أمريكا تحرق العالم بالحروب من أوكرانيا إلى غزة واليمن

إيهاب مقبل

الحروب تُكلف مبالغ ضخمة، إذ جاءَ في تقرير «ذا واشنطن بوست» في عددها الصادر في الثالث عشر من فبراير شباط العام 2024 أن «الإنفاق العسكري العالمي وصل إلى مستوى قياسي قدره 2.2 تريليون دولار أميركي في ظل عدة حروب».‏

وتابع التقرير أن الحروب مستمرة في أوكرانيا، وفي غزة واليمن، والتحديث العسكري في الصين، والانقلابات العسكرية في أفريقيا، بينما يمثل حلف الناتو الحربي بقيادة أمريكا الشمالية أكثر من نصف الإنفاق العسكري القياسي البالغ 2.2 تريليون دولار أمريكي.

لكن ثمن الحروب هو أكثر بكثير من المال.‏ إليك الأمثلة من الحروب الأمريكية في أوكرانيا وغزة:

المدنيون: حسب تقديرات الأمم المتحدة،‏ أكثر من 28 ألف شخص قُتلوا أو تعرضوا لإصابات في أوكرانيا منذ فبراير شباط 2022.‏ وبحسب تقديرات وزارة الصحة الفلسطينية، أكثر من 96 ألف شخص قتلوا أو تعرضوا لإصابات في قطاع غزة منذ أكتوبر تشرين الأول 2023.

الهجرة من المنازل: يدفع الناس ثمنًا باهضًا من المعاناة بسبب الحروب الأمريكية في العالم، ففي أوكرانيا اضطر نحو 6.5 مليون شخص على ترك بيوتهم، وفي قطاع غزة اضطر نحو 1.7 مليون شخص على ترك بيوتهم.

الجوع المزمن: نحو 11 مليون شخص في أوكرانيا ونحو 500 ألف شخص في قطاع غزة يعانون من الانعدام الحاد للأمن الغذائي. والحال في قطاع غزة هو الأسوء مقارنة بأوكرانيا، وذلك لان الناس يعيشون على بعد خطوة واحدة من المجاعة بسبب شدة الحصار ومواجهة السكان الشتاء الشديد البرودة بدون كهرباء ولا ماء.

وما يلي الحروب عادةً المجاعة والموت بسبب الأوبئة أو غيرها، ففي اعقاب الحرب العالمية الأولى قتلت الانفلونزا الاسبانية نحو 50 مليون شخص، كما يُقدر أن 500 مليون شخص تقريبًا أصيبوا بها، أي حوالي 1 من كل 3 آنذاك.

غير أن الانفلونزا الاسبانية لم تكن سوى البداية.‏ فالجُدري قضى على أكثر من 300 مليون شخص خلال القرن العشرين.‏

أمريكا تحرق العالم بالحروب من أوكرانيا إلى غزة واليمن، وهي الفصول الأخيرة من نهاية الأمبراطورية الأمريكية «نهاية الصعدة الثانية لبني إسرائيل»، وفيها بشريات كبيرة لأهل فلسطين رغم مرارة الحرب الأمريكية الحالية عليهم وما يليها من جوع وموت، فعلى أرض فلسطين هلك جيش الصليبيين في معركة حطين، وعلى أرض فلسطين هلك جيش المغول في معركة عين جالوت، وعلى أرض فلسطين سيهلك جيش اليهود، وفي البحر الأحمر سيهلك من يمولهم ويدعمهم عسكريًا وسياسيًا واقتصاديًا وتكنولوجيًا من طواغيت أمريكا الشمالية: «أَمْ حَسِبْتُمْ أَن تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَأْتِكُم مَّثَلُ الَّذِينَ خَلَوْا مِن قَبْلِكُم ۖ مَّسَّتْهُمُ الْبَأْسَاءُ وَالضَّرَّاءُ وَزُلْزِلُوا حَتَّىٰ يَقُولَ الرَّسُولُ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ مَتَىٰ نَصْرُ اللَّهِ ۗ أَلَا إِنَّ نَصْرَ اللَّهِ قَرِيبٌ»، البقرة: 214.

المصادر:
https://www.washingtonpost.com/world/2024/02/13/nato-spending-russia-ukraine-trump/

https://www.ochaopt.org/ar

https://news.un.org/ar/story/2023/12/1127147

انتهى

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here