الموضوعات التي تتناولها القصائد المعاصرة , أكل عليها الدهر وشرب مئات المرات وأكثر , وأبدع فيها الأوائل أيما إبداع , فمن الحيف القول بأن المعاصرين سيأتون بما لم تأتِ به الأوائل؟
الشعر العربي بلغ ذروته وفاقها في مسيرة الأمة .
والحداثيون إهتموا بالشكل وحسب , وظنهم أن هدم بناء القصيدة العروضية سيأتي بما هو أروع مما كان.
وما فعلوه أنهم إستنسخوا تجارب الآخرين المولودة من رحم واقعهم الفوار بالإبداعات التقنية , والتحول من الإنسان الآلة إلى الآلة الإنسان , فكانت الثورة الصناعية التي إتسعت آفاقها وتطورت أساليبها , حتى وجدتنا في عالم الذكاء الإصطناعي الذي سيقلب معادلات وجود البشرية رأسا على عقب.
ومجتمعاتنا متأخرة في كل شيئ , ومدحورة في أجداث بائسة ظلماء , وتدعي بأنها تعيش عصرها , وقد تردت القيم والأخلاق وإحترق الدين وأحرق أهله معه.
وتحولت الموجودات في بلاد العرب أوطاني , إلى فرائس على موائد الطامعين ببلاده وعباده.
ومبدعونا يتمنطقون بالحداثة وما بعدها وكأنها حالة مقطوعة عن الواقع.
فهل أن واقع الأمة يمت بصلة للعصر , وأنظمة الحكم في دولها لا تعير أهمية لقيمة الإنسان , ودوره في صناعة الحاضر والمستقبل؟!!
د-صادق السامرائي
Read our Privacy Policy by clicking here