سامي جواد كاظم
سليمان الحلبي ( 1777 ـ 1801 ) ان كان حلبيا او كرديا ان اقدم على قتل القائد الفرنسي المحتل كليبر ام اتهم بذلك ولكن بالنتيجة تم تعذيبه واعدامه بطريقة لا ينافسهم عليها احد سوى الصهاينة ولم تنته الحكاية بل اخذوا رفاته ( عظامه وجمجته ) معهم بعدما طردهم الاحرار من سوريا ومصر وقاموا بعرض جمجته في متحف الانسان في باريس والكتابة عليها قاتل ، وتعمل لجنة وطنية تشكلت في سوريا سنة 2006 على جمع تواقيع عشرات بل مئات الالاف لاسترداد جمجته من فرنسا ، الاحتلال الفرنسي البربري مشهود له بالاعمال الوحشية التي اقدم عليها في الجزائر وسوريا ولبنان وللسيد عبد الحسين شرف الدين صولات وجولات في مقارعتهم .
اليوم الاحتلال الصهيوني لا يقل بربرية بل اكثر من فرنسا لانه ينافسهم على المركز الاول للارهاب والاجرام فقد اقدم على اعمال وحشية بحق الشعب الفلسطيني طوال ثمانية عقود من السنين تجلت صورها بعد السابع من اكتوبر 2023 .
فرنسا عملت على بث الاشاعات بان السيد عبد الحسين شرف الدين افتى بمقاتلة النصارى لتفرقة جمعهم اليوم يقوم محمود عباس ومصر من خلال تصريحات وزير خارجيتها بالنيابة عن الصهاينة لاشاعة خبر ان حماس لا علاقة لها بفلسطين ولا تمثل الفلسطينيين ، اما الحديث عن حكام الخليج فان لهم الحق فيما يفعلونه لان المرء مجبول على الحنين لاصله .
فرنسا التي قامت باحراق منزل ومكتبة السيد شرف الدين وكل مبنى يعتقدون انه تابع للثوار ، على نفس الغرار قامت الصهاينة بقصف وهدم المستشفيات والبنى التحتية لغزة وقتل الاطفال بحجة وجود عناصر من المقاومة فيها .
هذا التراث العلماني الارهابي المسكوت عنه تجلى بافضل صوره على يد الصهاينة وقد بدات بعض الشخصيات المفكرة الاعتراف بالعبث الاوربي بحق الدول العربية فلم يشهد العرب احتلال وانتهاك حرمة كما شهدها على يد الانكليز والافرنج والايطاليين والبرتغاليين والامريكان ، يقابل هذا الاحتلال النهضة العلمية والعمرانية التي قام بها المسلمون في الاندلس والتي يتغنى بها كل منصف من المفكرين من اوربا كيف عاشت الثقافة في الاندلس .
الاحتلال الصهيوني اليوم يقوم بتجسيد احقاده ضد المسلمين العرب وليس لانقاذ معتقليه في حماس فعندما يعلن عن هجوم بري في مكان ما فما هي القوة التي تواجهه حتى يهجم عليها ؟ لا يوجد ، وموساده فاشل بامتياز في كشف مواقع المقاومة لذا يمارس خطة الارض المحروقة ولا يعنيه اي حرمة للقوانين الدولية او الانسانية بل ان الفيتو الامريكي هو الذي يوفر الحماية لهم في ارتكاب الجرائم وهل هذا نظام عالمي عادل ؟ عجبا على الدول التي تخضع له ولم يكن لها موقف لتغيير هذه المعادلة الظالمة والفاسدة والنتيجة يوميا يرتكب الصهاينة مجازر بحق الفلسطينيين .
تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط