الخرافة دين!!

الخرافة: حديث باطل لا يمكن تصديقه , الكلام المستملح الذي لا صحة له.
البشر يميل للخرافات وقد رافقته منذ الأزل , ولا تزال فاعلة في العديد من المجتمعات , فالناس ومنذ فجر التأريخ لديهم خرافات يعيشون بها ويمضون على هديها.
وربما تمازجت مع العقائد أو تفاعلت مع الأديان , فكان لها تأثيراتها السلوكية , وتفاعلاتها المبنية على ما تحتويه من تصورات بعيدة عن الواقع.
ولا يُعرف سبب ميل البشر لتصديق الخرافة , والتشبث بما هو كاذب , والنفور من الحقائق والبراهين والأدلة.
ويبدو أن لرعب الموت دوره من الموقف تجاه الوجود بأسره , فالبشر لا يصدق بأنه سيموت , فيعيش في دوامة الكذب على نفسه والعدوان على ذاته.
لكن الموت يأتيه لا محالة , وهو يتلذذ بكذبة الحياة وأنه يملكها وخالد فيها.
هذا الشعور المخادع يؤهله نفسيا وإنفعاليا لتقبل ما يفرزه من الأضاليل والخداعات الكاذبة , ويفسر تبعية الناس للكذابين وإبتعادهم عن الناطقين بالحق المبين.
وبسبب ذلك الميل المتأصل في الأعماق , فالساسة والقادة يكذبون , والأحزاب والحركات ترفع شعارات خدّاعة مراوغة للإيقاع بالناس , فتجدهم يتحركون وكأنهم يتسابقون نحو الكذابين , حتى لتحسب أن للكذب مغناطيسية عالية تجذب الناس المرهونين بالسطوة الخرافية والتفاعلات الغيبية المقلقة لهم.
ويمكن القول أن الخرافة لها دورها الفاعل في حياة البشر , وكأنها منغرسة في موروثاته الجينية , ومتفاعلة مع النوازع والدوافع والرغبات المطمورة.
فهل أن البشر مخلوق خرافي , ولا يزال يحاول الإنتصار على ما فيه من الطاقات الغيبية المتمكنة من عقله ,ربما ذلك صحيح لأن بضاعة الخرافة لا تزال رائجة في المجتمعات وبنسب متفاوتة , حتى صارت كأنها دين.
وتلك محنة كبيرة تظهر بين آونة وأخرى لتأسر الملايين وتأخذهم إلى حيث الفناء الأكبر , وكم من خرافة وأكذوبة أججت العواطف والإنفعالات ومضت بالبشر كالقطيع إلى سقر!!
و”الكذبة كرة ثلجية تكبر كلما دحرجتها”!!
د-صادق السامرائي
30\9\2021

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here