عمر بلقاضي / الجزائر
***
جَفَّتْ دُموعي على رَسْمِ الأُلَى ذَهَبُوا
هـذا يَـراعِي على الأَطلالِ يَنتَحِبُ
قـد باتَ يَنزفُ من قُدْسٍ مُزَعْزَعَة ٍ
يـخونُها الفُرْسُ والأتراكُ والعَرَبُ
قـد سَـالَ يـنـصُرُ بالآهاتِ غ،زَّتنا
فـالـمـوتُ طوَّقها والجوعُ والكُرَبُ
قـد فاضَ يذْرِفُ , بنتُ الحقِّ عالقةٌ
تـلقَى الهوانَ وقد خارتْ بها الرُّكَبُ
تـلـقَـى الإبادةَ بينَ الأهلِ مُهمَلَة ً
أهـلُ الـفريسةِ ما رَقُّوا وما غَضِبُوا
أهلُ الضَّحِيَّةِ (لاَ شَيْءٌ) وإن كَثُرُوا
مـلـيارُ نفسٍ من الإخوانِ ما حُسِبُوا
مـلـيـارُ نـفسٍ ولكن لا وجودَ لهمْ
بِـمِـلْءِ كَـفٍّ من الأعداءِ قد نُكِبُوا
مـلـيـارُ نـفـسٍ بِلَيْلِ الذلِّ هائمةٌ
وفـي الـمـظالمِ والآفاتِ تَضْطَرِبُ
وكـيـفَ تُجْدِي شعوبٌ غَيرُ واعيةٍ
تـقْفُوا العَدُوَّ, لقد طاشتْ بها الرِّيَبُ
لا العقلُ يضبِطُها , لا الدِّينُ يربِطُها
مـا هَـزَّ نَـخْـوَتَهاَ ظلمٌ ولا عَطَبُ
مـثـلُ السَّوائمِ في الأعلافِ سارحةٌ
بـالـذَبْحِ راضيةٌ, تَجْثوُ لمن رَكَبُوا
غ،ـزَّاءُ صَـبـرًا فـإنَّ اللهَ ناصرُنا
الـفـتحُ يأتي إذا اشْتدَّتْ بنا الكُرَبُ
غـزَّاءُ مـهـما يُوَاتي الدَّهرُ شانِئَناَ
الـنَّـصـرُ آتٍ وجنسُ الشَّرِّ ينقلِبُ
يـا أهـلَ غ،ـزَّة َجمعُ الوَعْدِ مُندَحِرٌ
قـد أبـطـلَ اللهُ بالآياتِ ما حَسَبُوا
يـا أهـلَ غ،زَّةَ شمسُ الحقِّ ساطعةٌ
وإن أحـاطـتْ بها في يومنا سُحُبُ
يـا أهـلَ غ،ـزَّةَ فَجْرُ النَّصرِ مُنبَلِجٌ
شُـدُّوا بِـصِدْقٍ بِحَبْلِ اللهِ وَاحْتَسِبُوا
يا بنتَ غ،زَّة َصُدِّي الجُندَ واصْطَبِرِي
قـد غـارَ فيناَ شُعورُ العِزِّ والغَضَبُ
يـا طـفـلَ غـ،زَّةَ العَبْ في قنابلهِمْ
فـلـن يُّـخيفَكَ بعدَ اليومِ ما كَسَبُوا
يـا جـنـدَ غـ،زَّة شكرًا دمُّكمْ مَطَرٌ
أحـيـا الـمَوَاتَ بِجيلٍ غَالَهُ الجَدَبُ
يـا أهـلَ غ،ـزَّةَ صـبرًا إنَّكمْ شُهُبُ
يـا أهـلَ غـزَّة عُـذرًا إنَّنا خُشُبُ
* * *
يـا أمَّـة َالـذِّكْرِ عَمَّ الضُّرُّ فاتَّحِدِي
إنَّ الـمـآسِـيَ بـالـتَّوحيدِ تُجْتَنَبُ
يـا أمَّـة َالـنُّـورِ إنَّ اللهَ مُـنتصِرٌ
فـالوعدُ في الآيِ مَبْذوُلٌ لمن طَلَبُوا
يـا أمَّة َالحقِّ صُوني الحقَّ واحتسِبِي
واسْتجمِعي العَزْمَ في إِحْقَاقِ ما يَجِبُ
قـد هدَّ شَأنَكِ دَاءُ الحِرْصِ مِنْ وَهَنٍ
واغْـتـاَلَ عِـزَّكِ خُلْف ٌظَلَّ يُرْتَكَبُ
شُـدِّي بِـدِيـنِكِ سِرُّ النَّصْرِ فِي يَدِه
إنْ ضَاعَ دِينُك ِضَاعَ المُلْكُ والحَسَبُ
عمر بلقاضي / الجزائر
تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط