June 7, 2024 التقاریر
مع كل موسم جديد للحج يتكرر سيناريو ذهاب نحو ثلث إلى نصف أعضاء مجلس النواب، فضلاً عن مئات آخرين من المسؤولين في المناصب التنفيذية مع عوائلهم، ما يسبب ردة فعل شعبية تدين مزاحمة النواب والمسؤولين للمواطنين من المجتمع العراقي، والذين ينتظرون عدة سنوات حتى تأتيهم فرصة الحج، بينما يذهب النائب والمسؤول مع عائلته إلى الحج بشكل دوري سنوي، ما ينقص من حصة الحجاج المقررة للعراق.
فيما يلفت قيادي في ائتلاف ‹دولة القانون›، إلى أن أعضاء إحدى اللجان النيابية يكلفون للذهاب إلى الحج ضمن واجباتهم النيابية، فيما كشف محلل سياسي عن ذهاب نحو 100 نائب إلى الحج مع عوائلهم بعضهم بفيزا هدية من السفارة السعودية، وآخرون قد أخذوا من الحصة المقررة لهيئة الحج والعمرة العراقية والتي توزع العديد من فرص الحج دون رقابة تذكر.
يقول القيادي في ائتلاف ‹دولة القانون› حيدر اللامي إن «النائب يجب أن يأخذ دوره وتحديداً في هذه المرحلة التاريخية من تاريخ العراق مع وجود الكثير من الأمور المعطلة داخل قبة مجلس النواب منذ أكثر من 6 أشهر، والنائب عليه أن يشعر بالمسؤولية، وهنا نخص بالذكر النواب الذي ذهبوا للحج سابقاً أو يذهبون بشكل دوري إلى الحج».
ويلفت اللامي إلى أن «بعض أعضاء مجلس النواب هم مكلفون واقعاً بالذهاب إلى الحج بشكل سنوي دوري، وهم أعضاء لجنة الأوقاف النيابية وهم يذهبون للاطلاع ومتابعة سير عملية تفويج الحجاج العراقيين ومستوى الخدمات والتسهيلات المقدمة إليهم في موسم الحج ويعد ذلك ضمن مهام اللجنة».
ويشدد القيادي في ائتلاف ‹دولة القانون›، على أن «ذهاب النائب لمرات متكررة إلى الحج كأن يكون لمرتين أو ثلاثة أو أكثر من ذلك، لا نقول إن فيه إشكال شرعي، ولكن من الأولى البقاء من أجل تداول وبحث قوانين وملفات مهمة تنفع العراق بهذه المرحلة الحرجة، خصوصاً أن مجلس النواب يعد المرتكز الرئيسي للبلاد».
ونفت الدائرة الإعلامية مجلس النواب، الخميس 30 مايو/ أيار 2024، صرف مبالغ للنواب بعنوان «مخصصات حج».
الدائرة ذكرت في بيان لها، أن «بعض مواقع التواصل الاجتماعي تناولت خبراً لا أساس له من الصحة بشأن صرف مجلس النواب مبالغ كبيرة لأعضاء المجلس بعنوان مخصصات حج لهم».
وأضافت أن «هذا الخبر عار عن الصحة جملة وتفصيلاً»، وأن «مجلس النواب يحتفظ بحقه في اتخاذ الإجراءات القانونية ضد أي جهة تحاول الإساءة إلى مكانة السلطة التشريعية من خلال نشر معلومات غير صحيحة»، وأن هذا «يتناقض مع حرية الصحافة والإعلام ويدخل في إطار النشر المجرّم قانوناً».
من جانبه يؤكد المحلل السياسي مجاشع التميمي، أن «ذهاب النواب والمسؤولين إلى الحج بشكل متكرر ليس بجديد، بل هو أشبه بالعرف سياسي، وفي كل عام تكون هناك حصة للنواب والمسؤولين وقيادات الأحزاب وعوائلهم وحتى بعض المقربين أو العاملين معهم».
ويبين التميمي ، أن «عدد النواب الذين ذهبوا للحج في العام الحالي يقدر عددهم من (80) إلى أكثر من (100) نائب، وأغلب هؤلاء يحصلون على فيزا هدية من السفارة السعودية والتي تعطي الفيز أو فرص الحج لفنانين وصحفيين وغيرهم، ولكن في ذات الوقت فإن هيئة الحج والعمرة تستقطع من حصة العراقيين هذا العدد وتمنحه لبعض النواب والمسؤولين والإعلاميين وغيرهم مع عوائلهم، ويجب أن تكون هناك مساءلة بهذا الخصوص».
ويقول المحلل السياسي: «كنا نتمنى بأن يكون على أقل تقدير تحديد لهذا العدد الكبير من مقاعد الحج التي تخصص للطبقة السياسية، ورغم أن هيئة الحج والعمرة تتغير رئاستها بشكل متكرر ولكن سياقات عملها لم تتغير بهذا الصدد منذ سنوات طويلة، والأمور ماضية على ذات الوضع، ومجلس النواب يشهد نوعاً من المحاباة ولم يقم بواجبه الرقابي بخصوص متابعة عمل الهيئة».
ويوم الثلاثاء 28 أيار 2024، كشف رئيس مجلس الوزراء محمد شياع السوداني، عن وصول نصف الحجاج العراقيين إلى الديار المقدسة براً وجواً، فيما أشار إلى أن الحكومة دعمت جهود هيئة الحج بـ 39 مليار دينار.
وفي مطلع الأسبوع الجاري، قالت بعثة الحج العراقية، إن عدد الحجاج الواصلين إلى الديار المقدسة عبر المنفذين الجوي والبري بلغ (9384) حاجاً ويتواجدون حالياً في المدينة المنورة ومكة المكرمة.
تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط