الدكتور فاضل حسن شريف
قال الله تعالى عن المجرمين في كتابه العزيز “قَالَ إِنَّمَا أُوتِيتُهُ عَلَىٰ عِلْمٍ عِندِي ۚ أَوَلَمْ يَعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ قَدْ أَهْلَكَ مِن قَبْلِهِ مِنَ الْقُرُونِ مَنْ هُوَ أَشَدُّ مِنْهُ قُوَّةً وَأَكْثَرُ جَمْعًا ۚ وَلَا يُسْأَلُ عَن ذُنُوبِهِمُ الْمُجْرِمُونَ” ﴿القصص 78﴾ ولا يُسْأَلُ عَنْ ذُنُوِبهِمُ المُجْرِمُونَ: يدخلون النار بغير حساب، قال قارون لقومه الذين وعظوه: إنما أُعطيتُ هذه الكنوز بما عندي من العلم والقدرة، أولم يعلم قارون أن الله قد أهلك مِن قبله من الأمم مَن هو أشد منه بطشًا، وأكثر جمعًا للأموال؟ قوله تعالى “زُيِّنَ لِلنَّاسِ حُبُّ الشَّهَوَاتِ مِنَ النِّسَاءِ وَالْبَنِينَ وَالْقَنَاطِيرِ الْمُقَنطَرَةِ مِنَ الذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ وَالْخَيْلِ الْمُسَوَّمَةِ وَالْأَنْعَامِ وَالْحَرْثِ ۗ ذَٰلِكَ مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا ۖ وَاللَّهُ عِندَهُ حُسْنُ الْمَآبِ” ﴿آل عمران 14﴾ المآب: ال أداة تعريف، مآب اسم، حسن المآب: المرجع: أي المرجع الحسن، والله عنده حسن المآب: المرجع وهو الجنة فينبغي الرغبة فيه دون غيره، حُسِّن للناس حبُّ الشهوات من النساء والبنين، والأموال الكثيرة من الذهب والفضة، والخيل الحسان، والأنعام من الإبل والبقر والغنم، والأرض المتَّخَذة للغراس والزراعة، ذلك زهرة الحياة الدنيا وزينتها الفانية.
وجاء في تفسير القمي: قال الله تعالى “قُل لَّوْ أَنتُمْ تَمْلِكُونَ خَزَائِنَ رَحْمَةِ رَبِّي إِذًا لَّأَمْسَكْتُمْ خَشْيَةَ الْإِنفَاقِ ۚ وَكَانَ الْإِنسَانُ قَتُورًا” ﴿الإسراء 100﴾ قال: لو كانت الأموال بيد الناس لما أعطوا الناس شيئا مخافة النفاد “وَكَانَ الْإِنسَانُ قَتُورًا” ﴿الإسراء 100﴾ اي بخيلا. يقول السيد أبو القاسم الخوئي عن قوله تعالى: “وَلَا تَأْكُلُوا أَمْوَالَكُمْ بَيْنَكُمْ بِالْبَاطِلِ وَتُدْلُوا بِهَا إِلَى الْحُكَّامِ لِتَأْكُلُوا فَرِيقًا مِنْ أَمْوَالِ النَّاسِ بِالْإِثْمِ” (البقرة 188). ووجه الدلالة انه تعالى نهى عن الادلاء بالمال الى الحكام لابطال الحق واقامة الباطل حتى يأكلوا بذلك فريقا من اموال الناس بالاثم والعدوان، وهذا هو معنى الرشوة، وإذا حرم الاعطاء حرم الاخذ ايضا للملازمة بينهما. لا يقال: أن الآية إنما نزلت في خصوص أموال اليتامى والوديعة والمال المتنازع فيه، وقد نهى الله تعالى فيها عن اعطاء مقدار من تلك الاموال للقضاة والحكام لاكل البقية بالاثم والعدوان. قوله تعالى “أَحَلَّ اللهُ الْبَيْعَ” (البقرة 275) أو عموم (الناس مسلّطون على أموالهم). قوله تعالى “لاَ تَأْكُلُوا أَمْوَالَكُمْ بَيْنَكُمْ بِالْبَاطِلِ إلاّ أَنْ تَكُونَ تِجَارَةً عَنْ تَرَاض” (النساء 29) ولا بأس بالتمسّك بها في المقام،بتقريب أنّ المراد بالأكل على ما تقدّم هو التملّك، فمعنى الآية لا تتملّكوا أموال الناس إلاّ بالتجارة عن تراض، ومن الظاهر أنّ التملّك بالرجوع ليس منها. ولا يفرق في صحّة الاستدلال بالآية بين أن يكون الاستثناء متّصلا كما هو الظاهر بأن يكون الباطل علّة فيكون معنى الآية لا تتملّكوا أموال الناس بسبب من الأسباب فإنّه باطل إلاّ أن يكون تجارة عن تراض، وبين أن يكون منقطعاً بأن يكون بالباطل قيداً. وفي بعض النسخ: (أنّ التوهّم المتقدّم جار هنا) والظاهر سقوط كلمة غير والصحيح غير جار هنا لأنّ الموضوع للجواز في هذه الآية هو تملّك مال الغير لا نفس مال الغير حتّى يقال إنّه غير محرز بعد الرجوع. هذا في الاستدلال بذيل الآية أعني المستثنى. واستدلّ الشيخ قدّس سرّه بصدر الآية أيضاً، بدعوى أنّ معناه النهي عن تملّك أموال الناس بالأسباب الباطلة عرفاً.: أنّ المبادلة لابدّ من أن تقع بين الاضافتين بأن يكون المال المضاف إلى أحدهما مضافاً إلى الآخر وبالعكس، هو الذي ذكره العلاّمة في بعض كتبه من أنّه لابدّ في البيع من أن يدخل المبيع في كيس من خرج عنه الثمن وبالعكس وإلاّ فلا معنى لخروج الثمن من كيس أحد ودخول المثمن في ملك آخر وهذا أيضاً هو مقتضى الفهم العرفي، فإنّ العرف لا يرى مثله بيعاً أبداً، ويشهد له جميع موارد استعمال لفظ البيع والشراء في الكتاب المجيد مثل قوله تعالى: “إِنَّ اللهَ اشْتَرَى مِنْ الْمُؤْمِنِينَ أَنفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ بِأَنَّ لَهُمْ الْجَنَّةَ” (التوبة 111)لا بأن يكون الجنّة لغيرهم وهذا ظاهر.
جاء في موقع الأونروا عن الإغاثة والخدمات الاجتماعية في قطاع غزة: إن هدفنا الأساسي في غزة هو ضمان عمليات تداخل واستهداف موحدة ومتسقة ومعززة للفقر، والتي من شأنها أن تسمح لنا بالتخفيف من معاناة الأسر المعيشية وإدماج عمل التنمية البشرية وجعل الاستعمال الفعال للموارد متاحا. إن إدماج برنامج الطوارئ مع الإغاثة والخدمات الاجتماعية في نيسان من عام 2013 قد أدى إلى حدوث العديد من التغيرات الهيكلية وإضافة عدد من الوحدات والأقسام مكنتنا من التركيز على برامج أكثر استدامة في أقسامنا المختلفة. ونحن نأمل بأننا سنكون الآن قادرين على صياغة برنامج شامل من أجل خدمة أفضل للاجئي فلسطين في قطاع غزة. وفي غزة، نحن نوفر للاجئي فلسطين الفقراء مساعدة شبكة أمان اجتماعي بشكل فصلي، ونعمل على تعزيز التنمية والاعتماد على الذات للأفراد الأقل حظا في مجتمع اللاجئين، وخصوصا النساء والأطفال والشباب والأشخاص ذوي الإعاقات وكبار السن. كما يحتفظ برنامج الإغاثة والخدمات الاجتماعية بسجلات ووثائق لاجئي فلسطين المسجلين ويحافظ على تحديثها من أجل تحديد أهلية الحصول على خدمات الأونروا. إن أولئك اللاجئين المسجلين والذين تم تحديدهم على أنهم يعانون من “فقر مدقع” أو بعبارة أخرى الأشد فقرا يحصلون على المساعدة من خلال شبكة الأمان الاجتماعي. وقد أصبحت المعونة الغذائية الطارئة جزءا من تداخل الأونروا منذ وقت مبكر من العام 2000 وذلك عندما عملت الانتفاضة الثانية وتداعياتها على إحداث تغيير جذري للظروف الاجتماعية الاقتصادية لقطاع غزة. ومنذ ذلك الوقت، انتهجنا مقاربات مختلفة لاستهداف من يتلقون المعونة الغذائية الطارئة، بما في ذلك نهج مستند إلى الدخل، مثل عتبة الراتب، إضافة إلى مقاربات تستند إلى الفقر. وفي عام 2013، فإن ما يقارب من 700,000 لاجئ فلسطيني في قطاع غزة يحصلون على مساعدات غذائية طارئة. ويعد التأهيل المجتمعي جزءا هاما من عملنا في غزة، وهو عبارة عن مجموعة من الاستراتيجيات التي تهدف إلى إعادة تأهيل كافة الأشخاص ذوي الإعاقات وإدماجهم اجتماعيا في الوقت الذي نقدم لهم فيه فرصا متكافئة. ونحن نقوم بتنفيذ التأهيل المجتمعي من خلال تضافر جهود الأشخاص ذوي الإعاقة أنفسهم وعائلاتهم ومجتمعاتهم مع الخدمات الصحية والتربوية والمهنية والاجتماعية الملائمة. وفي عام 2012، عمل برنامج الإعاقة التابع لدائرة الإغاثة والخدمات الاجتماعية مع ما مجموعه 17,851 رجل وامرأة وطفل ممن يعانون من الإعاقة، يشملون لاجئين مسجلين وأفرادا غير مسجلين. كما نعمل أيضا على تنفيذ برامج للمرأة خصيصا وذلك عبر سبعة مراكز لبرامج المرأة تهدف إلى تمكين المرأة اللاجئة وتحسين وضعها الاقتصادي وتنميتها الاجتماعية وتعزيز دورها داخل الأسرة والمجتمع على حد سواء إضافة إلى تعزيز ثقتها بنفسها واعتمادها على ذاتها. وفي عام 2012، قدمت مراكز برامج المرأة الخدمة لما مجموعه 28,486 امرأة ووفرت لهن مجموعة واسعة من الأنشطة. وتولي الأونروا تركيزا خاصا للشباب، وذلك في ضوء وضعهم الحالي والاتفاقيات العديدة التي تتناول حقوقهم، مثل اتفاقية حقوق الطفل. ويسعى برنامجنا لتعزيز رفاه الأطفال والشباب وزيادة مشاركتهم في الأنشطة البناءة. ونحن نعمل على توفير أنشطة لبناء القدرات ورفع الوعي، إلى جانب الفرص الرياضية والثقافية والترفيهية. وفي عام 2012، قدم البرنامج الخدمة لما مجموعه 25,527 طفل وشاب. وبالإضافة إلى الشباب، فنحن نعمل أيضا مع الأيتام. ويقدم برنامجنا الفرعي هذا رعاية خاصة للأيتام من خلال مشروع ممول من قبل جمعية الهلال الأحمر في دولة الإمارات العربية المتحدة. وهو يقدم معونات نقدية ويهدف إلى تعزيز تقدم الأيتام اللاجئين باعتبارهم شركاء في عملية التنمية وذلك من خلال تعزيز دورهم ومشاركتهم الفاعلة في تنمية عائلاتهم ومجتمعاتهم. وبحلول كانون الأول 2012، قدم البرنامج خدماته لما مجموعه 2459 يتيما. كما يركز برنامجنا أيضا على كبار السن، ويهدف إلى تحسين ظروفهم المعيشية اليومية وتزويدهم بالمساعدة الضرورية وتشجيع مشاركتهم الكاملة في المجتمع. وعلاوة على المعونة النقدية، يقدم البرنامج مساعدات مباشرة مثل كراسي العجلات ومعينات المشي والفرشات الطبية. وبحلول كانون الأول 2012، قدم البرنامج خدماته لما مجموعه 2,474 مستفيدا. ويقدم برنامج الإغاثة والخدمات الاجتماعية التداخلات من خلال وحدة التدخل الاجتماعي وذلك بجمع البيانات حول اللاجئين المسجلين وتقرير نوع التداخل المطلوب. وقد تم تأسيس وحدة التدخل الاجتماعي في نيسان من عام 2013، إلا أنها بدأت عملها بشكل غير رسمي في حزيران من عام 2011. ومنذ ذلك الحين، قمنا بتسجيل 368 حالة من حالات التدخل الاجتماعي.
تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط