2024-03-19
وصف موقع “أمواج” البريطاني، قيام العراق بحظر تواجد حزب العمال الكوردستاني داخل أراضيه بأنه يمثل “تنازلاً كبيراً” لتركيا، حيث تأمل بغداد أن تحقق مكاسب مقابلة على صعيد المياه والاقتصاد، مستبعداً أن يحقق الهجوم العسكري التركي على مواقع الحزب خلال الصيف المقبل، نتائج حاسمة.
وذكر التقرير البريطاني ، أن “الحكومة العراقية حظرت حزب العمال الكوردستاني قبل الزيارة المتوقعة للرئيس التركي رجب طيب أردوغان إلى العراق في نيسان/ أبريل المقبل، ورغم أن الحظر لم يصل إلى حد تصنيف الحزب كمنظمة إرهابية، إلا أنه يشكل تنازلاً كبيراً، والعراق يأمل ربما أن ترد تركيا بالمثل في القضايا الرئيسية مثل التجارة وإدارة الموارد المائية”.
الضغط التركي
ولفت التقرير إلى أن “مهمة الوفد التركي برئاسة وزير الخارجية التركي هاكان فيدان الذي زار العراق في 14 آذار/ مارس الجاري، والذي قالت السفارة العراقية في أنقرة إن التعاون في المجالات العسكرية والأمنية ومكافحة الإرهاب، كان على رأس جدول أعماله”.
وذكرّ التقرير بالبيان الصادر عن لقاء وزيريّ الخارجية العراقي فؤاد حسين، والتركي هاكان فيدان، حيث أشارا إلى أن أنقرة “رحبت بالقرار الذي اتخذه مجلس الأمن الوطني العراقي باعتبار حزب العمال الكوردستاني منظمة محظورة، وأن الطرفين أكدا على أن الحزب يمثل خطراً أمنياً على كل من تركيا والعراق، ومن المؤكد أن تواجد التنظيم على الأراضي العراقية يمثل انتهاكاً للدستور العراقي”.
ولفت التقرير إلى أن “تركيا كانت تضغط لكي يتم تصنيف العراق لحزب العمال الكوردستاني كمنظمة إرهابية، إلا أنه يبدو أن العراق لم يصل إلى حد هذا التصنيف”.
ومن الجدير بالذكر أن الجانبين ناقشا أيضاً الزيارة المقترحة للرئيس التركي أردوغان إلى العراق في نيسان/ أبريل المقبل ومذكرة تفاهم لتسهيل “الإطار الإستراتيجي للعلاقات”.
طريق التنمية
وأشار التقرير إلى أنه “في 15 آذار/ مارس الجاري، ترأس نائب وزير الخارجية التركي أحمد يلديز وفداً أجرى محادثات مع نظيره العراقي محمد بحر العلوم، حيث ركزت الآلية الأمنية بين العراق وتركيا على العلاقات الاقتصادية والسياسية والملفات الأمنية المتعلقة بالمياه، بينما أكد بحر العلوم رغبة بغداد في المضي قدماً في طريق التنمية والمعروف أيضاً باسم مشروع القناة الجافة”.
ولفت إلى أن كبير مستشاري وزارة الخارجية التركية نوح يلماز رحب بهذا الإعلان، قائلاً إن “القرار سيكون نقطة تحول، وسنرى النتائج تدريجياً”.
إلى ذلك، لفت التقرير إلى أن “اتحاد المجتمعات الكوردستانية، الذي يتمتع بعلاقات وثيقة مع حزب العمال الكوردستاني، أصدر بياناً أدان فيه زيارة فيدان، لكنه أشاد أيضاً ببغداد لاعترافها بالحقوق الكوردية بموجب دستور العراق لعام 2005”.
وانتقد البيان تركيا قائلاً إنه من “أجل إقناع العراق بالتعاون مع مبادراتهم القاتلة، قامت الدولة التركية بالضغط والتلاعب بالبلاد بعدة طرق، خصوصاً خلال الأشهر الأخيرة”.
وتابع التقرير أنه في “ظل ضغوط تركيا على الاتحاد الوطني الكوردستاني بسبب علاقاته المفترضة مع حزب العمال الكوردستاني، فإن زعيم حزب العمال الكوردستاني أشاد بالحزب الذي يتخذ من السليمانية مقراً له بسبب تبنيه مواقف عامة إزاء هذه التهديدات”، معتبراً أن “كل كوردي يجب أن يتصرف بهذه الطريقة”.
قائمة التنظيمات الإرهابية
وذكر التقرير أن “أنقرة ظلت لسنوات تدعو العراق للانضمام إلى الاتحاد الأوروبي وبريطانيا والولايات المتحدة في تصنيف حزب العمال الكوردستاني كمنظمة إرهابية، وهي ضغوط تزايدت بعد تعيين فيدان، رئيس المخابرات السابق، وزيراً للخارجية في العام الماضي”.
وتابع التقرير أنه “بموازاة ذلك، فإن أردوغان أطلق تحذيرات من هجوم عسكري كبير قادم ضد حزب العمال الكوردستاني عندما قال في 4 آذار/ مارس الجاري إن الجيش التركي على وشك إكمال الدائرة التي ستؤمن حدودنا مع العراق”، في إشارة إلى اقتراح إقامة منطقة أمنية عازلة.
واستكمل التقرير أن “الهجوم التركي المتوقع قد يركز على جبال متين وغارا، وهي المناطق التي يعتقد أنها تتمتع بوجود كبير لحزب العمال الكوردستاني”، مشيراً إلى أن “الهجمات التركية السابقة من خلال عملية (مخلب النسر 2) استهدفت قواعد الحزب في جبل غارا في العام 2022”.
وخلص التقرير البريطاني إلى القول إنه “يتحتم على العراق وتركيا معالجة عدد لا يحصى من القضايا، بما في ذلك توقف صادرات النفط والتجارة وإدارة المياه،” مضيفاً أنه “من خلال حظر حزب العمال الكوردستاني، فإن العراق سيكون في وضع أفضل من أجل تحقيق تقدم في قضايا أخرى مع تركيا”.
وتابع التقرير قائلاً إنه “برغم أن الحظر المفروض على حزب العمال الكوردستاني قد لا يحقق المكاسب المتوقعة، غير أن المراقبين العراقيين يقولون إن هناك مصلحة مشتركة بين الطرفين من أجل دفع مشروع طريق التنمية إلى الأمام”.
واستبعد التقرير أن “يكون الهجوم التركي المتوقع خلال الصيف المقبل حاسماً”، مشيراً إلى أن “حزب العمال الكوردستاني يحتفظ بتحصينات عالية في جبال كوردستان وله حضور قوي”.
لكن التقرير لفت أيضاً إلى أنه “بسبب سقوط قتلى مدنيين في غارات تركية سابقة، فإن العمليات العسكرية المقبلة قد تتسبب في زيادة الضغط السياسي على الحزب الديمقراطي الكوردستاني”.
تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط