النرويج تبدي استعدادها لاعتقال نتنياهو وغالانت ….ثلاث دول تعترف رسمياً بدولة فلسطين والقرار يدخل حيز التنفيذ في 28 أيار الحالي


2024/05/23
أعلنت كل من النرويج وإيرلندا وإسبانيا، اعترافها رسميا بدولة فلسطين اعتبارا من 28 مايو/أيار الجاري، فيما أكد وزير خارجية النرويج، إسبن بارث إيدي، أنه في حال إصدار المحكمة الجنائية الدولية مذكرة اعتقال بحق رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، فإن أوسلو ملتزمة بإلقاء القبض عليه إذا زارها.
وقبل هذا التطور، سبق أن اعترفت 8 بلدان أعضاء في الاتحاد الأوروبي بدولة فلسطين، وهي: بلغاريا وبولندا وتشيكيا ورومانيا وسلوفاكيا والمجر وإدارة جنوب قبرص الرومية والسويد.
وفلسطين دولة بصفة مراقب بالأمم المتحدة لكن غير عضو، وفق قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة في 29 نوفمبر/ تشرين الثاني 2012.
وأكد رئيس الوزراء النرويجي يوناس غار ستوره في مؤتمر صحفي، أن بلاده ستعترف بدولة فلسطين وفق ما يتماشى مع القانون الدولي وقرارات مجلس الأمن ذات الصلة.
وقال: “في خضم الحرب التي أسفرت عن مقتل وجرح عشرات الآلاف، يجب أن نحافظ على البديل الوحيد الذي يقدم حلاً سياسيًا للإسرائيليين والفلسطينيين على حد سواء: دولتان تعيشان جنبًا إلى جنب في سلام وأمن”.
وأكد ستوره أنه “لن يكون هناك سلام في الشرق الأوسط دون حل الدولتين، ولا يمكن أن يكون هناك حل الدولتين دون دولة فلسطينية، بمعنى آخر، الدولة الفلسطينية شرط أساسي لتحقيق السلام في الشرق الأوسط”.
وشدد على أن “الاعتراف بدولة فلسطين يبعث برسالة قوية إلى الدول الأخرى لتحذو حذو النرويج وعدد من الدول الأوروبية الأخرى وتعترف بدولة فلسطين”.
بدورها، أكدت الخارجية النرويجية في بيان أنه تم إبلاغ السلطات الفلسطينية والإسرائيلية بقرار الحكومة الاعتراف بدولة فلسطين.
وذكرت الحكومة النرويجية في بيان، أن الاعتراف الرسمي بدولة فلسطين يدخل حيز التنفيذ في 28 مايو.
في السياق ذاته، أعلن رئيس الوزراء الأيرلندي سيمون هاريس في مؤتمر صحفي في العاصمة دبلن، اعتراف بلاده رسميا بدولة فلسطين، موضحا أن القرار اتخذ الشهر الماضي.
وقال هاريس: “هذا يوم تاريخي ومهم لأيرلندا ولفلسطين، تحدثت مع عدد من القادة والنظراء الآخرين، وأنا واثق من أن المزيد من الدول ستنضم إلينا في اتخاذ هذه الخطوة المهمة في الأسابيع المقبلة”.
وتابع: “اليوم، تعلن أيرلندا والنرويج وإسبانيا أنها تعترف بدولة فلسطين، سيتخذ كل منا الآن أي خطوات وطنية ضرورية لتفعيل هذا القرار”.
وأضاف هاريس: “رسالة أيرلندا إلى الدول الحرة في العالم باستقلالها عام 1919، كانت بمثابة نداء للاعتراف الدولي باستقلالنا مع التركيز على هويتنا الوطنية المتميزة ونضالنا التاريخي وحقنا في تقرير المصير والعدالة”.
وأردف: “اليوم، نستخدم اللغة نفسها لدعم الاعتراف بفلسطين كدولة”.
وقال هاريس: “نفعل ذلك لأننا نؤمن بالحرية والعدالة كمبادئ أساسية للقانون الدولي، والسبب الذي يجعلنا نؤمن بأن السلام الدائم لا يمكن ضمانه إلا على أساس الإرادة الحرة لشعب حر”.
وتابع: “الاعتراف هو إجراء ذو قيمة سياسية ورمزية قوية، وتعبير عن وجهة نظرنا بأن فلسطين تمتلك ويجب أن تكون قادرة على الدفاع عن الحقوق الكاملة للدولة، بما في ذلك تقرير المصير والحكم الذاتي والسلامة الإقليمية والأمن، وفي الوقت نفسه تعترف فلسطين بالتزاماتها بموجب القانون الدولي”.
وشدد هاريس على أن الاعتراف بفلسطين “هو اعتراف إضافي بالحق المشروع في إقامة دولة، وهو بيان دعم لا لبس فيه لحل الدولتين، وهو الطريق الوحيد الموثوق لتحقيق السلام والأمن لإسرائيل وفلسطين وشعبيهما”.
وقال: “لا ينبغي لقرارنا الاعتراف بفلسطين أن ينتظر إلى أجل غير مسمى، خاصة عندما يكون هذا هو الشيء الصحيح الذي ينبغي القيام به، إنه قرار يتم اتخاذه على أساس موضوعي”.
هاريس استحضر كوارث الحرب الإسرائيلية الدائرة في غزة قائلا: “لا يمكننا تجاهل حقيقة أننا نتعامل مع الأمر في الوقت الذي يعيش فيه الفلسطينيون في غزة أفظع معاناة ومجاعة وكارثة إنسانية لا يمكن تصورها والتي تتكشف في الوقت الراهن”.
وتساءل: “كيف يمكن لأي شخص أن يبرر نوم الأطفال ليلاً، دون أن يعرفوا ما إذا كانوا سيستيقظون؟..”، ولفت إلى حقيقة أساسية هي أن “الأطفال أبرياء، وأطفال إسرائيل وفلسطين يستحقون السلام”.
وشدد على أنه “لا ينبغي أن يكون هناك المزيد من التوغل العسكري في رفح، ولا المزيد من صواريخ حماس أو حزب الله (جنوب لبنان) التي يتم إطلاقها على إسرائيل”.
وقال هاريس إن الشعبين الفلسطيني والإسرائيلي “يستحقان مستقبلا مليئا بالأمل يحدده النجاح”.
وتابع: “قرار اليوم بالاعتراف بفلسطين اتخذ للمساعدة في خلق مستقبل سلمي، حلّ الدولتين هو السبيل الوحيد للخروج من دوامة العنف التي تتوالى على مدى الأجيال”.
وأضاف: “تمامًا كما أدى الاعتراف بأيرلندا دولة إلى إنشاء جمهوريتنا المسالمة الآن، نعتقد أن إقامة الدولة الفلسطينية ستسهم في تحقيق السلام والمصالحة في الشرق الأوسط، سلام يحترم التطلعات المشروعة لجميع شعوب المنطقة في العيش باحترام وعدالة وأمن وكرامة، بعيداً عن العنف أو التهديد بالعنف”.
من جانبه، أعلن رئيس الوزراء الإسباني بيدرو سانشيز في كلمة بالبرلمان اعتراف بلاده رسميا بدولة فلسطين.
وقال سانشيز إن “رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يرفض الاستماع إلى المجتمع الدولي بينما يواصل قصف البنية التحتية المدنية ومنع المساعدات التي تشتد الحاجة إليها”.
وأضاف أن الاعتراف بفلسطين “ليس النهاية، إنه مجرد بداية”، وأن إسبانيا ستواصل الضغط على المجتمع الدولي لاتخاذ إجراءات في هذا الإطار.
وأضاف سانشيز: “الشيء الأكثر وضوحا بالنسبة لنا هو أن نتنياهو لا يعمل من أجل السلام في فلسطين، المعركة ضد حماس مشروعة بعد أحداث أكتوبر الماضي، لكن نتنياهو يتسبب في إحداث قدر كبير من الألم والدمار والاستياء في غزة وبقية فلسطين إلى الحد الذي يجعل حل الدولتين في خطر شديد”.
ومنذ منتصف أبريل/ نيسان الماضي يقود رئيس الوزراء الإسباني حملة أوروبية لمحاولة حشد الدعم للاعتراف بدولة فلسطينية.
وفي أعقاب قرارات الدول الثلاث، كتبت وزيرة التعاون الإنمائي البلجيكية كارولين غينيز في منشور على منصة “إكس”: “بعد النرويج وإسبانيا، يجب على بلجيكا أيضًا أن تقرر اليوم الاعتراف بالدولة الفلسطينية”.
وأضافت: “سأطالب بهذا مجددا بما يتماشى مع اتفاق الائتلاف، وأعوّل على الدعم من جميع الزملاء (الوزراء)، يجب ألا نفوّت هذه الفرصة التاريخية”.
وفي السياق ذاته أكد وزير خارجية النرويج إسبن إيدي إنهم ملزمون باعتقال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إذا زار النرويج بعد صدور قرار من المحكمة الجنائية الدولية.
وأعلن وزير خارجية النرويج، إسبن إيدي، أمس الثلاثاء، استعداد بلاده لاعتقال رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، ووزير الدفاع ، يوآف غالانت، في حال صدور مذكرة اعتقال من المحكمة الجنائية الدولية.
وقال إيدي: “ نحن ملزمون باعتقال نتنياهو إذا زار بلادنا بعد صدور قرار من المحكمة الجنائية الدولية”.
وأوضح وزير خارجية النرويج، في تصريحات تناقلتها وسائل إعلام عدة، أنه “إذا كان هناك مذكرة اعتقال بحق نتنياهو وغالانت من محكمة لاهاي، فسنضطر لاعتقالهما في حال وصولهما إلى البلاد”.
وأضاف أن “على جميع الدول الموقعة أن تتصرف وفق قرار المحكمة الدوليه، والنرويج هي الدولة الأولى في أوروبا التي تهدد باعتقالهما”.
وأكد الوزير النرويجي أن بلاده لن تُعارض قرار المحكمة الجنائية الدولية، التي طلبت اعتقال نتنياهو، بعد اتهامه بارتكاب جرائم حرب في غزة.
ويأتي اعتراف النرويج وإسبانيا وأيرلندا بدولة فلسطين في وقت تشن فيه إسرائيل منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول، حربا على غزة خلفت أكثر من 115 ألف فلسطيني بين شهيد وجريح، معظمهم أطفال ونساء.
ورحّبت منظمة التحرير الفلسطينية امس الأربعاء باعتراف دول أوروبية بدولة فلسطين واعتبرت خطوة كل من إيرلندا والنروج وإسبانيا بأنها “تاريخية”. وقال أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير حسين الشيخ عبر حسابه على منصة إكس إنها “لحظات تاريخية ينتصر فيها العالم الحر للحق والعدل بعد عقود طويلة من الكفاح الوطني الفلسطيني والمعاناة والألم والاحتلال والعنصرية والقتل والبطش والتنكيل والتدمير الذي تعرض له شعب فلسطين”.
بدورها، اعتبرت حركة حماس امس الأربعاء أن اعتراف ثلاث دول أوروبية بدولة فلسطين “خطوةً مهمة” على طريق تثبيت حقوق الفلسطينيين في أرضهم وفي إقامة دولتهم، داعيةً كل الدول إلى القيام بالأمر نفسه.

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
,
Read our Privacy Policy by clicking here