محمد حسين المياحي
على مر ال45 عاما المنصرمة، لم يشهد النظام الايراني إنتخابات فاشلة وبائسة ومخيبة للآمال کالتي جرت في الاول من تموز2024، والتي يبدو واضحا بأن الشعب الايراني قد صار يعرف کذبها وزيفها ومن إنها لاتعبر عنه بأي شکل من الاشکال.
هذه الانتخابات الصورية التي أجريت في وقت يمر به النظام الايراني بواحد من أسوء المراحل التي تواجهه منذ تأسيسه، وسعى جهد إمکانه لکي تکون بالمستوى والصورة التي تثبت بأن الشعب الايراني لايزال يثق به ويقف الى جانبه ولکن جرت الرياح بما لاتشتهي السفن ووقع النظام الايراني في شر أعماله وإنکشف وجهه القبيح.
المقاطعة واسعة النطاق للإنتخابات الاخيرة من جانب الشعب الايراني، أثبتت بأن مستوى الوعي السياسي الفکري للشعب قد وصل الى حد لايتمکن معه النظام أبدا من خداعه والتمويه عليه، وإن الحقيقة التي توصل إليها الشعب الايراني هي أن المشارکة في الانتخابات التي تجري في ظل هذا النظام لاتخدم الشعب بشئ بل إنها تمنح الشرعية لهذا النظام غير الشرعي أساسا.
الانتخابات الحقيقية والتي تتسم بالنزاهة وتعبر عن صوت وإرادة الشعب لايمکن أن يتم إجرائها في ظل نظام دکتاتوري قمعي کالنظام الايراني، وهذا ماقد أکدته المقاومة الايرانية مرارا وتکرارا وأصرت عليه ولذلك فإنها واضبت على الدعوة لمقاطعة الانتخابات وعدم المشارکة فيها والتصدي لهذا النظام ومواجهته من أجل تحقيق أماني وأهداف الشعب والتي لايمکن أن تتحقق إلا بالتغيير الجذري من خلال إسقاط النظام.
المقاطعة الشعبية غير العادية للإنتخابات الاخيرة، أثبتت وبصورة واضحة جدا بأن الشعب الايراني صار يتيقن من إن لاسبيل ولاطريق من أجل تحسين أوضاعه وضمان مستقبل أجياله والخروج من هذه الفترة المظلمة، إلا بإسقاط هذا النظام، وإن إسقاط هذا النظام لم يعد شعارا للمقاومة الايرانية ومجاهدي خلق فقط بل صار بمثابة شعار وطني للشعب الايراني بکافة شرائحه وطبقاته.
المرحلة الحالية التي يمر بها النظام الايراني هي مرحلة خطيرة وبالغة الحساسية ولاسيما بعد إفتضاح الوجه العدواني الشرير له ومن إنه قام ويقوم بإثارة الحروب والمواجهات وإثارة الفتن وحتى إن ماقد جرى في غزة وماتداعى عنه، قد برهن الحقيقة الشيطانية لهذا النظام ومن إن بقائه وإستمراره ليس أمرا سلبيا ومضرا للشعب الايراني فقط، بل إنه أمر سلبي ومضر أيضا لبلدان وشعوب المنطقة والعالم أجمع، ولذلك فإن التغيير في إيران وإسقاط هذا النظام صار شأنا يهم العالم کله وليس الشعب الايراني فقط.