مستشار السوداني: “الإرهاب دولي”.. كيف نواجهه بلا “تحالف دولي”؟

وصف خالد اليعقوبي المستشار الأمني لرئيس الوزراء، العلاقة بين العراق والولايات المتحدة ليست قضية سهلة خصوصاً وأن العالم يعيش أوضاعاً مرتبكة حتى داخل الأمم المتحدة، بينما تساءل: كيف تحارب تنظيمات إرهاب دولية، بدون تحالف دولي؟

اليعقوبي في حديث خلال ملتقى “حوار بغداد” المنعقد السبت:
العلاقة بين العراق وأميركا، شائكة وفيها من التعقيدات الشيء الكثير ودعونا لا نسهل الأمر، فأميركا إلى حد قريب كانت تحتل العراق، وكانت تديره سياسياً وأمنياً، وترأست تحالفاً دولياً كبيراً في هذا الإطار.

عندما نتحدث عن تنظيمات دولية مثل القاعدة وداعش فإنها تتكون من مقاتلين انحدروا من دول مختلفة، وشبكات تجنيد دولية معقدة، فكيف ستواجهها وحدك؟ لذلك فكرة تشكيل التحالفات الدولية لمواجهة هذه التنظيمات تدخل من باب تعدد الجنسيات، ليكون هناك قوة مضادة وبنفس الآلية.

انتبهوا.. العالم كله في اضطراب
التحالف الدولي المؤلف من 86 دولة، والذي شكل لمحاربة داعش، تديره أمانة عامة ولديه اجتماعات على مستوى وزراء دفاع البلدان الأعضاء، أيضاً اجتماعات لوزراء المالية، وحركة التجنيد، لذلك هذه ملفات ليست سهلة خصوصاً، في عالم مضطرب، يضم صراعاً دولياً كبيراً، حيث لم تعد الولايات المتحدة منفردة بقيادة العالم، كما كانت في التسعينات، فهناك انقسامات في مجلس الأمن الدولي، ومنظمات الأمم المتحدة.

السيد السوداني تعهد بعدم إبقاء القوات الأجنبية، وهذا تمثل برغبة القوى التي شكلت هذه الحكومة، فهم يرغبون بأن تكون الأراضي العراقية خالية من التواجد الأجنبي، فالقوى السياسية العراقية تعتقد بأن القوات العراقية بتضحيتها التي قدمتها ضد داعش، هي كافية لحماية الأراضي العراقية.

السيد رئيس الوزراء يعتقد أن حكومته تخضع لمساءلة برلمانياً وضمن هذا الموضوع في برنامج الحكومي، فالبرلمان صوت على البرنامج الحكومي والكابينة الوزارية في سلة واحدة، وهو أمام تعهد ومساءلة أمام البرلمان.

واشنطن “قدمت تضحيات” أيضاً
ذهبنا إلى واشنطن وعرضنا وجهة نظرنا، واكتشفنا أن الجانب الأمريكي أيضاً لديه هواجسه ومخاوفه ويشاركنا نفس الرأي في قضية التضحيات وأنه أنفق أموالاً، فهم يعتقدون بأن أمن المنطقة يشكل عمقاً لأمنهم القومي، وفي وقتها توصلنا إلى تشكيل لجنة عسكرية فنية تعمل على تقييم الوضع الأمني وفق 3 معطيات، الأول خطر داعش، وما اذا كان داعش يشكل خطراً أمنياً كبيراً على العراق، ثانياً الظروف العملياتية والبيئية للمنطقة، وثالثاً قدرات الجيش العراقي.

واشنطن أنانية في التسليح
الولايات المتحدة لديها بعض الأنانية، فقد كانت تتعامل في ملف التجهيزات العسكرية وفقاً للحسابات السياسية، فاذا كان موقفك لا يتماشى مع سياستها، فربما تحاسب، وهذا ما حدث مع حكومة المالكي الثانية.

اتفقنا على هذه النقاط الثلاث وعقدت الاجتماعات، وللأسف الأميركان قاموا بتأخيرنا لمدة 5 أشهر، فكان من المفترض أن ينطلق الحوار يوم العاشر من تشرين الأول، ولكن ما حدث في 7 تشرين الأول (غزة)، جعلهم يقولون “نحن لا نفاوض تحت النار”.

السوداني مقنع واللجان لن تعمل تحت الضغط
بعدها، السيد رئيس الوزراء اقنع مستشار الأمن القومي الأميركي، وبعد 3 أيام وافق البيت الأبيض وانطلقت جولات الحوار، والآن انتهت الجولة الثانية، وأعتقد إذا ما أردنا الحفاظ على التضحيات التي قدمناها ضد داعش، يفترض أن تكون هذه اللجان بعيدة عن الضغط السياسي، للابتعاد عن أخطاء الماضي.

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here