22 مارس/ آذار 2024،
يصوت مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة اليوم على مشروع قرار أمريكي يدعو إلى وقف فوري لإطلاق النار في غزة.
ويقترح المشروع الأمريكي هدنة لستة أسابيع وإطلاق سراح 40 رهينة إسرائيلية، في مقابل إطلاق سراح المئات من السجناء الفلسطينيين.
الخطوة الأمريكية، التي تأتي في ظل تصاعد التوتر بين البلدين، من شأنها أن تزيد الضغوط على إسرائيل لوقف الحرب المشتعلة منذ أكثر من خمسة أشهر في قطاع غزة.
يأتي ذلك بينما يقوم وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن بزيارة إلى إسرائيل، ضمن جولة له في الشرق الأوسط استهلها بالسعودية ثم مصر.
وذكرت هيئة البث الإسرائيلية أن بلينكن التقى رئيس الوزراء الإسرائيلي نتنياهو على انفراد في مقر وزارة الدفاع الإسرائيلية في تل أبيب. وأوضحت ان المباحثات بينهما تركزت على “رفح والأزمة الإنسانية في القطاع”.
وتعدّ هذه الجولة هي السادسة التي يقوم بها بلينكن للمنطقة منذ هجمات السابع من أكتوبر/تشرين الأول.
ورأى بلينكن أن مشروع القرار الأمريكي من شأنه أن “يبعث رسالة قوية” فضلا عن كونه “إشارة قوية”؛ إذ من النادر أن تدعم واشنطن مشروع قرار للأمم المتحدة سترفضه إسرائيل.
وعادة ما تستخدم واشنطن حق النقض (الفيتو) بمجلس الأمن لحماية إسرائيل من أي مشاريع قرارات ترفضها.
وقال ناثان إيفانز، المتحدث باسم البعثة الأمريكية لدى الأمم المتحدة، إن القرار “سيمثل بشكل قاطع دعما للجهود الدبلوماسية المستمرة على صعيد تأمين وقف فوريّ لإطلاق النار في غزة كجزء من صفقة لتبادل الأسرى”.
وشهدت الأسابيع الأخيرة ارتفاعا في معدلات القتلى والمعاناة في غزة، بينما تهدد إسرائيل باجتياح مدينة رفح جنوبي القطاع، حيث لجأ أكثر من مليون شخص هربا من الموت.
وتصرّ حكومة بنيامين نتنياهو على القضاء على حركة حماس، “في معقلها الأخير في رفح”.
وفي ذلك، قال وزير الشؤون الاستراتيجية في إسرائيل رون ديرمر “لو تركتَ أربع كتائب في رفح، فقد خسرت الحرب، وإسرائيل لن تخسر الحرب… مع الولايات المتحدة أو بدونها، لن نفعل ذلك. ليس لدينا اختيار”.
وفيما بدا ردّ فعل على مشروع القرار الأمريكي، كتب سفير إسرائيل لدى الأمم المتحدة جلعاد أردان، على منصة إكس (تويتر سابقا) يقول “لا يوجد غير طريق واحد للهدنة الفورية – هي أنه يجب على حماس أن تطلق سراح الرهائن وأن تستسلم. هذا ما ينبغي على العالم أن يطالب به”.
وفي إسرائيل، سيناقش بلينكن “الحاجة إلى ضمان هزيمة حماس، بما في ذلك في رفح، بطريقة تحافظ على حياة المدنيين، ولا تعوق وصول المساعدات الإنسانية، وتعزّز الأمن العام الإسرائيلي” بحسب الخارجية الأمريكية.
وتعارض واشنطن خطة إسرائيل لشنّ اجتياح بري في رفح، الحدودية مع مصر.
وقال بلينكن إنه سيعرض بدائل لخطة إسرائيل في محادثات مع نتنياهو وحكومة الحرب الإسرائيلية “هناك طريق أفضل للتعامل مع التهديد، التهديد المستمر الذي تشكله حماس”.
وفي مؤتمر صحفي بالقاهرة، أمس الخميس، قال بلينكن إن المفاوضين مستمرون في العمل على الوصول إلى وقف لإطلاق النار وإن “الفجوات تضيق، وإننا مستمرون في الدفع من أجل اتفاق في (العاصمة القطرية) الدوحة. لا يزال أمامنا هناك عمل صعب، لكنني ما زلت أؤمن أنه ممكن”.
كما أكد بلينكن استمرار الجهود المبذولة من جانب الولايات المتحدة لتسهيل دخول المساعدات الإنسانية إلى غزة، ودعم مفاوضات تبادل الأسرى والمحتجزين بهدف الوصول إلى هدنة إنسانية.
وكانت القاهرة قد استضافت، الخميس، اجتماعاً لوزراء خارجية مصر والسعودية والأردن وقطر ووزيرة الدولة للتعاون الدولي بالإمارات وأمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية.
وأكد المشاركون على أولوية تحقيق وقف شامل وفوري لإطلاق النار وزيادة دخول المساعدات الإنسانية للقطاع، وضرورة توفير الدعم الكامل لوكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين “الأونروا”، وجددوا رفضهم لأية محاولات لتهجير الفلسطينيين خارج أرضهم.
واجتمع الوزراء الخمسة والمسؤول الفلسطيني مع وزير الخارجية الأمريكي بلينكن، حيث قال الأخير بعد اللقاء إن “من الخطأ” تنفيذ عملية عسكرية إسرائيلية كبيرة في رفح.
وفي غضون ذلك، أعلنت رئاسة الوزراء الإسرائيلية أن رئيس الموساد سوف يتوجه الجمعة إلى العاصمة القطرية الدوحة، للقاء وسطاء في مسعى لاتفاق بشأن صفقة التبادل مع حماس.
وأوضحت أن الاجتماع يضم رئيس وكالة المخابرات الأمريكية ورئيس الوزراء القطري ورئيس المخابرات المصرية ورئيس الموساد.
وفشلت أطراف الوساطة في التوصل إلى وقف لإطلاق النار في قطاع غزة قبل بدء شهر رمضان، لكن جولة جديدة من المباحثات بدأت الأسبوع الماضي تستند إلى مقترح من حركة حماس.
ويتمثل موضع الخلاف في المفاوضات في أن حماس تشترط إنهاء الحرب تماما قبل أن تسلّم بقية الرهائن لديها، فيما تقول إسرائيل إنها تنظر في هدنة مؤقتة وليست نهائية.
ولا يصل سوى القليل من الطعام إلى غزة حيث تعاني الآن نسبة تناهز 60 في المئة من الأطفال دون سن الخامسة سوء التغذية، مقارنة بأقل من واحد في المئة قبل الحرب، بحسب منظمة الصحة العالمية.
ولقي نحو 32 ألف فلسطيني مصرعهم منذ بداية هذه الحرب، بحسب وزارة الصحة في غزة.
وقتل مسلحون فلسطينيون نحو 1,200 شخص، كما اختطفوا 250 آخرين في هجوم السابع من أكتوبر/تشرين الأول على جنوبي إسرائيل.
تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط