فقر وصراعات.. لماذا يختار مواطنو طاجيكستان الهجرة إلى روسيا؟


26 مارس 2024
المتهمون الأربعة في مذبحة موسكو مواطنون من طاجيكستان، وهم بعض من الآلاف الذين يهاجرون إلى روسيا سنويا، من أفقر الجمهوريات السوفيتية السابقة، في محاولة للنجاة من حياتهم الصعبة.

وإلى جانب الفقر المدقع، تعاني طاجيكستان من التوترات الدينية.

وكان الإسلاميون المتشددون إحدى القوى الرئيسية التي عارضت الحكومة خلال الحرب الأهلية التي اندلعت في التسعينيات ودمرت البلاد.

وتقول أسوشيتد برس إن المسلحين الذين اتهمتهم روسيا بتنفيذ مذبحة قاعة الحفلات الموسيقية في موسكو، التي أسفرت عن مقتل 139 شخصا، يتبعون فرع تنظيم “داعش” في أفغانستان المجاورة، وهو يجند أعدادا كبيرة من طاجيكستان.

وتشير التقديرات إلى أن ما يصل إلى 1.5 مليون مهاجر طاجيكي يعيشون في روسيا، فرارا من الفقر والبطالة التي تعاني منها بلادهم الجبلية، غير الساحلية.

وطاجيكستان دولة غنية بالعديد من الموارد المعدنية، لكن الصناعة لم تتطور بسبب تراجع الاستثمار الأجنبي وضعف البيانات الجيولوجية، من بين عوامل أخرى.

ورغم أن أغلبية سكانها، البالغ عددهم 10 ملايين نسمة، مسلمون، تظل التوترات المرتبطة بالإسلام شائعة.

وكان الإسلاميون معارضين رئيسيين خلال الحرب الأهلية، التي دارت رحاها بين عامي 1992 و1997، التي قتلت خلال السلطات ما يصل إلى 150 ألف شخص، ودمرت الاقتصاد.

وبعدما انتهت الحرب، اتخذ الرئيس الطاجيكي، إمام علي رحمن، خطوات لتقييد الحريات الدينية، إذ حدت الحكومة من عدد المساجد التي يمكن بناؤها، ومنعت النساء والأطفال دون سن 18 عاما من ارتياد المساجد على الإطلاق، وحظرت التعليم الديني للأطفال خارج المنزل.

ويقول المنتقدون إن تلك القيود شجعت الناس على اللجوء إلى الفصائل الإسلامية السرية والمتطرفة عبر الإنترنت.

وأكبر المتهمين في مذبحة موسكو هو داليردزون ميرزوييف (32 عاما)، الذي ظهر جالسا في قفص زجاجي بقاعة المحكمة ووجهه مصاب بكدمات. كان ميرزوييف يعيش في روسيا بشكل غير قانوني، ولديه إقامة مؤقتة لمدة ثلاثة أشهر في مدينة نوفوسيبيرسك، بجنوب روسيا، لكنها لم تعد سارية، بحسب وكالة ريا نوفوستي.

وفي مقطع فيديو لاستجوابه تم نشره على وسائل التواصل الاجتماعي الروسية، قال إنه كان يعيش مؤخرا في موسكو مع أحد المشتبه بهم الآخرين. وقالت المحكمة إنه متزوج وله أربعة أطفال، لكن لم يتضح ما إذا كان يعمل.

والمتهم الثاني هو سعيدكرامي مورودالي راشاباليزودا (30 عاما) وهو عاطل عن العمل. وقد أبلغ المحكمة أن لديه وثائق تسجيل روسية، لكنه لا يتذكر مكانها.

أما المتهم شمس الدين فريدوني (25 عاما)، فكان يعمل بشكل رسمي في مصنع بمدينة بودولسك الروسية، ويبدو أنه كان يتمتع بحياة مستقرة في كراسنوجورسك، في ضاحية موسكو التي وقعت بها عمليات القتل، وقال أثناء استجوابه إنه عُرض عليه مبلغ 500 ألف روبل (حوالي 5425 دولارا) لتنفيذ الهجوم، أي ما يعادل حوالي عامين ونصف من متوسط الأجر في طاجيكستان.

أما محمد سوبير فايزوف (19 عاما)، الذي شوهد جالسا على كرسي متحرك أثناء مثوله أمام المحكمة، فقد كان عاطلا عن العمل، وكان يعمل قبل ذلك بمحل حلاقة في إيفانوفو، بشمال شرق موسكو.

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here