جهود قيمة لوزارة الداخلية العراقية: مفهوم الامن في القرآن الكريم (ح 6)

الدكتور فاضل حسن شريف

تكملة للحلقة السابقة عن المجلس الاسلامي السوري أمن الإنسان في ضوء القرآن للدكتور محمد محمود كالو: الأمن السياسي: هو تحرر المواطنين جميعًا من الخوف والحاجة، وضمان تأمين الحماية من تهديد القمع السياسي، وحمايتهم من الصراعات والحروب والهجرة، فلا استثناء أو تمييز لأنه حقٌّ من الحقوق المكتسبة للإنسان، وقيل: هو احترام حقّ الإنسان في التعبير عن رأيه وحمايته من القمع الذي قد يواجهه. ويظهر الأمن السياسي في سياق قصة أصحاب الكهف، قال الله تعالى: “فَابْعَثُوا أَحَدَكُم بِوَرِقِكُمْ هَذِهِ إِلَى الْمَدِينَةِ فَلْيَنظُرْ أَيُّهَا أَزْكَى طَعَامًا فَلْيَأْتِكُم بِرِزْقٍ مِّنْهُ وَلْيَتَلَطَّفْ وَلاَ يُشْعِرَنَّ بِكُمْ أَحَدًا” (الكهف 19) يبين القرآن الكريم حالة فتية استيقظوا من نومهم يوصي بعضهم بعضًا أن يكونوا على حذر لئلا يشعر بهم أحد، ويظهر الأمن السياسي من خلال قولهم “وَلْيَتَلَطَّفْ” أي في خروجه وذهابه وشرائه وإيابه، “وَلاَ يُشْعِرَنَّ بِكُمْ أَحَدًا” أي: ولا يفعلن ما يؤدي من غير قصد منه إلى العلم بنا والشعور بوجودنا، فإن أهل ملتهم إن عرفوا أمرهم قتلوهم بالحجارة أو أعادوهم إلى ملتهم، (وهنا يتبين مفهوم الأمن السياسي، وهو وجود تلك القوة الظالمة التي تتربص بالفتية للقتل بوصفهم خارجين على الدين لأنهم يعبدون إلهًا واحدًا في المدينة المشركة، أو يفتنونهم عن عقيدتهم بالتعذيب، لذلك يوصون الرسول أن يكون حذرًا لبقًا) قال الزمخشري في معنى “وَلْيَتَلَطَّفْ”: (وليتكلف اللطف والنِّيقة فيما يباشره من أمر المبايعة حتى لا يغبن أو في أمر التخفي حتى لا يعرف). ونلاحظ هذا الأمن السياسي أيضًا في قوله تعالى: “فَخَرَجَ مِنْهَا خَائِفًا يَتَرَقَّبُ قَالَ رَبِّ نَجِّنِي مِنَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ” (القصص 21) يترقب أي: يلتفت يمينًا وشمالًا، متخذًا في ذلك كل قواعد الحيطة والحذر، قال الفخر الرازي: (أَيْ خَائِفًا عَلَى نَفْسِهِ مِنْ آلِ فِرْعَوْنَ يَنْتَظِرُ هَلْ يَلْحَقُهُ طَلَبٌ فَيُؤْخَذُ، ثُمَّ الْتَجَأَ إِلَى اللَّه تَعَالَى لِعِلْمِهِ بِأَنَّهُ لَا مَلْجَأَ سِوَاهُ فَقَالَ: “رَبِّ نَجِّنِي مِنَ ٱلْقَوْمِ ٱلظَّالِمِينَ” وَهَذَا يَدُلُّ عَلَى أَنَّ قَتْلَهُ لِذَلِكَ الْقِبْطِيِّ لَمْ يَكُنْ ذَنْبًا، وَإِلَّا لَكَانَ هُوَ الظَّالِمَ لَهُمْ وَمَا كَانُوا ظَالِمِينَ لَهُ بِسَبَبِ طَلَبِهِمْ إِيَّاهُ ليقتلوه قصاصًا). ومنه قول الله سبحانه وتعالى: “وَجَاءَ رَجُلٌ مِّنْ أَقْصَى الْمَدِينَةِ يَسْعَىٰ قَالَ يَا مُوسَىٰ إِنَّ الْمَلَأَ يَأْتَمِرُونَ بِكَ لِيَقْتُلُوكَ فَاخْرُجْ إِنِّي لَكَ مِنَ النَّاصِحِينَ. فَخَرَجَ مِنْهَا خَائِفًا يَتَرَقَّبُ قَالَ رَبِّ نَجِّنِي مِنَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ” (القصص 20-21) قال ابن كثير: (وَصَفَهُ بالرّجُولية لِأَنَّهُ خَالَفَ الطَّرِيقَ، فَسَلَكَ طَرِيقًا أَقْرَبَ مِنْ طَرِيقِ الَّذِينَ بُعِثوا وَرَاءَهُ، فَسَبَقَ إِلَى مُوسَى، فَقَالَ لَهُ: يَا مُوسَى “إِنَّ الْمَلأ يَأْتَمِرُونَ بِكَ” أَيْ: يَتَشَاوَرُونَ فِيكَ “لِيَقْتُلُوكَ فَاخْرُجْ” أَيْ: مِنَ الْبَلَدِ “إِنِّي لَكَ مِنَ النَّاصِحِينَ”). والتأكيد بـ (إنَّ واللام) ليناسبَ مقتضى الحال فيجدَ موسى مخرجًا، فالملك وبطانته ورجال دولته يدبرون لك المكائد وينصبون لك الحبائل، فاهرب قبل أن يلقوا القبض عليك وينفذوا ما دبَّروه ويقتلوك إنه الأمن السياسي فخرج موسى من مدينة فرعون خائفًا يترقب لحوق الطالبين، ويتلفت يمينًا ويسارًا وينظر أيتبعه أحد، متخذًا جميع قواعد الحيطة والحذر.

تكملة للحلقة السابقة جاء عن مؤسسة الفرقان للتراث الإسلامي مَقْصِدُ حِفْظِ اْلَأمْنِ في الْقُرْآنِ الكَرِيمِ للكاتب عبد الكريم بن محمد الطاهر حامدي: حفظ الأمن المعنوي للنفس: والمراد منه ما يسمو بالنفس لبلوغ الكمال الرّوحي، والتشبّه بالعالم الملائكي، أي تزكية النفس من الرذائل، كالشّره، والظلم، والحسد، والبخل، والكبر، والرياء، والغرور، وغيرها من أمراض النفس التي تمنعها من الاستقامة، والتحلّي بالفضائل، كالكرم، والجود، والإحسان، والصبر، والعفو، والإيثار، والصّدق، والتواضع، وحسن الظنّ، والمجاهدة، وغير ذلك مما يزكّي النّفس، ويمنعها من التشبّه بالبهائم. وقد علّق القرآن فلاح النفس على تزكيتها وتهذيبها، فقال: “قَدْ أَفْلَحَ مَنْ تَزَكَّى” (الأعلى 14)، أي: (قد فاز وربح من طهّر نفسه ونقّاها من الشرك والظلم ومساوئ الأخلاق)، وقال: “قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكَّاهَا” (الشمس 9)، أي: (طهّر نفسه من الذنوب، ونقّاها من العيوب، ورقّاها بطاعة الله، وعلاها بالعلم النافع والعمل الصالح). فالذّنوب والمعاصي من المهلكات التي تسلب النّفس عافيتها وطمأنينتها، وتجعلها تعيش حائرة غير آمنة في هذه الحياة، في جوّ من القلق والاضطراب، والتدافع نحو تحقيق المآرب السّخيفة. هذا على المستوى الباطني، أما على المستوى الخارجي، فإن النفس الأمّارة بالسّوء، لا تلبث أن تعيث في الأرض فسادا، وتملأ الأرض جورا، وتسعى لإهلاك الحرث والنّسل، حتىّ يسود الرّعب والهلع في المجتمع، ويرتفع الأمْن. وما التّغالب والصّراع، والتّحاسد والتباغض، والتظالم والبغي، والتهارج والتقاتل، إلا مظهر من مظاهر فوات الأمْن الرّوحي، وسكينة النفس. وما قيمة الأمن المادّي للإنسان، إذا فات أمْنه الروحي، وسكينته القلبية، وأيّ معنى للعيش في القصور الفاخرة، والأكل الرّغيد، والشراب اللذيذ، مع فقدان أمْن النفس من الخوف، والشعور بالحزن والألم. ومما يدخل في حفظ النّفس المعنوي، حفظ كرامتها من الإهانة والإذلال، وحفظ عرضها من السبّ والقذف والشتم، فالنفس كريمة عند الله تعالى، كرّمها في الدنيا، وفضّلها على كثير ممن خلق: “وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آَدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَرَزَقْنَاهُمْ مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَى كَثِيرٍ مِمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلًا” (الإسراء 70).

تكملة للحلقة السابقة جاء في موقع موضوع عن مفهوم الأمن في القرآن الكريم للكاتب طلال مشعل: الأمن الاجتماعي إنّ من أنواع الأمن الذي يتحقّق للمجتمع المسلم، الأمن الإجتماعي، ومن الأمثلة عليه في كتاب الله تعالى، قصّة أصحاب الجنَّتين، قال الله عزّ وجلّ: “وَاضرِب لَهُم مَثَلًا رَجُلَينِ جَعَلنا لِأَحَدِهِما جَنَّتَينِ مِن أَعنابٍ وَحَفَفناهُما بِنَخلٍ وَجَعَلنا بَينَهُما زَرعًا * كِلتَا الجَنَّتَينِ آتَت أُكُلَها وَلَم تَظلِم مِنهُ شَيئًا وَفَجَّرنا خِلالَهُما نَهَرًا” (الكهف 33-34) فقد أنعم الله على الرّجلين بنعمة المال والأمن، فقابل أحدُهما تلك النعمة بالجُحود والكُفران، وتَكبّر على ربّه، ولم يشكر نعمة الله عليه، وظنّ أن تلك النعمة إنما هي نتيجة عمله واجتهاده، فأبدل الله تعالى حاله، ونزَع عنه نعمته، فباء بالخسران، وعوقب بالحرمان، وكان مثلاً لمن غرّته دُنياه، وتسلّط عليه هواه، فغرّته ثروته، وأعمته نزوته، فنَسي شكر ربّه الذي أنعم عليه وأعطاه. ونرى في المقابل نموذجاً آخر يتمثّل في شخصية صاحب إحدى الجنّتين، حيث قابل نعمة ربّه بالشّكر والعرفان، وأدرك أنّ ماله ما هو إلا نعمةٌ من ربّه يتوجّب حفظها بشكرِ المُنعم، وأداء ما يتوجّب في ذلك المال من حقوق معلومة للفقراء والمساكين، فيسود الأمن والأمان في المجتمع، ويحفظ الله تعالى عليه نعمته، وممّا يُحقّق الأمن الاجتماعي أيضاً، مُقاومة الشّائعات التي تُهدّد أمن المجتمع واستقراره، فالأصل في الشريعة الإسلامية لمن سمع خبراً أن يتثبّت منه قبل نشره أو تداوله، يقول تعالى في كتابه الكريم: “يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُوا أَن تُصِيبُوا قَوْمًا بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَى مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ” (الحجرات 4).

جاء عن صفحة دائرة عمليات وزارة الداخلية العراقية موجهاً بمتابعة أمن المدن وزير الداخلية يؤكد على محاسبة آمري قواطع النجدة في حال حصول خرق أمني ضمن قواطعهم: ترأس وزير الداخلية السيد عبد الأمير الشمري، اجتماعاً أمنياً، في وكالة الوزارة لشؤون الشرطة بحضور وكيلها وبحضور السيد مدير عمليات الوزارة اللواء فرقد زغير مجهول العيساوي، مع قادة الشرطة في بغداد والمحافظات ومديريات النجدة عبر الدائرة التلفزيونية. وأكد السيد الوزير أنه يتابع بدقة عمل جهاز النجدة، وأن هذا الجهاز يتحمل مسؤولية أي خرق أمني يحصل في المناطق, موجهاً بتكثيف جهود دوريات النجدة من خلال التواجد في جميع الشوارع والإسراع بإرسال المعلومات الأمنية والاستجابة الفورية لها عند وقوع أي حادث لا قدر الله, مشدداً على أن تكون الدوريات الساندة باستنفار تام لغاية القبض على المطلوبين، وأن على الأجهزة الأمنية إسناد رجال النجدة في مهامهم والتأكيد على متابعة السيطرة المركزية في النجدة للمدن على مدار 24 ساعة. كما شدد سيادته على محاسبة أي آمر قاطع نجدة يحصل في منطقته خرق أمني لأنه هو المسؤول المباشر عن أمنها، وعلى الآمرين إعداد خطة جديدة لدورياتهم وكذلك التأكيد على التدريب ليحمل رجل النجدة حساً أمنياً يمكنه من أداء واجبه. وأكد السيد الوزير على تطبيق القانون وفرض هيبة الدولة في الشارع ومتابعة المطلوبين للعدالة. لتطوير العمل الأمني والخدمي في وزارة الداخلية السيد الشمري يعقد سلسلة اجتماعات: ترأس وزير الداخلية السيد عبد الأمير الشمري، اليوم السبت، اجتماعاً ضم عدداً من الضباط لمناقشة الإجراءات الخاصة بإنجاز أتمتة مراكز الشرطة والانتهاء من العمل الورقي والانتقال إلى العمل الإلكتروني في جميع مراكز البلاد. الى ذلك، عقد سيادته اجتماعاً مع لجنة حصر السلاح بيد الدولة، واستمع الى آخر الإجراءات بشأن توحيد الجهود من أجل إنجاز هذا المشروع وتكثيف العمل حول تثقيف المجتمع العراقي لإنهاء ظاهرة تواجد السلاح خارج سلطة القانون. و بهدف الاطلاع على نجاح عمل إنجاز غرفة العمليات المشتركة، ترأس وزير الداخلية السيد عبد الأمير الشمري اجتماعاً مع الجهات المختصة لمتابعة توحيد رقم الاستجابة السريعة للحالات الطارئة والأزمات والتنسيق بين الدوائر والمؤسسات الأمنية في وزارة الداخلية.

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here