فرحين ان نسمع ابا نؤاس يخاطب مدينة بغداد بالقصيدة التالية

د. رضا العطار

يا دار مافعلت بك الايامُ * * * ضامتك , والأيام ليس تضامُ

عرم الزمانُ على الذين عهدتهم * * * بك قاطنين , وللزمان عرامُ

أيام لا أغشى لأهلك منزلا * * * الاّ مراقبة , عليّ ظلامُ

ولقد نهزتُ مع الغواة بدلوهم * * * وأسمتُ سرح اللهو حيث أساموا

وبلغتُ ما بلغ امرؤ بشبابه * * * فإذا عصارةُ كل ذاك أثامُ

وتجشمت بي هولَ كل برية * * * هوجاء فيها، جرأة، اقدامُ

تذرُ المطيّ وراءها، فكأنما * * * صفُ تقدمهن وهي إمامُ

واذا المطيّ بنا بلغنَ محمداَ * * * فظهورهنّ على الرجال حرامُ

قربننا من خير من وطئ الحصى * * * فلها علينا حرمة وذمامُ

رُفع الحجابُ لنا، فلاح لناظر * * * قمرُ تقطّع دونه الأوهامُ

ملكُ، اذا علقت يداك بحبله * * * لا يعتريك البؤسُ والأعدامُ

ملكُ توحّد بالمكارم والعلى * * * فردّ، فقيد النّدّ فيه، همام

ملكُ أغرّ، اذا شربت بوجهه * * * لم يعدك التبجيلُ والأعظامُ

فالبهوُ مشتملُ ببدر خلافةِ * * * لبس الشبابَ بنوره الأسلامُ

سبطُ البنان، اذا احتبى بنجاده * * * فرع الجماجم، والسّماطُ قيامُ

ان الذي يرضى الألهُ بهديه * * * ملكُ تردّى الملكَ وهو غلامُ

ملكُ، اذا اعتسر الأمورَ مضى به * * * رأي يفلّ السيفَ، وهو حسامُ

داوى به اللهُ القلوبَ من العمى * * * حتى افقنَ، وما بهنّ سقامُ

اصبحتَ يا ابن امير المؤمنين * * * املا لعقد حباله استحكامُ

فسلمتَ للأمر الذي ترجى له * * * وتقاعست عن يومك الأيامُ

* مقتبس من ديوان ابو نؤاس لعمر فاروق الطباع.

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here