(مخاوف العراقيين من انسحاب امريكا)..(كمخاوف سكان مجمع بسمايا ببغداد..من انسحاب الشركة الكورية)..(مخاوف العراقيين من انفسهم)

بسم الله الرحمن الرحيم

(مخاوف العراقيين من انسحاب امريكا)..(كمخاوف سكان مجمع بسمايا ببغداد..من انسحاب الشركة الكورية)..(مخاوف العراقيين من انفسهم)

مجمع بسمايا باطراف بغداد وهو عبارة عن عمارات سكنية بنتها شركة كورية.. يضم المجمع عشرات الالاف المواطنين.. يعيشون الخوف على وضعهم من احتمالات انسحاب الشركة الكورية .. وصلت بان اسعار الشقق السكنية تنخفض عند انسحاب او توقف الشركة الكورية عن بناء وصيانة المجمع.. لادراك العراقيين بان الشركات التي ستكون بديل عنها.. من عراقية او غير عراقية من دول متخلفة كالمصرية او الايرانية او لبنانية.. الخ .. سيئة السمعة وفاسدة وغير مؤهلة .. ولا تملك اي كفائة.. وسيكون حال المجمع السكني مهملا وتملئه النفايات.. وترتفع فيه نسبة الجريمة.. وتنعدم الصيانة فيها.. ولا يهم تلك الشركات الرديئة الا الحصول على الاموال ولا يهمها تقديم اي خدمات رصينة وبناء..

وهذا حال العراقيين كشعب من انسحاب القوات الامريكية.. فهم يدركون بان في حالة انسحاب الامريكان..

ستتغول اكثر المليشيات والفساد وتتدخل الجوار عكسريا بالعراق.. بشكل واسع.. اضافة لحروب اهلية بين المليشيات نفسها.. وبين المليشيات والاكراد.. وبين المليشيات والعرب السنة بالغربية.. اضافة لصراعات خطيرة بين الاحزاب الحاكمة نفسها للاستفراد بالسلطة.. وستهيمن ايران رسميا على العراق .. ويصبح العراق ايضا محطة صراع لملئ الفراغ من دول اقليمية ودولية كروسيا والصين.. الذين سيسعون لدعم النظام السياسي الموبوء بالفساد والمليشيات ضد الشعب العراقي الرافض للفساد والاحزاب الفاسدة الحاكمة اليوم.. ليكون حال العراق اسوء من حال سوريا مدن وقرى مدمرة واكثر من عشرة ملايين نازح.. واقتصاد منهار بالكامل.. ولكن لو العراق تحكمه طبقة سياسية نزيهة وعملت على اعمار العراق صناعيا وزراعيا وخدميا وصحيا وتعليميا .. وامنت الحدود العراقية وشكلت جيش وشرطة عراقية معتمدة متمكنه من الارض.. ولو العراق يخلوا من المليشيات من حشد ومقاومة.. ويخلوا من الاحزاب والشخوص والمليشيات ذات الولاءات الخارجية.. (لكانت كثير من مخاوف العراقيين غير موجودة عند الانسحاب الامريكي).. فالعراقيين يدركون بان من يطالب بانسحاب امريكا.. هم من يريدون استفرادهم مع ايران على العراق.. لوضع العراق بالكهف الايراني.. واخضاعه رسميا كمحافظة تابعة لطهران تحت حكم خامنئي ايران ..

فمخاوف العراقيين من انفسهم..

فلولا الشعور بالخوف ما استطاع الانسان الحياة وحفظ وجوده وحماية نفسه من التهديدات المحتملة .. عليه مخاوف العراقيين من انفسهم ..هو الخوف من التنبؤ بما قد يحدث مستقبلا.. بعد الانسحاب الامريكي.. والخوف من المجهول..والقلق على ابناءهم ووظائفهم ومستقبل اجيالهم.. والخوف من (الغرائز لدى مكوناتهم ضد بعضهم البعض).. ومن شرور بعضهم على البعض الاخر من منطلقات (قومية عنصرية) او (مذهبية طائفية).. او (عشائرية قبلية).. او (مناطقية).. او (سياسية وحزبية ومليشياتيه).. او (اطماع الجوار بالعراق).. (وتطلعات قوى دولية للهيمنة على العراق لمليء الفراغ الامريكي).. مقابل لا يوجد من يعطي اطمئنانات للعراقيين من المخاطر المستقبلية..

علما: الخوف الناجم عن عدم اطمئنان البعض من البعض الاخر.. هو منبع الطائفية والعنصرية

و الحروب الاهلية.. والخوف يتحول الى كراهية.. لتهيئة الاجواء..لحصول فعل ورد فعل.. كوسيلة للدفاع عن النفس.. تستغلها قوى تطفوا تستغل اسم الطائفة او القومية او العشيرة لتركب الموجه وتستثمرها للثراء الفاحش وبسط نفوذها وهيمنتها على الارض و السلطة والمال والسلاح وتحقق السيطرة على رقاب الناس.. وتستقوي بالعامل الاقليمي والجوار.. لتقدم نفسها هم وحدهم (المقدسين حماة العرض والارض والوطن والكرامة) الخ.. في وقت هم المدنسين الحقيقيين لها.. والاخطر ان تلك المكونات ستسعى كل منها لالغاء الاخر للهيمنة ليكون ذلك جسر للطغيان..

وخاصة بالعراق ان النظام السياسي الراكبين له والمدافعين عن مدخلاته ومخرجاته.. هم انفسهم

من جهة ثانية يتهمون الامريكان بانهم جلبوا هذا النظام.. وبنفس الوقت يقمعون العراقيين الرافضين لهذا النظام.. ويعادون امريكا من جهة اخرى.. ونفس هذا النظام.. يقاطعه اغلب العراقيين انتخابيا كرسالة للمطالبة بتغيره ومحاكمة الفاسدين واسترجاع الامول المهولة المنهوبة منذ 2003.. فالعراقيين ليسوا مع خروج الامريكان.. ولكن هم ضد الفساد المتغول بالعراق والمليشيات بكل انواعها.. سواء التي شرعنها النظام الفاسد باسم هيئة الحشد.. او غير المشرعنة التي تطرح نفسها تحت معرف (المقاومة).. فالحشد والمقاومة كلاهما كلاب حراسة للجمهورية الاسلامية الايرانية بعمق العراق وسوريا ولبنان واليمن.. ويجرون الصراعات الدولية والاقليمية لداخل الارض العراقية لجعل العراق ساحة تصفي فيها ايران حساباتها الدولية الاقليمية.. وتجعل العراق مستعمرة وحديقة خلفية للايرانيين لتجني ايران الثمار من خزائن العراق..

فمن يدعو مثلا لانسحاب القوات الامريكية.. هم انفسهم متغولين بالفساد والولاء لاجندة خارجية..

كزعماء المليشيات والاحزاب والتيارات والمنظمات.. واثروا بالمال العام.. فالعراقيين ليسوا مصابين بالرهاب المجهول او الخوف من المجهول.. ناجم عن نقص في المعلومات تجاه وضع او موقف محدد او قوى محددة.. بل لديهم المعلومات الكاملة باخطار المستقبل بعد الانسحاب الامريكي من (مليشيات يتزعمها حيتان الفساد.. واحزاب حاكمة فسادا منذ 2003.. وكلاهما مرتبطين باجندات خارجية تدعم الهيمنة الايرانية على العراق).. فالعراقيين يعيشون (بصندوق) ليس من صنعهم ولا من اختيارهم.. فاصبحوا اسرى لمخاوف تتنامى وتترسخ..والخطورة (ان طريقة التفكير لا تخرج من هذا الصندوق المرسوم للعراق قسرا)..

عليه مخاوف العراقيين ليس من ايران الطامعة بالعراق منثلا.. ولكن

خوفهم من ادواتها الحاملين للجنسية العراقية الموالين لها بالعراق..مخاوف العراقيين ليس من داعش والقاعدة ولكن خوفهم من حملة جنسية عراقية ينخرطون بتلك التنظيمات.. المحصلة خوف العراقيين لانهم لا يطمئن بعضهم من شرور البعض الاخر..

…….

واخير يتأكد للعرب الشيعة بالعراق بمختلف شرائحهم.. ضرورة تبني (قضية العرب الشيعة بمنطقة العراق)…. بعشرين نقطة.. كمقياس ومنهاج يقاس عليه كل من يريد تمثيلهم ويطرح نفسه لقياداتهم .. علما ان هذا ينطلق من واقعية وبرغماتية بعيدا عن الشعارات والشموليات والعاطفيات، ويتعامل بعقلانية مع الواقع الشيعي العراقي، ويجعل شيعة العراق يتوحدون ككتلة جغرافية وسياسية واقتصادية وادارية.. ينشغلون بأنفسهم مما يمكنهم من معالجة قضاياهم بعيدا عن طائفية وارهاب المثلث السني وعدائية المحيط الاقليمي والجوار، وبعيدا عن استغلال قوى دولية للتنوع المذهبي والطائفي والاثني بالعراق،.. والموضوع بعنوان (20 نقطة قضية شيعة العراق، تأسيس كيان للوسط والجنوب واسترجاع الاراضي والتطبيع) وعلى الرابط التالي:

https://www.sotaliraq.com/latestarticles.php?id=222057#axzz4Vtp8YACr

…………………….

سجاد تقي كاظم

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here