لارا أحمد
في الأيام الأخيرة، لوحظ تغيير ملحوظ في سلوك ومظهر عناصر الشرطة التابعة لحماس في مدينة رفح، حيث بات من الشائع رؤيتهم يتجولون في شوارع المدينة دون ارتداء الزي الرسمي الخاص بهم. هذه الظاهرة التي أثارت تساؤلات عديدة بين سكان المدينة، تعكس بعداً أعمق مما يبدو عليه السطح.
وفقاً لمصادر متعددة في رفح، يبدو أن تجنب ارتداء الزي الرسمي يعود إلى شعور عناصر الشرطة بالقلق على حياتهم، فضلاً عن خشيتهم من التعرف عليهم وما قد يترتب على ذلك من استهداف مباشر أو توجيه غضب الجمهور نحوهم. يأتي هذا في ظل موجة العنف والمظاهرات التي شهدتها المدينة مؤخراً والتي استهدفت بشكل خاص حركة حماس.
تعتبر هذه الخطوة مؤشراً على مدى التوتر وعدم الاستقرار الذي يسود المنطقة، حيث يشعر عناصر الأمن بالحاجة إلى التخفي لضمان سلامتهم الشخصية. ومع ذلك، فإن هذا التغيير في السلوك يطرح تحديات كبيرة أمام النظام الأمني في رفح، إذ يصعب على المواطنين التمييز بين عناصر الشرطة والمدنيين، مما قد يؤدي إلى تعقيدات في الحفاظ على النظام العام وتنفيذ القانون.
يضاف إلى ذلك، تسلط هذه الواقعة الضوء على مدى تأثير الأوضاع السياسية والاجتماعية على عمل الأجهزة الأمنية وكيفية تعاطيها مع الأزمات. إن الحاجة إلى العمل في ظل ظروف تحفها المخاطر والتهديدات تجبر هذه الأجهزة على اتخاذ إجراءات غير تقليدية للحفاظ على فاعليتها وحماية عناصرها.
في الختام، يشير هذا التحول في مظهر وسلوك شرطة حماس في رفح إلى الحالة المعقدة التي تعيشها المنطقة، حيث يتقاطع الخوف والحذر مع متطلبات الأمن والنظام. ومع استمرار التوترات، يبقى السؤال مفتوحاً حول كيفية التوفيق بين هذه التحديات والحفاظ على السلام والأمان داخل المجتمع.
تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط