موقع أميركي: رغم سقوط الأمطار.. محللون يحثون على اتخاذ إجراءات لمنع مزيد من التصحر

ترجمة / حامد احمد

تناول تقرير لموقع، ميديا لاين، الأميركي موضوع ظروف الجفاف في العراق مشيرا الى انه رغم تصاعد مناسيب مياه نهري دجلة والفرات جراء موجة الامطار الأخيرة والسيول، فان محللين يقولون ان حالة الجفاف هي ما اعتاد عليها العراق في وقت تستمر فيه تركيا وإيران بقطع تدفق المياه، وان هذه الوفرة المائية لن تدوم طويلا ما لم تتخذ إجراءات للحيلولة دون عودة مرة أخرى لمشكلة شح المياه.

وأشار التقرير الى ان أمطار غزيرة سقطت في منتصف شباط رفعت من مناسيب نهري دجلة والفرات بمعدل متر ونصف الى ثلاثة امتار مما ساعد ذلك في ارواء وانقاذ محاصيل زراعية واستعادة الحياة لمنطقة الاهوار بعد فترة جفاف اصابتها. في حين أعلنت وزارة الموارد المائية عن ارتفاع مناسيب مياه الأنهر ومنظومات الخزن بسبب الامطار التي كانت اشدها في المناطق الشرقية والشمالية.

وتناولت شبكات التواصل الاجتماعي صورا وافلام فيديو تظهر فيها ارتفاع مناسيب نهر دجلة وان قسما من منشآت الترفيه على الساحل قد غمرتها المياه ، واظهرت صور أخرى عودة المياه الى منطقة الاهوار.

وكان تقرير لوزارة الزراعة صادر في العام 2022 قد ذكر بان شح المياه قد تسبب بتصحر ما يقارب من 27 مليون دونم من الأراضي الزراعية، ما يعادل نسبة 6% من مساحة البلاد. وجاء في التقرير أيضا ان 55% تقريبا من الأراضي الزراعية مهددة بالتصحر.

كرار ، شخص يعمل في احد المقاهي المطلة على نهر دجلة ، قال لموقع ميديا لاين ان المقهى غمرته المياه وان مقاهي أخرى على ساحل نهر دجلة أصابها نفس الشيء. وأضاف بان منسوب المياه ارتفع لأكثر من مترين ونصف.

علي كريم ، مهندس في وزارة الموارد المائية ، قال لميديا لاين ” مناسيب المياه في المستودعات والسدود ارتفعت الى معدلات كبيرة . لم نر مثل هكذا ارتفاع منذ عدة عقود”.

مشيرا الى ان العراق يستقبل يوميا على نحو اعتيادي 18.1 مليون متر مكعب من المياه ، ويستهلك البلد اكثر من 19.4 مليون متر مكعب يوميا ، مما يؤدي ذلك الى تقليل مستويات المستودعات لحين هطول الامطار الأخيرة.

واضاف قائلا ” الظروف المناخية السيئة في العراق بضمنها ارتفاع درجات الحرارة لمعدلات قياسية وقلة هطول الأمطار ، تسببت بتوسع المناطق القاحلة والتصحر وقلة الأراضي الزراعية وزيادة في العواصف الترابية والرملية وفقدان الموارد الطبيعية ، وما تسبب ذلك من أزمة اقتصادية لمزارعين بخسارة مالية وزيادة معدلات الهجرة الداخلية”.

ومضى بالقول “لدينا القدرة على استيعاب كميات كبيرة من المياه والتي تستخدم أيضا لإحياء الاهوار حسب متطلبات منظمة اليونسكو لإبقاء المنطقة ضمن لائحة التراث العالمي بعد معاناتها من الجفاف خلال السنوات الماضية . ليست هناك مشاريع مياه جديدة ولكن ما موجود هو كافي. ولكن ما نفتقر إليه هو المياه وليس أماكن الخزن”.

من جانب آخر قال مصدر من وزارة الزراعة لموقع ميديا لاين ” علينا ان لا نكون متفائلين جدا . فالمياه ستصبح شحيحة مرة أخرى . العراق بحاجة لمشاريع ماء جديدة ، فهناك تزايد بحجم السكان مقابل ضعف في الموارد المائية ولم تتم إقامة مشاريع مياه جديدة على مدى ثلاثة عقود.” مشيرا الى ان العراق قد فقد 1,200 نوع من أشجار النخيل وأكثر من 40% من المحاصيل الزراعية.

وأضاف بقوله “الوضع ربما يتحسن ولكن ليس هناك ضمان لذلك . 90% من المزارع وبحيرات الأسماك غير مرخص بها، وأساليب الري المتبعة قيمة جدا وان المياه الجوفية أصبحت شحيحة أيضا . كل هذه المشاكل يتوجب حلها بأسرع وقت ممكن”.

زياد الأسود ، خبير موارد مائية ، قال لموقع ميديا لاين “المشكلة في العراق تزداد سوء. المسألة لا تتعلق فقط بافتقار العراق لحصصه المائية من تركيا وايران ، ولكن هناك أنشطة إنسانية غير منصفة تقوم بهدر المياه في العراق ، من بينها الاعتماد على أسلوب ري قديم الذي يعتمد على مضخات المياه التي تسحب مياه بكميات كبيرة الى الحقول ، وهذا يعني هدر كبير بموارد المياه مع منافع قليلة بالمقابل. هناك مصانع أيضا أنشئت على مقربة من ضفاف نهري دجلة والفرات تستهلك كميات كبيرة من المياه بدون محاسبة ولا رقابة”.

وأضاف الأسود قائلا “على الحكومة ان تغير من ستراتيجيتها وتلجأ لاستخدام أساليب الري المعالجة. الامطار الحالية هي امطار موسمية وسيتم استهلاك المياه فيها خلال أشهر الصيف وسنرجع حينها الى المربع الأول. ويجب التوصل لقرارات دولية ملزمة تضمن حصص العراق المائية من تركيا وايران”.

نجيب الحويزاوي ، مزارع من منطقة الاهوار ، قال لموقع ميديا لاين ” كنت اخطط لمغادرة المنطقة واتوجه نحو المدينة. لم يعد لي عمل ، صيد الأسماك اصبح شحيحا والحصاد ضعيفا . والان مع عودة تدفق المياه قد نستطيع اكمال الموسم الزراعي ، ولكن لا نعلم فيما اذا ستعود هذه الازمة في المواسم القادمة ام لا”. وكان العراق قد أطلق حملة تشجير كبرى لزراعة 5 ملايين شجرة في جميع المحافظات، رغم ان البلد ، وفقا لتقرير وزارة البيئة العراقية لعام 2022 ، يحتاج لزراعة 14 مليار شجرة للتمكن من تخفيف حالة التصحر.

• عن ميديا لاين

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here