إكرام صعب
2024-05-19
استطاع اللقاء الثقافي الذي انعقد عصر يوم الأربعاء في مقر النادي الثقافي العربي في بيروت أن يؤكد على دور بيروت الثقافي والأدبي
أمسية ثقافية بإمتياز سلطت الضوء على جديد إصدارات الشاعر العربي الدكتور عبد الحسين شعبان ،”جواهر الجواهري” دعت اليها رئيسة النادي الثقافي العربي في بيروت السيدة سلوى السنيورة بعاصيري وحضرها مجموعة من الباحثين والمثقفين تقدمهم رئيس الوزراء الأسبق فؤاد السنيورة ونخبة من المثقفين العرب واللبنانيين والإعلاميين وعشاق هذا النوع من الأدب .
ضيف الأمسية، المفكر والأكاديمي عبد الحسين شعبان الذي تحدث بإسهاب عن علاقته بالشاعر من خلال اصداراه “جواهر الجواهري”
أدارت اللقاء رئيسة النادي سلوى السنيورة بعاصيري وحاورته الصحافية والأديبة نوال الحوار السنيورة بعاصيري
استهلت الأمسية بكلمة رئيسة النادي ، قالت فيها “في ظل الاحداث العصيبة التي تعصف بلبنان وأهله، وإزاء التجاوزات اللاإنسانية التي تحاصر أهل غزة وأطفالها، والإرتكابات الوحشية التي تفاخر إسرائيل بها وتسكت عنها دول القرار بل وتبررها، نظم النادي الثقافي العربي لقاءً ليس بعيداً عن صدى تلك الأحداث وتداعياتها.”
أضافت “هو لقاء لا ليستذكر أحد أعمدة الشعر العربي فقط ، بل ليسلط الضوء على شخصيةٍ فجرت بشعرها المشاعر الوطنية داخل الوطن الأم والعالم العربي، وحملت القضية الفلسطينية في ضميرها والوجدان، منشدةً في أيار من العام 1938 ما يصلح ليومنا هذا:
إن دماً في ِفلسطين هضيماً نطقا
عربياً سال من أفئدة عربيات تلظَّت حُرَقا
صبغ الأرض والقى فوقها من فداء وإباء شفقا
تحمل الريحُ الى أرجائها من زكيّات الضحايا عبقا
هكذا تُعِلنُ صرعى أمُّةٍ أن شعباً من جديد خلِقا
وتابعت السنيورة بعاصيري “هو الشاعر محمد مهدي الجواهري الذي أكدت الكتابات العديدة حوله أنه لم يكن شاعراً وحسب بل هو حالة شعرية متكاملة استولدت موضوعات متنوعة من خارج المعتاد والمكرر لتخلق علاقة عضوية بين الخاص والعام والمحلي والكوني والأصالة والحداثة.”
وتابعت” حول هذه الشخصية وضع الكاتب عبد الحسين شعبان في العام 1986 مؤلفه “الجواهري في العيون من أشعاره” اُعتُبِر في حينه من أبرز الإصدارات التي ضمت أعمال الجواهري الشعرية، فتوالت طباعته على مدى ربع قرن من الزمن، اخترق عبد الحسين شعبان انسيابها في عام 1997 بمؤلف ثان بعنوان “الجواهري جدل الشعر والحياة”، عاكساً صدى معرفته بالبيئة الشعرية الحاضنة للجواهري، ليعود ويتحفنا مطلع العام 2024 بطبعة منقحة ومزادة عن مؤلفه الأول، جاعلاً له عنوان “جواهر الجواهري” بعد أن تبنت دار سعاد الصباح للإبداع والثقافة اصدار نسخته المحدثة، لتكون أكثر شمولاً وكمالاً سيما وأن المختارات الشعرية التي ضمها المؤلف حظيت في حينه بمباركة الجواهري واطلاعه.”
وختمت ” هو الإصدار الذي التقينا حوله ليشرح لنا الكاتب شعبان ظروف ومبررات اعداده، وأحاطنا بعلاماته الفارقة في إطار حوارٍ تجريه وإياه الشاعرة والإعلامية المميزة نوال الحوار.”
من هو عبد الحسين شعبان ؟
وأوضحت السنيورة بعاصيري أن ” المفكر والحقوقي الدكتور عبد الحسين شعبان الحائز دكتوراه في القانون في عام 1977 ووسام أبرز مناضل لحقوق الإنسان في العالم العربي في العام 2003. صدر له أكثر من 80 كتاباً في مواضيع عدة في صدارتها القانون الدولي والدستوري والسياسي، والنزاعات الدولية والفكر المعاصر والثقافة والأدب والنقد وسواها”
نوال الحوار
بدورها قالت الأديبة والكاتبة نوال الحوار ” أن الشاعر الدكتور عبد الحسين شعبان هو من الجيل الثاني للعراقيين وهوباحث في القضايا الاستراتيجية وخبير في قضايا حقوق الانسان اسهم في العديد من المحاضرات العربية والدولية”
وعن الكتاب قالت الحوار” هو ترجمة عملية لكل شعر الجواهري طيلة 7 عقود ونصف “لافتة انه “يركز على الشعر الجواهري ويوثق عدة وثائق أكاديمية شعرية صادقة”
شعبان..اللقاء أمسية بيروتية عريقة
وتحدث بعد ذلك ضيف اللقاء الشاعر عبد الحسين شعبان فألقى الضوء على العلاقة الوطيدة التي كانت تربطه بالجواهري، ووصف اللقاء بأنه ” أمسية بيروتية عريقة شاكراً للسنيورة بعاصيري دعوتها ”
وأردف” من الصعب الولوج في عالم الجواهري لأنه بمثابة قلعة حصينة عالية ، فالجواهري كان ابن المتناقضات درس عند الشيوخ لبعض الوقت وكان والده “يجبره” على حفظ الشعر لكنه استطاع ان يحفظ في يوم واحد 400 بيت شعري”.
ولفت شعبان إلى أن “الجواهري عاش في بيت يتنفس الشعر وأمضى حياته مخلصاً له. ”
كما تطرق إلى “مسيرة حياته المفعمة بالتناقضات والتي عاشها في أكثر من منفى في باريس ودمشق وبراغ”
وقال شعبان ” دفعت الجواهري في كثير من الأحيان الصدامات وكانت سبباً لمعظم كتاباته الشعرية ، وذكر منها قصيدة أم عوق (راعية الأغنام) متطرقاً الى ظروف كتابتها ”
وأوضح “أن الجواهري دُعي ذات مرة إلى بيروت وتحديداً الى مهرجان الأخطل الصغير عام 1961 وكتب يومها قصيدة للبنان من الطائرة ”
وتابع “انتقل الجواهري من لبنان إلى برلين ،لكن برلين لم تكن المكان المناسب له فبقي في المنفى في براغ لمدة 7 سنوات حيث كتب في بداية منفاه قصيدة “يا دجلة الخير يا أم البساتين”.
كما تطرق شعبان في اللقاء الى” أواصرالعلاقة الوطيدة التي كانت تربطه بالجواهري والتي بدأت عائلية بحكم الجيرة في السكن ”
كما تحدث عن الناحيتين السياسية والإجتماعية في حياة الجواهري
ونوه شعبان “بدور الشاعرة الكويتية الدكتورة سعاد الصباح في إصدار الكتاب ومدى احترامها لشعر الجواهري “.
وعرّج الضيف في اللقاء للحديث عن دور المرأة في حياة الجواهري وقال ” كان للمرأة المكانة الخاصة في شعره” لافتا الى أن “علاقة الجواهري بالمرأة كانت عابرة ومحدودة ولكنه تزوج أكثر من مرة فالمرأة تركت أثراً بالغاً في شعره”
وأشار إلى أن ” الجواهري إستطاع أن يملك قصائد ارتقت الى منزلة العبقرية ”
وعن مميزات الكتاب قال شعبان ” انه يحمل فهرسة مميزة وتبويباً خاصاً ، ويتضمن قصيدة خص بها الجواهري حيث استمرت العلاقة بينه وبين الجواهري زهاء ثلاثين عاماً ”
وعن فلسطين قال شعبان “عاشت فلسطين في ضمير الجواهري” لافتا الى “قصيدة يافا التي كتبها عام 1945 ، وكأن الجواهري كان يتنبأ في ذلك الزمن أن يافا اتجهت الى اتجاه اللاعودة”
واختتمت الأمسية بحوار ونقاش دار بين الحضور والضيف حول الكتاب وحول علاقة الشعراء العراقيين القدامى بالجدد وعلاقة شعبان بالشعراء و حول أثر الجواهري في نفس شعبان وحول دور العاصمة اللبنانية بيروت في مسيرة الشعراء العرب .
گولان میدیا
تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط