الدكتور فاضل حسن شريف
عن مركز الأبحاث العقائدية: بعد هلاك فرعون ومن اتبعه ونجاة بني إسرائيل، ظهرت مواقف أخرى بين موسى عليه السلام وبني إسرائيل، منها أن جماعة من بني إسرائيل أصروا على موسى عليه السلام برؤية الله سبحانه، وإلا فلن يؤمنوا به، وأخيراً اضطر موسى أن يختار سبعين نفراً من بني إسرائيل، وأخذهم إلى الوادي المقدس (طور)، وهناك طلب من الحضرة الربوبية هذا الطلب. فأوحى الله إلى موسى عليه السلام: “لن تراني” (الاعراف 143) وبهذا الجواب اتضح لبني إسرائيل كل شيء، لذلك يكون طلب موسى عليه السلام من لسان قومه نتيجة لاِصرارهم وضغطهم عليه، وحينما أرسل الله الزلزلة والصاعقة إلى المرافقين لموسى والبالغ عددهم سبعين نفراً وهلاكهم، قال موسى عليه السلام مخاطباً ربه: “أتهلكنا بما فعل السفهاء منا” (الأعراف 143).
وعن التفسير الكاشف للشيخ محمد جواد مغنية: قوله تعالى “وإِنَّ إِلْياسَ لَمِنَ الْمُرْسَلِينَ” (الصافات 123). قال المفسرون: الياس هو واحد من أنبياء بني إسرائيل، وإن نسبه ينتهي إلى هارون. وجاء في الموسوعة الإلكترونية لمدرسة أهل البيت عليهم السلام التابعة للمجمع العالمي لأهل البيت عليهم السلام: النبي إلياس عليه السلام، هو إلياس بن ياسين أحد أنبياء بني إسرائيل من ولِد هارون بن عمران، والمعروف في القرآن الكريم بإلياس، وفي الكتاب المقدس بإيليا، ورد اسمه في القرآن الكريم مرتين. أصبح نبياً في زمن آحاب وهو أحد ملوك بني إسرائيل، وكان إلياس عليه السلام مأموراً بمنع الناس من عبادة الأصنام. بعد أن انقطع رجاؤه وآيس من هداية الناس طلب الموت من الله تعالى، فرفعه الله من بين أظهرهم وأخفاه عنهم، ونصَّب اليسع خليفةً عنه. هويته: النبي إلياس هو إلياس بن ياسين بن فنحاص ابن العيزار، هو أحد أنبياء بني إسرائيل. عن النبي يحيى عليه السلام: هو أحد أنبياء بني إسرائيل، أصبح نبياً وهو في عمر الصبا. ذكر القرآن قصة ولادته كمعجزة إلهية بعد شيخوخة أبيه النبي زكريا عليه السلام وعقم أمه. روي عن الإمام السجاد عليه السلام أن ملك بني إسرائيل وقع في حب إحدى محارمه وأراد أن يتزوجها، وقد عارض النبي يحيى هذا الفعل، وبإغراء من أمها جعلت هذه الفتاة رأس يحيى شرطاً لزواجها، فأرسل ملك بني إسرائيل رأس يحيى في وعاء من ذهب إليها، وكان دمه ينبع ويجري على الأرض، فحاول قوم بني إسرائيل أن يضعوا التراب على هذا الدم ليختفي لكنه لم ينقطع، وكان هذا الدم ينبع حتى تولى بخت نصر على بني إسرائيل وقتل منهم عدة آلاف، وانتقم لدم يحيى.
جاء في الدرر السنية عن تعريف اليهودية: هي ديانة العبرانيين المنحدرين من إبراهيم عليه السلام والمعروفين بالأسباط من بني إسرائيل الذين أرسل الله إليهم موسى عليه السلام مؤيداً بالتوراة، ليكون لهم نبيًّا. واليهودية ديانة يبدو أنها منسوبة إلى يهود الشعب، وهذه بدورها قد اختلف في أصلها، وقد تكون نسبة إلى يهوذا أحد أبناء يعقوب، وعممت على الشعب على سبيل التغليب. اليهودية: مصطلح حادث يطلق على الديانة الباطلة المحرفة عن الدين الحق الذي جاء به موسى عليه السلام. ولعل هذا هو التعريف الصحيح لليهودية، ومن خلاله يتبين الخلل في بعض التعريفات التي تقول: إنها الدين الذي جاء به موسى – عليه السلام -. أو: إنها دين موسى عليه السلام. وهذا خطأ، إذ موسى عليه السلام لم يجئ باليهودية، وإنما جاء بالإسلام – بمفهومه العام- الذي يعني الاستسلام لله وحده، فهو دين جميع الأنبياء من لدن نوح إلى محمد عليهم السلام. قال الله عز وجل عن إبراهيم عليه السلام: “مَا كَانَ إِبْرَاهِيمُ يَهُودِيًّا وَلاَ نَصْرَانِيًّا وَلَكِن كَانَ حَنِيفًا مُّسْلِمًا وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ” (ال عمران 67). وقال – تبارك وتعالى – عن موسى عليه السلام: “وَقَالَ مُوسَى يَا قَوْمِ إِن كُنتُمْ آمَنتُم بِاللّهِ فَعَلَيْهِ تَوَكَّلُواْ إِن كُنتُم مُّسْلِمِينَ” (يونس 84). وقال عن عيسى عليه السلام: “فَلَمَّا أَحَسَّ عِيسَى مِنْهُمُ الْكُفْرَ قَالَ مَنْ أَنصَارِي إِلَى اللّهِ قَالَ الْحَوَارِيُّونَ نَحْنُ أَنصَارُ اللّهِ آمَنَّا بِاللّهِ وَاشْهَدْ بِأَنَّا مُسْلِمُونَ” (ال عمران 52). فهذا هو الإسلام العام الذي جاء به جميع الأنبياء.أما الإسلام الخاص فهو: شريعة القرآن التي جاء بها محمد. وهذا الإسلام الخاص يشترك مع كافة الشرائع بالتوحيد والأصول، ويختلف في تفصيل بعض الشرائع. ومن خلال ما مضى يتبين أن اليهودية ديانة باطلة محرفة عن الدين الحق الذي جاء به موسى عليه السلام. سبب التسمية: سميت اليهودية بذلك نسبة إلى اليهود، وقد تعددت أسباب تسمية اليهود بهذا الاسم، فقيل في ذلك أقوال منها: -1 أنهم سموا يهوداً نسبة إلى يهوذا بن يعقوب، الذي ينتمي إليه بنو إسرائيل الذين بعث فيهم موسى عليه السلام فقلبت العرب الذال دالاً. -2 نسبة إلى الهَوَد: وهو التوبة، والرجوع، وذلك نسبة إلى قول موسى عليه السلام لربه: إِنَّا هُدْنَا إِلَيْكَ” (الأعراف 156) أي: تبنا ورجعنا إليك يا ربنا.قال ابن منظور: الهود: التوبة، هادَ يهود هوداً، وتهوَّد: تاب ورجع إلى الحق، فهو هائد، وقومٌ هُوْد مثل حائك وحُوك، وبازل وبُزْل -3 نسبة إلى التقرب والعمل الصالح، قال زهير بن أبي سلمى: سوى رَبَعٍ لم يأتِ فيه مخافةً * ولا رهقاً من عابد متهود، فالمتهود: المتقرب، والتهود: العمل الصالح -4 من الهوادة، وهي المودة، فكأنهم سموا بذلك، لمودة بعضهم بعضاً.
عن المجلسي عن أمالي الصدوق: عن أبن المتوكل، عن السعد آبادي، عن البرقي، عن أبيه، عن أحمد بن النضر، عن أبي جميلة، عن سعد بن ظريف، عن الأصبغ، عن علي عليه السلام قال: إن اليهود أتت امرأة منهم يقال لها: عبدة، فقالوا: يا عبدة قد علمت أن محمدا قد هد ركن بني إسرائيل، وهدم اليهودية، وقد غالى الملأ من بني إسرائيل بهذا السم له، وهم جاعلون لك جعلا على أن تسميه في هذه الشاة، فعمدت عبدة إلى الشاة فشوتها ثم جمعت الرؤساء في بيتها وأتت رسول الله صلى الله عليه وآله ونفس الحادثة حصلت ولكن نورد المهم وهو (فقام رسول الله صلى الله عليه وآله ومعه علي عليه السلام وأبو دجانة وأبو أيوب وسهل بن حنيف وجماعة من المهاجرين، فلما دخلوا وأخرجت الشاة سدت اليهود آنافها بالصوف، وقاموا على أرجلهم، وتوكأوا على عصيهم، فقال لهم رسول الله صلى الله عليه وآله: اقعدوا، فقالوا: إنا إذا زارنا نبي لم يقعد منا أحد، وكرهنا أن يصل إليه من أنفاسنا ما يتأذى به، وكذبت اليهود عليها لعنة الله، إنما فعلت ذلك مخافة سورة السم ودخانه، فلما وضعت الشاة بين يديه تكلم كتفها فقالت: مه يا محمد لا تأكلني فإني مسمومة، فدعا رسول الله صلى الله عليه وآله عبدة فقال لها: ما حملك على ما صنعت؟ فقالت: قلت: إن كان نبيا لم يضره، وإن كان كاذبا أو ساحرا أرحت قومي منه، فهبط جبرئيل عليه السلام فقال: السلام يقرئك السلام ويقول: قل: بسم الله الذي يسميه به كل مؤمن، وبه عز كل مؤمن، وبنوره الذي أضاءت به السماوات والأرض، وبقدرته التي خضع لها كل جبار عنيد، وانتكس كل شيطان مريد، من شر السم والسحر واللمم، بسم العلي الملك الفرد الذي لا إله إلا هو، “وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاءٌ وَرَحْمَةٌ لِّلْمُؤْمِنِينَ ۙ وَلَا يَزِيدُ الظَّالِمِينَ إِلَّا خَسَارًا” (الاسراء 82) فقال النبي صلى الله عليه وآله: ذلك، وأمر أصحابه فتكلموا به، ثم قال: كلوا ثم أمرهم أن يحتجموا).
تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط