الدكتور فاضل حسن شريف
عن موقع الكفيل الفرق بين سنه وعام؟: قوله تعالى “ولقد أرسلنا نوحا إلى قومه فلبث فيهم ألف سنة إلا خمسين عاما” (العنكبوت 14) كان من الممكن أن يقول رب العزة: أنهم تسعمائة وخمسون سنه فلماذا ألف سنه إلا خمسين عاما؟ أن لفظ سنه تطلق على الأيام الشديدة الصعبة عندما قال “تزرعون سبع سنين” (يوسف 47) ولفظ عام يطلق على الأيام السهلة أيام الرخاء والنعيم، قال “ثم يأتي من بعد ذلك عام فيه يغاث الناس” (يوسف 49). وبذلك يكون سيدنا نوح قد لبث ألف سنه شقاء إلا خمسين عاما. وردت في القرآن الكريم كلمة السنة والعام، فما الفرق بينهما؟ وهل هما مترادفتان تدلان على نفس المعنى، أم أن هنالك فرقاً في الدلالة؟ نظرت في بعض الآيات التي ذُكرت فيها “السنة» إن على سبيل الإفراد، أو على سيبل الجمع، مع الانتباه إلى الكلمة التي تأتي بعدها. وهذه بعض الآيات على سبيل المثال، قال تعالى: “فإنها محرمة عليهم أربعين سنة يتيهون في الأرض” (المائدة 26). “وإن يوماً عند ربك كألف سنة مما تعدون” (الحج 47). “حتى إذا بلغ أشده وبلغ أربعين سنة” (الاحقاف 15). “فلبث في السجن بضع سنين” (يوسف 42). “ولقد أخذنا آل فرعون بالسنين” (الاعراف 130). أما بالنسبة لأهل الكهف فقد قال تعالى: “ولبثوا في كهفهم ثلاثمائة سنين وازدادوا تسعاً” (الكهف 25). أما الآيات التي فيها لفظ “العام” فقوله تعالى: “فأماته الله مائة عام” (البقرة 259). “ثم يأتي من بعد ذلك عام فيه يُغاث الناس” (يوسف 49). “وفصاله في عامين” (لقمان 14). “فلبث فيهم ألف سنة إلا خمسين عاماً” (العنكبوت 14). “فلا يقربوا المسجد بعد عامهم هذا” (التوبة 28). هذه بعض الآيات التي تتحدث عن السنة والعام.
جاء في تفسير الميسر: قال الله تعالى عن سنة بفتح السين “وَلَتَجِدَنَّهُمْ أَحْرَصَ النَّاسِ عَلَىٰ حَيَاةٍ وَمِنَ الَّذِينَ أَشْرَكُوا ۚ يَوَدُّ أَحَدُهُمْ لَوْ يُعَمَّرُ أَلْفَ سَنَةٍ وَمَا هُوَ بِمُزَحْزِحِهِ مِنَ الْعَذَابِ أَن يُعَمَّرَ ۗ وَاللَّهُ بَصِيرٌ بِمَا يَعْمَلُونَ” ﴿البقرة 96﴾ سنة اسم، ولتعلمَنَّ -أيها الرسول- أن اليهود أشد الناس رغبة في طول الحياة أيًّا كانت هذه الحياة من الذلَّة والمهانة، بل تزيد رغبتهم في طول الحياة على رغبات المشركين. يتمنى اليهودي أن يعيش ألف سنة، ولا يُبْعده هذا العمر الطويل إن حصل من عذاب الله. والله تعالى لا يخفى عليه شيء من أعمالهم وسيجازيهم عليها بما يستحقون من العذاب. قال الله سبحانه “قَالَ فَإِنَّهَا مُحَرَّمَةٌ عَلَيْهِمْ ۛ أَرْبَعِينَ سَنَةً ۛ يَتِيهُونَ فِي الْأَرْضِ ۚ فَلَا تَأْسَ عَلَى الْقَوْمِ الْفَاسِقِينَ” ﴿المائدة 26﴾ قال الله لنبيه موسى عليه السلام: إن الأرض المقدَّسة محرَّم على هؤلاء اليهود دخولها أربعين سنة، يتيهون في الأرض حائرين، فلا تأسف يا موسى على القوم الخارجين عن طاعتي. قال الله عز اسمه “وَيَسْتَعْجِلُونَكَ بِالْعَذَابِ وَلَن يُخْلِفَ اللَّهُ وَعْدَهُ ۚ وَإِنَّ يَوْمًا عِندَ رَبِّكَ كَأَلْفِ سَنَةٍ مِّمَّا تَعُدُّونَ” ﴿الحج 47﴾ ويستعجلك أيها الرسول كفار قريش لشدة جهلهم بالعذاب الذي أنذرتهم به لـمَّا أصروا على الكفر، ولن يخلف الله ما وعدهم به من العذاب فلا بدَّ من وقوعه، وقد عجَّل لهم في الدينا ذلك في يوم “بدر”. وإن يومًا من الأيام عند الله وهو يوم القيامة كألف سنة مما تَعُدُّون من سني الدنيا. قال الله جل جلاله “وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا نُوحًا إِلَىٰ قَوْمِهِ فَلَبِثَ فِيهِمْ أَلْفَ سَنَةٍ إِلَّا خَمْسِينَ عَامًا فَأَخَذَهُمُ الطُّوفَانُ وَهُمْ ظَالِمُونَ” ﴿العنكبوت 14﴾ ولقد أرسلنا نوحًا إلى قومه فمكث فيهم ألف سنة إلا خمسين عامًا، يدعوهم إلى التوحيد وينهاهم عن الشرك، فلم يستجيبوا له، فأهلكهم الله بالطوفان، وهم ظالمون لأنفسهم بكفرهم وطغيانهم. قال الله عز وجل “يُدَبِّرُ الْأَمْرَ مِنَ السَّمَاءِ إِلَى الْأَرْضِ ثُمَّ يَعْرُجُ إِلَيْهِ فِي يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ أَلْفَ سَنَةٍ مِّمَّا تَعُدُّونَ” ﴿السجدة 5﴾ يدبر الله تعالى أَمْر المخلوقات من السماء إلى الأرض، ثم يصعد ذلك الأمر والتدبير إلى الله في يوم مقداره ألف سنة من أيام الدنيا التي تعدُّونها.
جاء في تفسير الميزان للعلامة السيد الطباطبائي: قوله تعالى: “يود أحدهم لو يعمر ألف سنة ” (البقرة 96)، أي أطول العمر وأكثره، فالالف كناية عن الكثرة وهو آخر مراتب العدد بحسب الوضع الافرادي عند العرب والزائد عليه يعبر عنه بالتكرير والتركيب كعشرة آلاف ومائة الف وألف ألف. قوله جل جلاله “فَإِنَّها مُحَرَّمَةٌ عَلَيْهِمْ أَرْبَعِينَ سَنَة ” (المائدة 26) الضمير في قوله”فَإِنَّها” راجعة إلى الأرض المقدسة، والمراد بالتحريم التحريم التكويني وهو القضاء، والتيه التحير، واللام في”الْأَرْضِ” للعهد، وقوله”فَلا تَأْسَ” نهي من الأسى وهو الحزن، وقد أمضى الله تعالى قول موسى عليه السلام حيث وصفهم في دعائه بالفاسقين. والمعنى: أن الأرض المقدسة أي دخولها وتملكها محرمة عليهم، أي قضينا أن لا يوفقوا لدخولها أربعين سنة يسيرون فيها في الأرض متحيرين لا هم مدنيون يستريحون إلى بلد من البلاد، ولا هم بدويون يعيشون عيشة القبائل والبدويين، فلا تحزن على القوم الفاسقين من نزول هذه النقمة عليهم لأنهم فاسقون لا ينبغي أن يحزن عليهم إذا أذيقوا وبال أمرهم. بل يؤكده فإن قوله”كَتَبَ اللهُ لَكُمْ” (المائدة 21) كلام مجمل أبهم فيه ذكر الوقت وحتى الأشخاص، فإن الخطاب للأمة من غير تعرض لحال الأفراد والأشخاص، كما قيل: إن السامعين لهذا الخطاب الحاضرين المكلفين به ماتوا وفنوا عن آخرهم في التيه، ولم يدخل الأرض المقدسة إلا أبناؤهم وأبناء أبنائهم مع يوشع بن نون، وبالجملة لا يخلو قوله”فَإِنَّها مُحَرَّمَةٌ عَلَيْهِمْ أَرْبَعِينَ سَنَة ” (المائدة 26) عن إشعار بأنها مكتوبة لهم بعد ذلك. لما كان نوح ابن ستمائة سنة صار طوفان الماء على الأرض. فدخل نوح وبنوه وامرأته ونساء بنيه معه إلى الفلك من وجه مياه الطوفان. ومن البهائم الطاهرة والبهائم التي ليست بطاهرة ومن الطيور وكل ما يدب على الأرض. دخل اثنان اثنان إلى نوح إلى الفلك ذكر وأنثى. كما أمر الله نوحا. قال تعالى “وَلَقَدْ أَرْسَلْنا نُوحاً إِلى قَوْمِهِ فَلَبِثَ فِيهِمْ أَلْفَ سَنَةٍ إِلَّا خَمْسِينَ عاماً فَأَخَذَهُمُ الطُّوفانُ وَهُمْ ظالِمُونَ” (العنكبوت 14). ما جاء في أمر الطوفان في أخبار الأمم وأساطيرهم: قال صاحب المنار في تفسيره: قد ورد في تواريخ الأمم القديمة ذكر للطوفان منها الموافق لخبر سفر التكوين إلا قليلا ومنها المخالف له إلا قليلا. وأقرب الروايات إليه رواية الكلدانيين، وهم الذين وقع الطوفان في بلادهم. قوله عز وجل “تَنَزَّلُ الْمَلائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيها بِإِذْنِ رَبِّهِمْ مِنْ كُلِّ أَمْر” (القدر 4) وظاهر الآية أنها موجود مستقل وخلق سماوي غير الملائكة، ونظير الآية بوجه قوله تعالى “تَعْرُجُ الْمَلائِكَةُ وَالرُّوحُ إِلَيْهِ فِي يَوْمٍ كانَ مِقْدارُهُ خَمْسِينَ أَلْفَ سَنَة ” (المعارج 4).
ان رسالة الانبياء هي الاصلاح “وَأَنْ أَعْمَلَ صَالِحًا تَرْضَاهُ وَأَصْلِحْ لِي فِي ذُرِّيَّتِي” (الاحقاف 15). اوصى الله سبحانه بأمه وأبيه والتأكيد على الام لانها هي التي تحمله وتولده وترضعه لاشهر وتربيه لسنوات وحتى لو كانا مشركين عليك بمعاملتهما بالمعروف. للأم دور كبير في المجتمع ككل. تأتي كلمة وصى بمعنى عهد او كلف حيث كلف الله تعالى الانسان بالاحسان الى امه وابيه واكد على الام التي حملته حتى فطامه ثم تربيته. عن رسالة التقريب للشهيد السيد محمد باقر الحكيم قدس سره: ذكر التوراة لنجاة أبناء نوح، وذكر القرآن لغرق بعض أبنائه. وكذلك ذكر القرآن أن المدة التي لبث فيها نوح مع قومه قبل الطوفان”وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا نُوحًا إِلَى قَوْمِهِ فَلَبِثَ فِيهِمْ أَلْفَ سَنَةٍ إِلَّا خَمْسِينَ عَامًا فَأَخَذَهُمُ الطُّوفَانُ وَهُمْ ظَالِمُونَ” (العنكبوت 14) هي تسعمائة وخمسون عاماً، والتوراة تذكر مدة عمر نوح كلها هي تسعمائة وخمسون عاماً. وقد تأثر بعض الصحابة والتابعين بهذه المعلومات التي وردت في التوراة، فأخذوها عن أهل الكتاب و تناقلوها بينهم وقد يكون بعض هذه المعلومات التي لا تخالف القرآن والتفاصيل صحيحاً ولكن لا يمكن الاعتماد عليه. وبذلك يمكن أن نفهم سمو الهدف القرآني وارتباط نصه بالوحي الإلهي.
جاء في موقع موضوع مفهوم الترادف في اللغة العربية للكاتبة غدير علي: تعريف الترادف في اللغة العربية هو لفظ مُشتق من الفعل (ردف)، كما أنّ الترادف هو اختلاف الألفاظ وتعددها مع تشابه معناها، والمقصود بالترادف في اللغة: التتابُع، فعندما نقول ترادف الشيء أي تبع بعضه بعضا، ويساعد على إثراء اللغة العربية بسبب غناه بالمُترادفات، فالألفاظ تتشابه بالمعاني وإن كانت دلالاتها مُختلفة، فمثلا: (قدح) تختلف عن (كأس) بدلالتهما رغم تقارُب معناهما. اختلاف اللغويون حول ظاهرة الترادف اختلف اللغويون في وجود الترادف في اللغة بين مُؤيد ومُعارض على النحو الآتي: المؤيدون لوجود الترادف ممّن أيّد وجوده الأصمعي (ت216هـ)، وابن خالويه (ت370هـ)، والفيروز آبادي (ت817هـ)، وغيرهم من عُلماء اللغة وذلك بسبب ما يأتي: لا يترتب على وجوده حصول محال. قد بان في اللغة بعد التمعّن في ألفاظها. فمثلاً يُمكن القول (السيف) أو (الحسام)، لأنّ الكلمتين تدلّان على معنى واحد. المُعارضون لوجود الترادف من الذين أنكروا وجوده ابن فارس(ت360هـ)، وأبو علي الفارسي (ت377هـ)، وأبو هلال العسكري (ت395هـ)، وغيرهم من علماء اللغة، وذلك لأنّ كلّ لفظة في اللغة وُضعت لتوصيل فائدة ما، وإذا كان هناك ترادُف، هذا يُؤدي إلى تهميش اللفظ الآخر بحيث يُصبح غير مُفيد، إذًا الاعتراف به يعني هدم الهدف الذي وُضعت لأجله الألفاظ. أسباب حدوث الترادف هناك أسباب عديدة أدّت إلى استخدام أكثر من لفظ لمعنى واحد، منها: اختلاف اللغات عند العرب العرب قبائل، وتحت كلّ قبيلة هناك عشائر وفصائل، ولا بدّ أنّ هذا الاختلاف بالألفاظ والتعدُّد جاء من الفروع، فأدّى إلى اختلاف الدلالة للفظ الواحد باختلاف القبائل التي تنطق به. مثال ذلك: (رووا أنّ أبا هريرة لما قدم من دَوس عام خيبر، لقي النبي صلى الله عليه وسلم وقد وقعت من يده السكين. فقال له: ناولني السكين فالتفت أبو هريرة يمنة ويسرة ولم يفهم ما المُراد بهذا اللفظ، فكرّر له القول ثانيةً وثالثةً وهو يفعل كذلك، ثمّ قال: المدية تريد؟ وأشار إليها، فقيل له: نعم فقال: أو تسمّى عندكم سكينا؟ ثمّ قال: والله لم أكن سمعتها إلّا يومئذ، ودوس بطن من الأزد) الواضع واحد يضع شخص ما لفظين مُترادفين؛ كي يكون المُتكلم حرًا باختيار اللفظ الذي يُناسبه، وليكون هناك أكثر من طريقة للإخبار عن الشيء، فتستطيع أن تقول (الأسد) بدلا من (الأخنس). أسباب لسانية تختلف الألفاظ عن طريق تغيّر يحدُث في أصواتها، وذلك يكون بتغيّر حركة في اللفظ، أو زيادة حروف، أو إزالة حروف، أو قلب مكاني. كلمات مُترادفة في اللغة العربية: فيما يأتي كلمات مُترادفة في اللغة العربية: البيداء والصحراء البيداء هو الفلاة والمفازة المستوية يجرى فيها الخيل، وتكون قليلة الشجر جرداء، أمّا الصحراء هي الأرض المُستوية اللينة تطيف بها حجارة، وتكون واسعة لا نبات فيها ولا جبال. الجسم والجسد الجسم هو ما يكون فيه روح وحركة، والجسد هو ما لا يكون فيه روح وحركة. الحرامي واللص الحرامي هو فاعل الحرام، يسرق في النهار أمام الناس، أمّا اللص فهو يسرق ليلاً بدون علم الناس. الخلاصة أنّ الترادُف هو عبارة عن كلمات مُتعددة ومُختلفة، يكون لها نفس المعنى أو معنى مُتقارب، بالإضافة أنّ هناك كلمات تختلف في دلالتها.
تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط