2024/04/20
عادل سعد
•يرتفع الجنرال حين يحرص على قيمة الرتب التي نالها لصالح الرفعة والترفع الامين المستند للتواضع والانصراف الى مايخدم البلاد في اطلالات موزونة تليق بمجده العسكري مهما كانت معالمه
•منذ اكثر من نصف قرن ، وأنا على صلة مع المحتوى العسكري الاجتماعي العام ، معرفةً مع منتسبين بسطاء ،وضباط برتب متنوعة، منهم الراحل الفريق ذائع الصيت عبد الجبار شنشل وقد اجريت معه اكثر من مقابلة صحفية بأسئلةٍ لم تكن مألوفة ،كان ودودا جداً ، ولكن بصرامة عسكري محترف ، ومنهم الجنرال أسماعيل تايه النعيمي (ابو الشهيد)حين كان التوجه العام في ثمانينات القرن الماضي ان يدّون القادة العسكريون ما لديهم من مواقف لتعريف الاجيال القادمة بها
•لقد تم الاتفاق مع النعيمي ان يسرد لي سيرته العسكرية لكي احررها واعدها مذكرات له وفعلا التقيت به مرة واحدة في منزله ولكن شاءت الاحداث ان لا يرى هذا المشروع النور مع اني والنعيمي كنا متحمسين له ،
•من الجنرالات الذين أعتز بالتعرف عليهم وربطتني صداقة قصيرة معه اللواء عبد محسن خليل مدير الشرطة العام الاسبق حيث تبادلنا الزيارات المنزلية اكثر من مرة واحدةٍ بعد احالته على التقاعد وقد اشرت في مقال سابق نشرته في صحيفة الزمان الى المنزلة التي يتمتع بها هذا الانسان المبجل .
•الاسبق والاهم ، ما استوقفني بشخصية المفكر والباحث اللواء محمود شيت خطاب الذي أغنى المكتبة العربية بالمزيد من المؤلفات الناضجة وحصل على عضوية شرف ومشاركة في عدد من المجامع العلمية العربية .
•وانظر بالمزيد من التقدير لعسكريين عراقيين انصرفوا الى التدريس والتفرغ لأفادة وطنهم علما وبحثا ،منهم الفريق الدكتور ياسين الركابي الذي توج تقاعده في الانضمام الى احد الصروح العلمية الاكاديمية عميدا لها .
وهناك في الواقع العراقي عسكريين عراقيين اخرين يستحقون الثناء .
•بالمقابل يسقط الجنرال حين يرتضي لنفسهِ ان يتفاخر في فسحة اعلامية وهو في زيه العسكري ليتداول بمفردات لا يليق بحضوره المهيب
•يسقط الجنرال حين يتخلى عن قيمته العسكرية والمدنية الوطنية لصالح ارتصافات طائفية ومناطقية يتزين بها ، ويصرف عليها المزيد من الحضور بينما عليه ان يكون محاطاً بالمنزلة الوطنية .
•يسقط الجنرال حين يفتقد الاحساس بالرتب التي تزين كتفيه ويتدحرج الى قاع الابتزاز والتهديد والدخول الى اسواق الرشوة وملاحقة الشرفاء حصرياً . هناك عينةً الان مازالت وقائعها طازجة تخضع للملاحقة التشخيصية ، ولا يجوز الخوض بحقيقة ما أرتكبت من أخطاء انتظاراً للحكم القضائي بشأنها .
• يسقط الجنرال حين يكون استعراضياً في مواقفه على ايقاع نجوم الفن فيستطعم اغراءات الاعلام لمجرد اشباع فقر الموقع الذي يعاني منه برغم كل الجاه الذي يتمتع به .
•يسقط الجنرال حين يتخذ من المنزل الذي يسكنه قلعة على حساب منازل جيرانه ويستغل الحراسة التي تحميه الى ابتزاز المكان ، بل والحي ايضا على غرار استعراض الطواويس .
بالخلاصة التحليلية الاضافية ، لا تستقيم أوليات عسكري اياً كان موقعه ، منتسب ، او برتبة معينة، إلا ان يكون حضوره على درجة من الحذر .،بل والحساسية ،أي أن يكون كل شيء محسوب لديه بدقةٍ .
•وهكذا يُحسب الطلوع الاعلامي لأحد الجنرلات في الموصل خلال الايام القليلة الماضية زلة موقف ، أو مجرد طمع بالظهور ،اختبار ردود افعال كان ينتظر أن تكون إيجابية ولذلك أخذ راحته بالحديث وإنتقاء مفردات لا تقال إلا بمجالس خاصة ، ولا يجوز ان يتسرب ما جرى فيها .
• لقد مَسكَ المگرفون وتكلم وهو يتبختر على المنصة بدون اي حذر تحتمه الرتبة التي يحملها بوصفها عنواناً امنياً لحماية الموصل .
الامر يستحق الفحص حقاً ،هل ذهب عن ذهنه ان الجميع من في القاعة لديهم هواتف تستطيع ان تصور حتى الانفاس ، هل هناك من دفعه لأن يتصدر مناسبة خيرية بهذه الطريقة الفجة التي لا تليق برتبتهِ .
•في كل الاحوال ، عليه الاعتذار وبذلك يــــــــــــــكون قد أمتــــــــــــلك شجاعة الاعتراف بالخطأ ، أعظم فضائل الانــــــــــــسان ، واشرف عــــــــــــقوبة يقررها لنفسه.
تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط