الدكتور فاضل حسن شريف
قال الله سبحانه في آيات قرآنية فيها حروف القلقة في سورة النبأ “أَلَمْ نَجْعَلِ (قلقلة الجيم الساكنة) الْأَرْضَ مِهَادًا” (النبأ 6)، و “وَخَلَقْنَاكُمْ (قلقلة القاف الساكنة) أَزْوَاجًا” (النبأ 8)، و “وَبَنَيْنَا فَوْقَكُمْ سَبْعًا (قلقلة الباء الساكنة) شِدَادًا” (النبأ 12)، و “وَفُتِحَتِ السَّمَاءُ فَكَانَتْ أَبْوَابًا (قلقلة الباء الاولى الساكنة)” (النبأ 19)، و “ذَلِكَ الْيَوْمُ الْحَقُّ (قلقلة القاف الساكنة عند الوقف) فَمَنْ شَاءَ اتَّخَذَ إِلَى رَبِّهِ مَآبًا” (النبأ 39).
جاء في مفتاح تجويد القرآن الكريم عن القلقلة: (القلقلة مهملة في اللهجات العامية لذلك فاحذر من الخطأ فيها). 1 ـ احرص على إظهار القلقلة بالجهر البالغ فلا تكتفي بإسماع نفسك فمن اكتفى بإسماع نفسه ولم يسمع الجهر إلا نفسه لأن أدنى الجهر إسماع غيره لا إسماع نفسه فمن أسمع القلقلة نفسه فقط (قلقلة ضعيفة) لا يقال إنه أتى بالقلقلة إنما يقال إنه ترك القلقلة فهو لحن وإن كان خفيا. 2 ـ احذر من خلط صوت الحرف المقلقل بحركة من الحركات الثلاث بأن ينقلب إلى حركة كاملة، أو يميل إلى جزء الحركة وجزء الحركة معروف عند القراء بالاختلاص والروم، وهذا لا يصح مثلاً في كلمة (إبراهيم) حتى لا تميل قلقلة الباء إلى حركة الكسرة تأثرًا بالهمزة المكسورة التي تسبقها أو إلى الفتحة التي بعدها على الراء أو إلى الضمة التي تسبق القاف في كلمة (عُقْباها) أو إلى الفتحة التي تسبقها في (تَقْواها) ولتفادي ذلك عند نطقك للكسرة مثلاً تقوم بخفض الفك السفلي لانخفاض الصوت فيجب بعد الانتهاء من أداء الكسرة إرجاع الشفتين إلى وضعهما الطبيعي لأداء الساكن مثل (إبراهيم) أما الضمة عند أدائها تضم الشفتين ضمًّا في العين من (عُقباها) فيجب بعد الانتهاء من أداء الضمة إرجاع الشفتين إلى وضعهما الطبيعي لأداء الساكن المقلقل، وكذلك الفتحة عند أدائها يفتح الفم فتحًا أفقيا إذا كان الحرف الذي يسبق الحرف المقلقل مرققًا ويفتح الفم فتحًا رأسيا إذا كان الحرف الذي يسبقه مفخمًا، ثم إرجاع الشفتين إلى وضعهما الطبيعي لأداء الساكن المقلقل. فالحرف المقلقل لا تصاحبه حركة ولا فتح للفم ولا انضمام للشفتين ولا انخفاض للفك السفلي حتى لا تتأثر القلقلة بما قبلها أو بعدها من الحركات. 3 ـ احذر من ختم صوت المقلقل الموقوف عليه بهمزة مثل (الفلق) وهذا لا يصلح لأنه زيادة حرف في كتاب الله. 4 ـ احذر من مط صوت القلقلة وكأنك تفتعلها وخصوصًا في القراءة البطيئة فلا يجوز التطويل لأن الحروف المقلقلة حروف شديدة وزمنها أقصر من زمن الحروف الرخوة والمتوسطة. 5 ـ إذا كان حرف القلقلة قبل الحرف الأخير في كلمة موقوف عليها مثل (القدرْ) الدال مقلقلة والراء ساكنة غير مقلقلة يجب الحذر من أن يميل سكون الدال إلى الكسر. 6 ـ عند الوقف على نحو (العهد) يراعى سكون الهاء قبل الدال المقلقلة.7 ـ عند اجتماع حرفين مقلقلين وقفًا مثل (العبْدْ) عليك بقلقلة الباء والدال واحذر من قلقلة إحداهما وترك الأخرى أو أن يميل سكون الباء إلى الكسر.
قال الله تعالى في آيات قرآنية فيها حروف القلقة في سورة النازعات “وَالسَّابِحَاتِ سَبْحًا (قلقلة الباء الساكنة)” (النازعات 3)، و “فَالسَّابِقَاتِ سَبْقًا (قلقلة الباء الساكنة)” (النازعات 4)، و “فَإِنَّمَا هِيَ زَجْرَةٌ (قلقلة الجيم الساكنة) وَاحِدَةٌ” (النازعات 13)، و “اذْهَبْ (قلقلة الباء الساكنة) إِلَى فِرْعَوْنَ إِنَّهُ طَغَى” (النازعات 17)، و “فَأَرَاهُ الْآيَةَ الْكُبْرَى (قلقلة الباء الساكنة)” (النازعات 20)، و “إِنَّ فِي ذَلِكَ لَعِبْرَةً (قلقلة الباء الساكنة) لِمَنْ يَخْشَى” (النازعات 26)، و “فَإِذَا جَاءَتِ الطَّامَّةُ الْكُبْرَى (قلقلة الباء الساكنة)” (النازعات 34).
عن موقع اقرأ ما القلقلة الكبرى والصغرى: أنواع القلقلة أو مراتب القلقلة: للقلقلة مرتبتان: كبرى، وصغرى. القلقلة الكبرى: عند الوقوف على واحد من حروف القلقلة الخمسة في آخر الكلمة، مثل: “بربِّ الفلقِ”، “إذا وقَبَ”، “في العقَدِ”، “إذا حسَدَ”. “تَبَّتْ يَدَا أَبِي لَهَبٍ وَتَبَّ“، “وَالرُّكَّعِ السُّجُودِ“، “وَجَاءَتْ سَكْرَةُ الْمَوْتِ بِالْحَقِّ“، في هذه الآيات، وغيرها الكثير. الذي تلاحظه هنا أنك تقف على حرفٍ متطرف، أي في آخر الكلمة، ولا تسكت عنده، وكذلك لا تصله، وإنما “تقلقِلُه”، وهنا القلقلة كُبرى. وانتبه أن تسقط في خطأ أن تزيد حرفًا بدلًا من القلقلة، أو تزيد حركةً، وإنما هي مجرد “قلقلة” فقط، حتى لو كانت كبرى. أما القلقلة الصغرى: فهي التي تقف فيها على الحرف الساكن في وسط الكلمة، وتكون فيها القلقلة بنسبةٍ أو مرتبةٍ أقل من الكبرى، مثلما في الأمثلة التالية: “نُطْعِم”، هنا لا نسكّن الطاء ولا نعطيها حركة، وإنما نقلقلها “نُطْعمُ المسكين”، وكذلك: “بِعِجْلٍ”، “قبْلهم”، “أقْسِمُ”، “يبخلون”، “السقف”، “اقْتَرَبَت”، “تقْنط”. وغيرها من الآيات. وإنه مع قراءة هذا الحكم، بهذه الصورة، يتطلب منك الأمر أيضًا سماعه، وأن تراجع فيه شيخًا مجيدًا مُجازًا في علم التجويد لكتاب الله عز وجل، وتتلو عليه ليصحح لك، ويدربك يومًا بيوم، ويعلمك الحُكم حتى تجيده تمامًا. ويسعدنا أن نكون حلقة الوصل في منصة اقرأ بينك كمتعلم، وراغبٍ في تلاوة كتاب الله دون خطأ أو لحن، وبين شيوخنا وقرائنا وحفظتنا ومعلمينا المجيدين المجازين من كبار العلماء والمقرئين في الأزهر الشريف وغيره من منابر الإسلام، وقلاع العلوم الشرعية.
قال الله عز وجل في آيات قرآنية فيها حروف القلقة في سورة عبس “وَمَا يُدْرِيكَ (قلقلة الدال الساكنة) لَعَلَّهُ يَزَّكَّى” (عبس 3)، و “مِنْ نُطْفَةٍ (قلقلة الطاء الساكنة) خَلَقَهُ فَقَدَّرَهُ” (عبس 19)، و “ثُمَّ أَمَاتَهُ فَأَقْبَرَهُ (قلقلة الباء الساكنة)” (عبس 21)، و “كَلَّا لَمَّا يَقْضِ (قلقلة القاف الساكنة) مَا أَمَرَهُ” (عبس 23)، و “ثُمَّ شَقَقْنَا (قلقلة القاف الساكنة) الْأَرْضَ شَقًّا” (عبس 26)، و “ضَاحِكَةٌ مُسْتَبْشِرَةٌ (قلقلة الباء الساكنة)” (عبس 39).
جاء في موقع الدكتور السيد حسين علي الحسيني عن أحكام التلاوة: أقسام المثلين وإخوانه: إن كل واحد من المثلين وإخوانه ينقسم إلى ثلاثة أقسام هي: – أولا: الصغير: ويتحقق هذا النوع عندما يكون الحرف الأول من المتماثل أو المتجانس، أو المتقارب، أو المتباعد ساكنا، والحرف الثاني متحرك، فالمتماثل الصغير نحو الكاف مع الكاف في (يدركْكّم)، والمتجانس الصغير نحو التاء مع الطاء في (قالت طائفة). ثانيا: الكبير: ويكون عندما يأتي حرفا المتماثل أو المتجانس أو المتقارب أو المتباعد متحركين، فمثال المتماثل الكبير في (جعلَ لَكم)، ومثال المتجانس الكبير نحو، (الصالحاتِ طُوبى). ثالثا: المطلق: ويتحقق إذا جاء الحرف الأول من المتماثل أو أحد إخوانه متحركا، والثاني ساكنا، فمثال المتماثل المطلق (ضلَلْنا). وبهذا يصبح للتقاء الحروف اثنا عشر قسما، فالمتماثل وإخوانه أربعة، وكل واحد منها يقسم إلى: صغير وكبير ومطلق، وزيادة في التوضيح انظر جدول.
تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط