محاكاة لعملية إنزال النورماندي قام بها جنود بريطانيون (الأوروبية)
25/9/2016
“إنزال النورماندي” أكبر عملية إنزال في التاريخ العسكري؛ شنها الحلفاء في 6 يونيو/حزيران 1944 -انطلاقا من بريطانيا– على سواحل منطقة النورماندي شمال غربي فرنسا، لفتح جبهة جديدة ضد ألمانيا خلال الحرب العالمية الثانية. وشارك فيها أكثر من مليونيْ جندي و300 ألف مركبة عسكرية.
مكَّن إنزال النورماندي من إقامة رأس جسر في الغرب الفرنسي مما مهد الطريق لتحرير فرنسا وبلجيكا وهولاندا، ثم مواصلة الزحف إلى برلين.
السياق
في النصف الأخير من عام 1943 بدأ ميزان القوة العسكرية يميل لصالح قوات الحلفاء (أساسا أميركا وبريطانيا والاتحاد السوفياتي والمقاومة الفرنسية بقيادة شارل ديغول) على حساب دول المحور (أساسا ألمانيا وإيطاليا)، خاصة بعد معركتيْ ستالينغراد والعَلَمين بمصر.
فقد تمكنت قوات الحلفاء من السيطرة على صقلية وفتحت جبهة في الجنوب الإيطالي، أما شرقا فحقق الجيش الأحمر السوفياتي مكاسب مطردة بعد معركة ستالينغراد وتقدم في أوكرانيا وبولندا، مما شجع حركات المقاومة المحلية في بولندا والمجر واليونان على الانخراط بشكل أنشط في المعركة ضد ألمانيا وحلفائها.
في تلك المرحلة، بدأت القيادات السياسية لدول الحلفاء تستشعر طول أمد الحرب وما يستدعيه ذلك من تسريع وتيرة الحسم العسكري تفاديا لتعاظم حالة التململ داخل الرأي العام في أوروبا والولايات المتحدة، الذي بدأ يعبر عن امتعاضه من دموية الحرب وكلفتها البشرية الهائلة.
وفي 28 نوفمبر/تشرين الثاني 1943، التقى قادة قوى الحلفاء الأساسية الكبرى (الولايات المتحدة وبريطانيا والاتحاد السوفياتي) في قمة ثلاثية بالعاصمة الإيرانية طهران، ناقشوا خلالها مستقبل إستراتيجية المواجهة العسكرية مع دول المحور.
وقرر المجتمعون فتح جبهة جديدة في غربي أوروبا لهدفين: امتصاص الإحباط الشعبي من طول أمد الحرب، وتشتيت جهود ألمانيا لتخفيف الضغط على الجبهة الشرقية التي يواجه عليها الجيش السوفياتي وحيدا تقريبا الجيش الألماني.
التحضير
أُسندت قيادة العملية للجنرال الأميركي دوايت إيزنهاور (رئيس أميركا لاحقا) وعُين مساعدا له الجنرال البريطاني برنارد مونتغومري (بطل معركة شمال أفريقيا ونصر العلمين)، وبدأ استقدام القوات العسكرية من الولايات المتحدة وكندا وأستراليا وآسيا ومستعمرات فرنسا في أفريقيا، وحشد الحلفاء-في ستة أشهر- مليونيْ جندي و300 ألف دبابة وعربة عسكرية.
شكل هذا الحشد الهائل عبئا ثقيلا على بريطانيا المنهكة أصلا بسبب ثلاث سنوات من القصف الصاروخي والجوي الألماني. وقد اضطرت السلطات البريطانية إلى إخلاء بلدات كاملة من سكانها لإيواء القوات القادمة.
أُخضِع المجندون لدورات تدريبية كثيفة ومتنوعة، وكانت خطة الهجوم موضع تكتم شديد وبقيت تفاصيلها الأولية محصورة في عدد محدد من الضباط أُخضعوا لإقامة جبرية في قواعد عسكرية، وكانت تنقلاتهم مراقبة وكذلك بريدهم الشخصي، خوفا من تسرب التفاصيل إلى الاستخبارات الألمانية.
تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط