2024-06-10
حذرت مجلة “نيوزويك” الأمريكية، من صراع أكبر وأكثر خطورة في المنطقة، ويشمل دولاً عدة بما فيها العراق، إن تعثر وقف إطلاق النار في غزة، بوقت قريب.
ووصفت المجلة الأمريكية، في تقرير لها ، حزب الله في لبنان بأنه “الحليف الأقوى لإيران في الشرق الأوسط، وأكثرهم تسليحا”، مشيرة إلى أن مسؤولين اسرائيليين سابقين حذروا من أن المسار الحالي نحو الحرب، التي يغذيها الاشتباك المكثف عبر الحدود والخطابات النارية، يمكن أن تودي بالمنطقة إلى مرحلة مجهولة بالكامل”.
ونقل التقرير الأمريكي، عن المسؤول الاسرائيلي السابق عيران عتصيون، الذي شغل منصب نائب رئيس مجلس الامن القومي الاسرائيلي خلال الحرب الأخيرة بين اسرائيل ولبنان في العام 2006، قوله: “من الصعب جداً أن نرى كيف يمكن تحقيق النصر في هذه الحرب بشكل سريع إن ربحها بالأساس”، مضيفاً “اعتقد انها ستكون حربا ستخسرهااسرائيل خلال الـ 24 ساعة الاولى، وذلك ببساطة بسبب الصور التي سنراها للدمار الشامل في مناطق حساسة للغاية داخل اسرائيل بمستوى لم نعهده من قبل”.
الشمال الإسرائيلي
وأشار التقرير، إلى أن “التركيز يتزايد على المعركة المتصاعدة في الشمال بين الجيش الاسرائيلي وحزب الله الذي تمكن من تحسين ترسانته بشكل كبير منذ حرب العام 2006، مضيفاً أن “مسؤولين في الجيش الاسرائيلي يقولون إن الحزب يمتلك حالياً حوالي 200 ألف صاروخ، بالإضافة إلى قذائف هاون وطائرات مسيرة وصواريخ أرض جو ومضادات للدبابات وصواريخ دقيقة”.
كما نقل التقرير الأمريكي، عن الرئيس السابق لفرع الحد من الأسلحة في إدارة التخطيط الاستراتيجي في الجيش الاسرائيلي شموئيل مئير، قوله إن إيران “قامت ببناء ترسانة حزب الله من الصواريخ بعيدة المدى لغرض استراتيجي واحد وهو أن تكون بمثابة دفاع أمامي لردع اسرائيل عن مهاجمة منشاتها النووية”، مضيفا ان ذلك “يفسر النشاط الايراني والزيارات المتكررة لكبار المسؤولين الى بيروت، للتاكد من ان حزب الله لا يهدر ترسانته من الصواريخ كما فعل في حرب لبنان عام 2006”.
ولفت التقرير، إلى أن “العديد من هذه الأسلحة تستخدم في المواجهات الدائرة حالياً، حتى أن الحزب أكد أنه دمر أول بطاريات نظام (القبة الحديدية) مؤخراً، كما أقر الجيش الاسرائيلي بأن الضربات الأخيرة التي نفذتها طائرات مسيرة محملة بالمتفجرات وبوابل الصواريخ التي أشعلت حرائق هائلة في شمال إسرائيل الذي جرى إخلاؤه بدرجة كبيرة”.
وبحسب مسؤولين اسرائيليين، فإن حوالي 80 ألف شخص نزحوا من المجتمعات في شمال اسرائيل منذ 7 اكتوبر/تشرين الاول، وفي الوقت نفسه، قدّر مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية عدد النازحين من جنوب لبنان بنحو 93 ألفاً نتيجة للحرب”.
ووصف التقرير، ما قد يجري بين لبنان واسرائيل قد يقود الى تجاوز الارقام الحالية للضحايا في الحرب الجارية في غزة نظرا لمستوى القوة النارية والقوة البشرية التي من المرجح أن يستخدمها الطرفان، لكن وبحسب مئير، فانها “حرب لا يستطيع أي من الطرفين الفوز بها بسبب توازن الدمار الهائل المتبادل للمراكز السكانية”.
ونقل التقرير، عن مئير قوله “ان هجوما واسع النطاق للجيش الاسرائيلي وغزوا للبنان، مثلما يطالب بعض السياسيين، سيؤدي الى انتقام حزب الله بهجمات صاروخية واسعة النطاق على حيفا وتل ابيب”.
وتابع التقرير، أن “نتنياهو خلال زيارته إلى قاعدة للجيش الاسرائيلي بالقرب من مدينة كريات شمونة الحدودية المتضررة مؤخرا، حيث تعهد باستعادة الامن في المنطقة، مؤكدا “اننا مستعدون للقيام بعمل مكثف للغاية في الشمال”.
وزاد تقرير نيوزويك الأمريكية، بالقول: “بينما يناقش نتنياهو وغيره من كبار المسؤولين الاسرائيليين الآن علناً إمكانية نشوب حرب جديدة مع حزب الله، فإن الحزب قلل من أهمية الخطاب الاسرائيلي واعلن استعداده للرد على اي تهديدات من جانب اسرائيل.
ونقل التقرير عمن وصفه بأنه متحدث باسم حزب الله قوله: “منذ 7 اكتوبر/تشرين الاول، والاسرائيليون يهددون، لكن من يملك صوتاعاليا لا يستطيع ان يفعل اي شيء”، مضيفا انهم “لم يخرجوا من مستنقعهم في غزة بعد 8 اشهر باي انجاز سوى قتل المدنيين والاطفال الابرياء”، مشيرا الى ان الحزب “على استعداد دائما لاي شيء، وسيدافع عن مواطنيه وارضه دون اي تردد”.
ونقل كذلك، عن القائد السابق لوحدة النخبة في الجيش الاسرائيلي “سايرات ماتكال” دورون افيتال، قوله إن الوضع الأمني الحالي على الحدود “وضع مجنون”، مضيفا انه سيكون هناك “ثمن” ستدفعه المراكز السكانية الاسرائيلية مثل حيفا بسبب قدرات حزب الله بعيدة المدى.
كما حذر من أن السعي الاسرائيلي لتدمير البنية التحتية المدنية والعسكرية اللبنانية بالنظر إلى للانتكاسة الدولية التي شعرت بها اسرائيل بالفعل طوال حملتها ضد حماس”.
وواصل افيتال: “لا أريد خوض حرب في لبنان دون التوافق مع الولايات المتحدة، التي لا تريد ذلك بالطبع، وعلينا ان نقر بالدمار الذي الحقناه بغزة. وسيكون من الصعب على حلفائنا ان يروا هذاالنوع من الدمار يلحق ببيروت”.
محور المقاومة
ورأى أن “الدعم الأمريكي سيكون حاسماً لانه حتى عملية محدودة يمكن أن تقود إلى التدهور نحو حرب أكبر، وهو صراع يمكن أن يؤدي أيضاً إلى جر فصائل أخرى من “محور المقاومة” المتحالف مع ايران والذي أعلن بالفعل مسؤوليته عن عمليات شبه يومية في العراق واليمن ضد اسرائيل، مذكرا بان ايران اطلقت بالفعل صواريخ وطائرات مسيرة ضد اسرائيل في نيسان/ابريل ردا على اغتيال الجيش الاسرائيلي لمسؤولين عسكريين ايرانيين كبار في مبنى قنصلي ايراني في سوريا.
لكن التقرير، نقل عن عتصيون، النائب السابق لرئيس مجلس الامن القومي الاسرائيلي، قوله “يمكنك ان تتخيل انزلاقا في مجلس الوزراء الاسرائيلي يبدا بالصراع المستمر في غزة، ويقفز الى حرب شاملة مع حزب الله، ثم يتحول الى التدخل الايراني المباشر والمشاركة الموسعة من قبل الميليشيات الاخرى الموالية لايران في سوريا والعراقوالحوثيون في اليمن”، مضيفا ان “القفزتين الكبيرتين في هذا الوضع المعقد للغاية هما حزب الله وايران”.
احتواء الصراع
ووفق عتصيون فإن “احتمال حدوث المزيد من التصعيد يتزايد مع دخول كل مرحلة، وبمجرد دخول حزب الله، فإن احتمال دخول إيران أيضاً يكبر بشكل متزايد، ودرجة انخراط تلك الميليشيات الأخرى تنمو بشكل كبير”.
وذكر التقرير بإعلان الرئيس الأمريكي قبل نحو 10 أيام عن خريطة الطريق المكونة من ثلاث مراحل لوقف اطلاق النار بين إسرائيل وحماس وتبادل الأسرى، حيث قال: “بمجرد التوصل إلى وقف إطلاق النار واتفاق الرهائن (في غزة)، فإن ذلك سيفتح إمكانية تحقيق قدر أكبر من التقدم، بما في ذلك الهدوء على طول الحدود الشمالية لاسرائيل مع لبنان”.
ولفت التقرير إلى جهود مستمرة خلف الكواليس لتجنب اي تصعيد محتمل لا يمكن السيطرة عليه، حيث نقل عن مئير، إشارته إلى تقارير تتحدث عن “قنوات خلفية للتواصل المستمر بين إيران والولايات المتحدة عبر السفارة السويسرية في طهران واجتماعات سرية في عمان”.
وبحسب التقرير، اتضح أن الولايات المتحدة وإيران لديهما هدف مشترك، وهو احتواء الحرب والحد منها على الحدود اللبنانية، لمنع التصعيد الذي يؤدي إلى نتائج غير مقصودة وغير مرغوب فيها”.
وخلص إلى أن المسؤولين اللبنانيين أيضاً يشعرون بالقلق من التكاليف المحتملة للصراع على أراضيهم والذي يمكن أن يكون له عواقب بعيدة المدى على الشرق الأوسط وما قد “يجر المنطقة إلى الهاوية”.
وختم التقرير الأمريكي، نقلاً عن مسؤولين لبنانيين قولهم إن الحرب الواسعة في حال وقوعها “ستكون غير مسبوقة، وذات نطاق جغرافي أوسع، ومتعددة الأطراف والجبهات”.
تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط