….ُ يا ليتني كنت

….ُ يا ليتني كنت

بقلم مهدي قاسم

يا ليتني كنتُ شجرة باسقة و رشيقة
أداعب خصلات الغيوم و أتراقص مع الريح !
اتهامس مع النجوم و اتغازل مع القمر من أعلى الأعالي !..

والذي دفعني إلى كتابة هذه السطور بين جد وهزل ــ أعلاه ــ هو :

نقرأ بين فترة وأخرى .. نقرأ ” نصائح طبية ” تزعم إنها تفيد وتخدم الصحة المستدامة وتخلق عافية دائمة وتطيل سنوات العمر .. نصالح من قبيل :
عدم تناول اللحوم ، الخبز ، البيض ، الرز ، منتوجات الألبان ، السكر ، الملح، مشروبات روحية ، القهوة ،الشاي الخ من قائمة طويلة و عريضة ..

بالطبع يوجد بين هذه النصائح أمور ومسلمات قد أثبتت العلوم الطبية والمختبرية صحتها ..
أي أن عملية الالتزام بها قد تفيد الصحة ..
وما دمنا عند الملح فأن المرء عندما يأكل طعاما بلا ملح يشعر كأنه يتناول طعاما بمذاق جص أو اسمنت أم طعم طين !..

إلا إن هناك ثمة مَن يسأل :
إذا حرمتُ نفسي من هذه المتع اليومية الصغيرة و غيرها ، فما جدوى العيش عمرا طويلا و خاصة مع تقدم السن عندما الطبيعة نفسها تجرد الشخص من متع طبيعية أخرى ؟..
مع العلم إننا نقرأ أو نشاهد مقابلات مع أناس معمرين تجاوزوا التسعين عاما ، إنهم كانوا يتناولون كل هذه الأكلات و الأطعمة والمشروبات ، وفوق ذلك أن بعضا منهم كان ولا زال مدخنا شرها! ..
عموما …
ينما نحن نقرأ عددا كبيرا ومتزايدا أو نلتقي معها في مختلف وسائل الإعلام و الصحافة الإلكترونية إضافة إلى صفحات تواصل الاجتماعي مع ” نصائح صحية ” من هذا القبيل آنفة الذكر فيخطر على بال المرء أفكار من نوع :
ــ يا ليتني كنتُ شجرة اتغدى وأعيش على مغذيات الماء والهواء و أشعة الشمس فقط .. ..

إذ هناك أشجار قد بلغت أعمارها مئات السنين والبعض الأخر آلافا وهي لا زالت خضراء و مثمرة !..

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here