زمبلة زوجها. ثم لم تصلح لان تكون أما، لانها لا تختلط بالحياة الاجتماعية. وتربية الاطفال تحتاج لشيء من غير قليل من الخبرة الاجتماعية. كما تحتاج الهناءة الزوجية الى زمالة الزوجين.

بجب ان نرفع المرأة من الانوثة الى الانسانية!

بجب ان نعلمها وندربها كي تختلط بالمجتمع وتحترف وتكسب وتشارك في الوظائف العامة والمناصب العليا وتصوت وتنتخب للبرلمان، حتى يستوي عقلها بالعقل العام الراقي، ليس في وطنها فحسب بل في العالم اجمع، ويجب ان تمارس حقوقا كي تؤدي واجبات رفيعة للوطن والعالم والعائلة.

والزوجة المثلى او الام المثلى ليست هي التي تمهر في غسل الملابس وطبخ الطعام، وليست هي التي تغري زوجها بأنوثتها، وانما هي تلك التي تعلمت وتدربت في الواجبات والحقوق الاجتماعية. وكسبت وبصرت بالتطورات الاجتماعية.

هي التي تخطب فيها عقلها المفلسف النير السخي، وليست هي التي تخاطب فيها الثدين الرخيمين والبطن الطري.

* مقتبس من كتاب طريق المجد للشباب للعلامة سلامة موسى.

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here