الدكتور فاضل حسن شريف
عن موقع البلاغ العدالة الاجتماعية في مجتمع القرآن: “شَهِدَ الله أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلا هُوَ وَالْمَلائِكَةُ وَأُولُو الْعِلْمِ قَائِمًا بِالْقِسْطِ لا إِلَهَ إِلا هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ” (آل عمران 18). “إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالإحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ”﴾ (النحل 90). “إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تُؤَدُّوا الأمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا وَإِذَا حَكَمْتُمْ بَيْنَ النَّاسِ أَنْ تَحْكُمُوا بِالْعَدْلِ إِنَّ اللَّهَ نِعِمَّا يَعِظُكُمْ بِهِ إِنَّ اللَّهَ كَانَ سَمِيعًا بَصِيرًا” (النِّساء 58). ﴿وَبِالْحَقِّ أَنْزَلْنَاهُ وَبِالْحَقِّ نَزَلَ وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلا مُبَشِّرًا وَنَذِيراً” (الإسراء 105). “قُلْ أَمَرَ رَبِّي بِالْقِسْطِ وَأَقِيمُوا وُجُوهَكُمْ عِنْدَ كُلِّ مَسْجِدٍ وَادْعُوهُ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ كَمَا بَدَأَكُمْ تَعُودُونَ” (الأعراف 29). “لَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلَنَا بِالْبَيِّنَاتِ وَأَنْزَلْنَا مَعَهُمُ الْكِتَابَ وَالْمِيزَانَ لِيَقُومَ النَّاسُ بِالْقِسْطِ وَأَنْزَلْنَا الْحَدِيدَ فِيهِ بَأْسٌ شَدِيدٌ وَمَنَافِعُ لِلنَّاسِ وَلِيَعْلَمَ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ وَرُسُلَهُ بِالْغَيْبِ إِنَّ اللَّهَ قَوِيٌّ عَزِيزٌ” (الحديد 25). لم تهتم الرسالة الإسلامية بقضية بعد الإيمان بالله تعالى وعبادته كاهتمامها بقضية القسط والعدل، بل اعتبرت إقامة العدل هدفاً أساساً للأنبياء والمرسلين، بل وفضَّلت إقامة العدل على أداء العبادة بالأجر والثواب، وعلى هذا الأساس القانوني والأخلاقي يبني القرآن مجتمعه، ودولته وسلوك المؤمنين به في التكاليف المنوطة بالإنسان، ويحارب الظلم والظالمين ويتبرأ الله منهم، بل واشترط الفكر السياسي في الإسلام العدالة في مَن يتولى شؤون السلطة والحكم وإدارة الدولة، وممّا يُعظّم شأن العدل في الحياة الإنسانية أنّ العدل صفة من صفات الله تعالى، فقد وصف نفسه وأشهدها، وأشهد ملائكته وأُولي العلم على أنّه قائم بالقسط والعدل، ويتعامل مع الخلائق كلّها في الدنيا والآخرة بالعدل، وأمامنا إضمامة من الآيات أوردناها لبيان وتوضيح هذا المبدأ العظيم في الإسلام. فالقرآن صريح بأنّ الله سبحانه أرسل الأنبياء والرُّسُل ليقوم الناس بالقسط وليسود العدل، وتحقق العدالة في المجتمع والأسرة والدولة إلخ. ذلك ما بيّنته الآية الكريمة: “لَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلَنَا بِالْبَيِّنَاتِ وَأَنْزَلْنَا مَعَهُمُ الْكِتَابَ وَالْمِيزَانَ لِيَقُومَ النَّاسُ بِالْقِسْطِ” (الحديد 25). بل ويشدّد القرآن بإصدار الأوامر إلى الناس جميعاً ليقيموا العدل، قال سبحانه: “قُلْ أَمَرَ رَبِّي بِالْقِسْطِ” (الأعراف 29). “إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالإحْسَانِ” (النحل 90). “إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تُؤَدُّوا الأمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا وَإِذَا حَكَمْتُمْ بَيْنَ النَّاسِ أَنْ تَحْكُمُوا بِالْعَدْلِ” (النِّساء 58). إنّ العدل يجب أن يتحقّق في كلّ مجال من مجالات الحياة: (في مجال القضاء، والقانون والاقتصاد، والخدمات، والسياسة، وأداء الحقوق، والتعامل بين أفراد الأسرة، وفي التكاليف إلخ). إنّ القرآن يُوجب تطبيق الحقّ والعدل على الجميع، ودونما تفريق بسبب الجنس، أو اللون، أو الدِّين، أو اللغة، أو القرابة إلخ وعلى هذا الأساس القويم يبني القرآن المجتمع الإنساني ويُقيم ركائزه، والمجتمع الذي يُبنى على أساس الحقّ والعدل.. لهو مجتمع قوي متماسك، مُتفاعل مع الدولة والنظام، تختفي فيه المشاكل والأزمات والانحراف الأخلاقي، ويشعر الجميع بالمساواة، وتتحمل الدولة – كما يوضح القرآن – المسؤولية الكبرى في تحقيق العدل بين الناس. ذلك ما نقرأه في خطاب الوحي للنبيّ الكريم محمّد صلى الله عليه وآله وسلم: “وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ الْكِتَابِ وَمُهَيْمِنًا عَلَيْهِ فَاحْكُمْ بَيْنَهُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ وَلا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَهُمْ عَمَّا جَاءَكَ مِنَ الْحَقِّ لِكُلٍّ جَعَلْنَا مِنْكُمْ شِرْعَةً وَمِنْهَاجًا وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ لَجَعَلَكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلَكِنْ لِيَبْلُوَكُمْ فِي مَا آتَاكُمْ فَاسْتَبِقُوا الْخَيْرَاتِ إِلَى اللَّهِ مرجعكم جَمِيعًا فَيُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ” (المائدة 48).
تكملة للحلقات السابقة جاء في مجلة رسالة القلم عن العدالة الإجتماعية في القرآن الكريم للشيخ قصي الشيخ علي العريبي: الضمير الصادق يقضي بضرورة العدالة قال اللَّه تعالى: “يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُونُواْ قَوَّامِينَ بِالْقِسْطِ شُهَدَاء لِلّهِ وَلَوْ عَلَى أَنفُسِكُمْ أَوِ الْوَالِدَيْنِ وَالأَقْرَبِينَ إِن يَكُنْ غَنِيّاً أَوْ فَقَيراً فَاللّهُ أَوْلَى بِهِمَا فَلاَ تَتَّبِعُواْ الْهَوَى أَن تَعْدِلُواْ وَإِن تَلْوُواْ أَوْ تُعْرِضُواْ فَإِنَّ اللّهَ كَانَ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيراً” (النساء 135). حين يتحسس البشر بقدرة اللَّه الهائلة التي تتجلى في ملكوت السماوات والأرض، وتحيط به في كل شيء، حين يتحسس بذلك تجري في عروقه قشعريرة وارتعاشة تدفعه أبداً إلى الحذر، وتبعده أبداً عن الطيش والغفلة. وكلما زادت معرفة البشر بالقدرة الكبيرة التي تحيط به، كلما زاد تقواه، وبالتالي انضبطت أعماله، واتجهت في مسير سليم، ونمى في روعه ضمير واع يردعه من اقتراف الخيانة أو ارتكاب الجريمة، ويدفعه إلى إقامة العدل، وأداء الشهادة للَّه. وهذه الآية الشريفة على غرار الآيات السابقة من حيث الأحكام التي وردت حول تطبيق العدالة مع الأيتام والزوجات، تذكر الآية موضوع البحث مبدأ أساسياً وقانوناً كلياً في مجال تطبيق العدالة الإجتماعية في جميع الشؤون والموارد بدون استثناء، وتأمر جميع المؤمنين بإقامة العدالة “يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُونُواْ قَوَّامِينَ بِالْقِسْطِ” (النساء 135). ويجب الانتباه إلى أنّ كلمة “قوامين” هي جمع لكلمة قوّام وهي صيغة مبالغة من قائم وتعني كثير القيام أي أن على المؤمنين أن يقوموا بالعدل في كل الأحوال والأعمال وفي كل العصور والدهور، لكي يصبح العدل جزءاً من طبعهم وأخلاقهم، ويصبح الانحراف عن العدل مخالفاً ومناقضاً لطبعهم وروحهم. والإتيان بكلمة القيام في هذا المكان، يحتمل أن يكون بسبب أنّ الإنسان حين يريد القيام بأي عمل، يجب عليه أن يقوم على رجليه بصورة عامّة ويتابع ذلك العمل، وعلى هذا الأساس فإِن التعبير هنا بالقيام كناية عن العزم والإرادة الرّاسخة والإجراء لإنجاز العمل، حتى لو كان هذا العمل من باب حكم القاضي الذي لا يحتاج إلى القيام لدى ممارسة عمله. ويمكن أن يكون التعبير بالقيام جاء لسبب آخر، وهو أنّ كلمة القائم تطلق عادة على شيء يقف بصورة عمودية على الأرض دون أن يكون فيه انحراف إلى اليمين أو الشمال، وعلى هذا فإن المعنى المراد منه في الآية يكون تأكيداً لضرورة تحقيق العدالة دون أقل انحراف إلى أي جهة كانت. فيتضح لنا مما تقدم: أن المحافظة على نظافة ونزاهة المجتمع تقتضي وتتطلب توفر عاملين: الأول: ضمير رادع عن المعصية عند كل شخص، وهو ما يسمى في القرآن الكريم بالتقوى. الثاني: إحساس الجميع بمسؤوليتهم عن المعصية، ومحاسبتهم العالم بها أنّى كان، وقد تحدثت الآيات السابقة عن العامل الأول. وها هي الآية مورد البحث تتحدث عن العامل الثاني الذي يبرز دوره في الحقوق الاجتماعية، فلو كان ضمير المجتمع حياً، ويحس بمسؤوليته، فإنه يقتل الظلم وهو في المهد، إذ ما إن يظلم أحد من الناس حتى يردعه أقرب الناس إليه، من قراباته أو أصدقائه أو زملائه، وبالتالي مِنْ أولئك الذين يرجو أن يدعموا موقفه الظالم، بل قبل أن يهم الظالم باغتصاب حق، فانه عادة ما يستشير القريبين منه، ويحاول تهيئة الأجواء لجريمته، فإذا كان المجتمع واعياً فإنهم يمنعونه عن تنفيذ مخططه فيقتلون الظلم وهو نطفة قبل أن يولد. وهناك مرحلتان متدرجتان لقيام المجتمع بمسؤوليته تجاه الظلم: الأولى: منع الظلم، وإقامة العدل. الثانية: في حالة وقوع الظلم التعاون على إزالته، وذلك بالشهادة ضده، من هنا جاء التأكيد في الآية الشريفة بكلمة الشهادة، فشددت على ضرورة التخلي عن كل الملاحظات والمجاملات أثناء أداء الشهادة، وأن يكون هدف الشهادة بالحق هو كسب مرضاة اللَّه فقط أنى كانت الظروف، أي: حتى لو أصبحت النتيجة في ضرر الشاهد أو أبيه أو أمه أو أقاربه، أو أو لا يستطيع لأي من هذه المبررات أن يسكت عن الشهادة، بل عليه واجب أن يشهد لصاحب الحق.”شُهَدَاء لِلّهًِ” (النساء 135)، أي: أقيموا الشهادة بهدف مرضاة اللَّه لا خوفاً أو طمعاً من أحد حتى ولو كانت الشهادة ضد مصالحكم، فلا تعيروا أيَّ أهمية لكون الظالم له قوة أو من الأقرباء أو الأصدقاء أو غيرها، وقد شاع هذا الأمر في كل المجتمعات، وبالأخص المجتمعات الجاهلية، حيث كانت الشهادة تقاس بمقدار الحبّ والكراهية ونوع القرابة بين الأشخاص والشاهد، دون أن يكون للحق والعدل أثر فيما يفعلون. وقد نقل عن ابن عباس حديث يفيد أنّ المسلمين الجدد كانوا بعد وصولهم إلى المدينة يتجنبون الإدلاء بالشهادة لاعتبارات القرابة والنسب، إذا كانت الشهادة تؤدي إلى الإضرار بمصالح أقربائهم، فنزل قوله تعالى: “وَلَوْ عَلَى أَنفُسِكُمْ أَوِ الْوَالِدَيْنِ وَالأَقْرَبِينً” (النساء 135) محذراً لمثل هؤلاء(11). فإنّ هذا العمل لا يتناسب وروح الإيمان، لأنّ المؤمن الحقيقي هو ذلك الشخص الذي لا يعير اهتماماً للاعتبارات في مجال الحق والعدل، ويتغاضى عن مصلحته ومصلحة أقاربه من أجل تطبيق الحق والعدل. ويستفيد الفقهاء من هذه الآية الشريفة أنّ للأقارب الحق في الإدلاء بالشهادة لصالح – أو ضد – بعضهما البعض، شرط الحفاظ على مبدأ العدالة، إلّا إذا كانت القرائن تشير إلى وجود انحياز أو تعصب في الموضوع. وتشير الآية بعد ذلك إلى عوامل الانحراف عن مبدأ العدالة، فتبيّن أنّ ثروة الأغنياء يجب أن لا تحول دون الإدلاء بالشهادة العادلة، كما أنّ العواطف والمشاعر التي تتحرك لدى الإنسان من أجل الفقراء، يجب أن لا تكون سبباً في الامتناع عن الإدلاء بالشهادة العادلة حتى ولو كانت نتيجتها لغير صالح الفقراء، لأنّ اللَّه أعلم من غيره بحال هؤلاء الذين تكون نتيجة الشهادة العادلة ضدهم، فلا يستطيع صاحب الجاه والسلطان أن يضرّ بشاهد عادل يتمتع بحماية اللَّه، ولا الفقير سيبيت جوعاناً بسبب تحقيق العدالة، تقول الآية في هذا المجال: “إِن يَكُنْ غَنِيّاً أَوْ فَقَيراً فَاللّهُ أَوْلَى بِهِمَاً” (النساء 135). أي لا عليكم اذا كان من تشهدون له غنياً أو فقيراً، بل هذا أمر يخص اللَّه، أما أنتم فاشهدوا للَّه. وللتأكيد أكثر تحكم الآية بتجنب اتّباع الهوى، لكي لا يبقى مانع أمام سير العدالة وتحقيقها إذ تقول الآية: “فَلاَ تَتَّبِعُواْ الْهَوَى أَن تَعْدِلُواً” (النساء 135). أي: فلا يضلنكم حب المصلحة، أو حب الأقارب من إقامة العدل بالشهادة أو بالتنفيذ.
جاء في الموسوعة الحرة عن العدالة الاجتماعية: نظريات في العدالة الاجتماعية: جون رولس: يعتمد الفيلسوف السياسي الليبرالي جون رولس (1921-2002) (بالإنجليزية: John Rawls) على تبصرات الفيلسوفان النفعيان، جيرمي بينثام (بالإنجليزية: Bentham)، وجون ستيوارت ميل، وأفكار العقد الاجتماعي عند جون لوك، وأفكار كانت. لقد كان أول تعبير له عن نظريته في العدالة الاجتماعية في (نظرية في العدالة) (بالإنجليزية: A Theory of Justice) التي نشرت في 1971. في كتابات جون رولس، تعتبر العدالة الاجتماعية فكرة فلسفية لا سياسية. كما تعد من الأركان الأربعة لحزب الخضر التي تعتقد بها جميع أحزاب الخضر في العالم. يستخدم البعض العدالة الاجتماعية لوصف التحرك الدولي باتجاه تطبيق العدالة الاجتماعية في العالم. وتشكل حقوق الإنسان والمساواة أهم دعائم العدالة الاجتماعية. الحريات الأساسية عند رولس: حرية الفكر، حرية التعبير والصحافة، حرية التجمع، حرية العمل المشترك، حرية التنقل، حرية اختيار الوظيفة. حركات العدالة الاجتماعية: هنالك عدد من الحركات التي تعمل على نشر وتطبيق العدالة الاجتماعية. تبذل هذه الحركات مجهود للوصول إلى عالم يمتلك فيه جميع أعضاء مجتمع ما، بغض النظر عن خلفياتهم، حقوق الإنسان الأساسية والمساواة. من أشهر تلك الحركات الدولية، (حركة العدل الدولية) (بالإنجليزية: Global Justice Movement). حزب الخضر: إن العدالة الاجتماعية، التي تسمى أيضا عند الخضر (المساواة العالمية والاجتماعية والعدالة الاقتصادية) (بالإنجليزية: Social and Global Equality and Economic Justice)، تعد أحد الأركان الأربعة لحزب الخضر Four Pillars of the Green Party. يعرف حزب الخضر الكندي العدالة الاجتماعية بأنها (التوزيع المتساوي للموارد لضمان بأن الجميع لديهم فرص متكافئة للتطور الاجتماعي والشخصي). ينتقد العديد من المؤلفين فكرة وجود معيار موضوعي للعدالة الاجتماعية. ينكر النسبيون الأخلاقيون وجود أي نوع من المعايير الموضوعية للعدالة بشكل عام، ينفي غير المعرفين، والمشككين الأخلاقيين، وعدميوا الأخلاق، ومعظم الوضعيون المنطقيين، الإمكانية المعرفية للمفاهيم الموضوعية للعدالة. ويعتقد الواقعيون السياسيون أن أي مثال للعدالة الاجتماعية هو في نهاية المطاف مجرد مبرر للوضع الراهن. كثير من الناس يقبل بعض المبادئ الأساسية للعدالة الاجتماعية، مثل فكرة أن جميع البشر لديهم مستوى أساسي من القيم، لكنهم يختلفون مع الاستنتاجات المعقدة التي قد تتبعها أو لا تتبعها. أحد الأمثلة على ذلك هو تصريح هـ. ج. ويلز بأن جميع الناس (متساوون في احترام زملائهم.) يرفض فريدريش حايك من كلية الاقتصاد النمساوية فكرة العدالة الاجتماعية باعتبارها عديمة المعنى، دينية ومتناقضة ذاتيا وأيديولوجية، معتبرة أن تحقيق أي درجة من العدالة الاجتماعية أمر غير ممكن، و لمحاولة القيام بذلك يجب أن تدمر كل الحريات: “لا يمكن أن يكون هناك اختبار يمكننا من خلاله اكتشاف ما هو “غير عادل اجتماعيًا” لأنه لا يوجد موضوع يمكن بموجبه ارتكاب مثل هذا الظلم، ولا توجد قواعد للسلوك الفردي يمكن أن يراعي الالتزام بها في نظام الأفراد والجماعات، وإن الموقف الذي يظهر (بصفته متميزًا عن الإجراء الذي يتم تحديده به) يظهر لنا فقط. العدالة الاجتماعية لا تنتمي إلى فئة الخطأ ولكن إلى فئة الهراء، مثل مصطلح (حجر أخلاقي). جادل بن أونيل من جامعة نيو ساوث ويلز بأنه بالنسبة لأنصار (العدالة الاجتماعية): مفهوم (الحقوق) هو مجرد مصطلح استحقاق، يدل على المطالبة بأي سلعة مرغوبة محتملة، بغض النظر عن مدى أهميتها أو تفاهتها، مجردة أو ملموسة، حديثة أو قديمة. إنها مجرد تأكيد للرغبة، وإعلان نية لاستخدام لغة الحقوق لاكتساب الرغبة المذكورة. في الواقع، نظرًا لأن برنامج العدالة الاجتماعية يتضمن حتماً مطالبات بالتوفير الحكومي للبضائع، والمدفوعة من خلال جهود الآخرين، يشير المصطلح فعليًا إلى نية استخدام القوة لاكتساب رغبات الفرد. ليس لكسب السلع المرغوبة عن طريق التفكير العقلاني والعمل والإنتاج والتبادل الطوعي، ولكن للذهاب إلى هناك وأخذ البضائع بالقوة من أولئك الذين يستطيعون توريدها.
تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط