2024-04-08
وصفت اللجنة الدولية للصليب الأحمر، أن العراق أحد أكثر البلدان تلوثاً بالألغام في العالم، وتناولت بعض القصص لأطفال عراقيين لحقت بهم إصابات بالغة بسبب الأجسام غير المنفجرة في بغداد ونينوى والديوانية، لكنهم مضوا بحياتهم، فيما تساهم منظمة الصليب الأحمر في تهيئة بيئات أكثر أماناً للاطفال من خلال برامج التوعية.
وقالت اللجنة الدولية في تقرير على موقعها الإلكتروني، ، إن إحصاءات منظمة “يونيسيف” الأممية تشير إلى أن الأطفال بشكل خاص معرضون لمخاطر مخلفات الحرب، حيث قتل أو جرح 519 طفلاً في العراق بين عامي 2017 و2022 بسبب الذخائر غير المنفلقة.
وتناول التقرير تجربتيّ الطفلين فاضل وشجاع، وهما من بغداد، عندما كانا يلهوان بالقرب من منزلهما ووقعت المأساة، فخلال التخلص من القمامة في قطعة أرض فارغة، انفجر جسم من مخلفات الحرب، مما أدى لإصابتهما، مضيفاً أن شجاع تعافى سريعاً من إصابته، لكن فاضل أصيب بجروح خطيرة في ساقيه، حيث بدأ رحلة طويلة لكي يتعافى.
أما في محافظة نينوى في الشمال والتي مزقتها الحرب، فقد تناول التقرير تجربة الطفلة سندس التي تبدلت حياتها إلى الأبد خلال سنوات الحرب من العام 2014 إلى العام 2017، إذ أنها بينما كانت تحاول النزوح مع عائلتها بحثاً عن الأمان، داست على لغم وفقدت ساقيها بالانفجار.
وتابع التقرير أن الطالب حسين واجه مصيراً مشابهاً في محافظة الديوانية، إذ أنه خلال عودته إلى المنزل من مدرسته، انفجر به لغم من مخلفت الحرب بينما كان يلعب بالقرب منها ففقد ساقه اليمنى وعدة أصابع في يده، مشيراً إلى أنه برغم المصاعب التي واجهها، إلا أنه بدأ في طريق التعافي ويحاول تحقيق أحلامه بدعم من عائلته.
وذكر التقرير أن الصليب الأحمر الدولي يركز على حماية الأطفال وتقليص المخاطر التي يواجهونها من خلال توفير الدعم والخبرة، ومساعدة المجتمعات المحلية على تهيئة بيئات آمنة أكثر للأطفال من خلال دورات التوعية بمخاطر الأجسام المتفجرة من مخلفات الحرب، في المدارس بأنحاء العراق كافة.
وتابع التقرير قائلاً إن العراق باعتباره أحد أكثر البلدان تلوثاً في العالم، فأنه في مواجهة إرث متواصل مرتبط بالحروب الماضية، بما في ذلك الألغام الأرضية والذخائر العنقودية.
ولفت إلى أن البصرة خصوصاً، تذكر بشكل كبير بهذا الواقع، حيث يبلغ معدل التلوث بالأجسام غير المنفجرة فيها ما مساحته 1200 كيلومتر مربع، مما يجعلها واحدة من أكثر المدن تلوثاً على مستوى العالم.
وبحسب التقرير، فإن الصليب الأحمر يلعب دوراً حيوياً في معالجة هذه الأزمة، حيث يوفر الدعم الأساسي للمتضررين من مخلفات الحروب، وهو يوفر الأمل لهؤلاء المضطرين للتعامل مع الإصابات من خلال المساعدات المالية وحملات التوعية وإعادة التأهيل الجسدي.
وبرغم هذه الجهود، قال التقرير إن التحديات ما تزال قائمة، خصوصاً في ظل وجود الملايين من النازحين والعائدين، حيث هناك تهديد مستمر لسلامتهم بسبب استمرار وجود المخلفات القابلة للانفجار، وهو ما يعرقل أيضاً قدرتهم على الوصول إلى الخدمات الأساسية ويعرقل عملية إعادة إعمار منازلهم ومجتمعاتهم.
ورأى التقرير أنه بينما يعمل العراق من أجل التعافي، فإن القصص التي تمثل شجاعة الأطفال مثل شجاع وفاضل وسندس وحسين، هي بمثابة إلهام بالأمل، وهم برغم المصاعب التي يواجهونها، فأنهم يظهرون التصميم على إعادة بناء حياتهم.
وأشار التقرير إلى أن اللجنة الدولية للصليب الأحمر تواصل العمل من أجل تطبيق سياسات تؤكد على أولوية سلامة المدنيين، وأنه عبر التعاون مع مختلف الجهات المعنية الحكومية وغير الحكومية، فإن الصليبب الأحمر يسعى إلى خلق مستقبل تتمكن فيه المجتمعات المحلية من الحياة بدون خوف من مخلفات الحرب.
وختم التقرير بالتعريف عن اللجنة الدولية للصليب الأحمر قائلاً إنها تساعد الأشخاص المتضررين من النزاعات المسلحة وأعمال العنف الأخرى في أنحاء العالم كافة، وتعمل من أجل حماية حياتهم وكرامتهم والتخفيف من معاناتهم، كما تسعى إلى تعزيز القانون الإنساني ومناصرة المبادئ الإنسانية العالمية والأنشطة التي تساهم في إنقاذ حياة الناس في مناطق النزاع والعمل بشكل وثيق مع المجتمعات المحلية لفهم احتياجاتهم وتلبيتها.
تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط