الدكتور فاضل حسن شريف
قال الله تعالى عن جهد “وَيَقُولُ الَّذِينَ آمَنُوا أَهَـٰؤُلَاءِ الَّذِينَ أَقْسَمُوا بِاللَّهِ جَهْدَ أَيْمَانِهِمْ ۙ إِنَّهُمْ لَمَعَكُمْ ۚ حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ فَأَصْبَحُوا خَاسِرِينَ” ﴿المائدة 53﴾ جهد اسم، جَهْدَ أيْمانِهِمْ: أقصاها و أبلغها. قوله عز وجل “وَأَقْسَمُوا بِاللَّهِ جَهْدَ أَيْمَانِهِمْ لَئِن جَاءَتْهُمْ آيَةٌ لَّيُؤْمِنُنَّ بِهَا ۚ قُلْ إِنَّمَا الْآيَاتُ عِندَ اللَّهِ ۖ وَمَا يُشْعِرُكُمْ أَنَّهَا إِذَا جَاءَتْ لَا يُؤْمِنُونَ” ﴿الأنعام 109﴾. قوله عز من قائل “وَأَقْسَمُوا بِاللَّهِ جَهْدَ أَيْمَانِهِمْ ۙ لَا يَبْعَثُ اللَّهُ مَن يَمُوتُ ۚ بَلَىٰ وَعْدًا عَلَيْهِ حَقًّا وَلَـٰكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ” ﴿النحل 38﴾. قوله عز من قائل “وَأَقْسَمُوا بِاللَّهِ جَهْدَ أَيْمَانِهِمْ لَئِنْ أَمَرْتَهُمْ لَيَخْرُجُنَّ ۖ قُل لَّا تُقْسِمُوا ۖ طَاعَةٌ مَّعْرُوفَةٌ ۚ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ” ﴿النور 53﴾. قوله تبارك وتعالى “وَأَقْسَمُوا بِاللَّهِ جَهْدَ أَيْمَانِهِمْ لَئِن جَاءَهُمْ نَذِيرٌ لَّيَكُونُنَّ أَهْدَىٰ مِنْ إِحْدَى الْأُمَمِ ۖ فَلَمَّا جَاءَهُمْ نَذِيرٌ مَّا زَادَهُمْ إِلَّا نُفُورًا” ﴿فاطر 42﴾. قوله سبحانه “الَّذِينَ يَلْمِزُونَ الْمُطَّوِّعِينَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ فِي الصَّدَقَاتِ وَالَّذِينَ لَا يَجِدُونَ إِلَّا جُهْدَهُمْ فَيَسْخَرُونَ مِنْهُمْ ۙ سَخِرَ اللَّهُ مِنْهُمْ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ” ﴿التوبة 79﴾.
من مهام الأنسان الذي أعطاه الله التفكير لكي تكون تحت منفعته “وَسَخَّرَلَكُمْ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا مِنْهُ إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ”(الجاثية 13)، وكلما جهد بها كسب منها “كُلُّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ رَهِينَةٌ” (المدثر 38). عن حماد بن عيسى، عن حريز، عن بريد بن معاوية، عن أبي جعفر عليه السلام، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ما نظر الله عز وجل إلى ولي له يجهد نفسه بالطاعة لامامه والنصيحة الا كان معنا في الرفيق الأعلى. من وصيّة لرسول الله صلى الله عليه وآله لعليّ سلام الله عليه جاء فيها: (وأمّا الصدقة فجهدك جهدك، حتّى تقول قد أسرفت ولم تسرف).
التهجُّد والعبادة، فإنها مفردات لا تعبِّر عن هَدْر الوقت والجهد، وإنما تساهم في رقيّ الروح الأنسانية، فتزيد همّة المرء، ويعوّض عن قلّة النوم بقوّة الإرادة والعزيمة. قال الحسن بن علي بن أبي طالب عليه السلام عليه السلام: إذا سمعت أحدا يتناول أعراض الناس، فاجهد أن لا يعرفك، فإنّ أشقى النّاس به معارفه. جاء في معاني القرآن الكريم: جهد الجهد والجهد: الطاقة والمشقة، وقيل: الجهد بالفتح: المشقة، والجهد: الوسع.
جاء في تفسير الكشّاف و روح المعاني و تفسير الفخر الرازي: الكدح: جهد النفس في العمل و الكد فيه حتى يؤثر فيها، من كدح جلده: إذا خدشه. والكسب حسب جهد الأنسان “كُلُّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ رَهِينَةٌ” (المدثر 38). وعن الأنفاق ذكر السيد محمد باقر الحكيم هو الجهد لاستحصال الأموال وإنفاقها ليثاب الفرد عند الله تعالى. وافضل الوفاء وفاء الابناء لابائهم “وَوَصَّيْنَا الْإِنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ” (لقمان 14) فعليك بالوفاء لوصية الله، فبعد جهد السنين يرى الاباء رعاية ابنائهم كما رعوهم في صغرهم. والمقصود بالعفو عن المعسور هو أن الابن يبذل جهد ولكنه لم يصل الى نتيجة فعلى الأب عدم لومه.
جاء في تفسير الميزان للسيد الطباطبائي: قوله تعالى عن جهد “وَأَقْسَمُوا بِاللَّهِ جَهْدَ أَيْمَانِهِمْ لَئِنْ أَمَرْتَهُمْ لَيَخْرُجُنَّ ۖ قُل لَّا تُقْسِمُوا ۖ طَاعَةٌ مَّعْرُوفَةٌ ۚ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ” ﴿النور 53﴾ الجهد الطاقة، والتقدير في قوله: “أقسموا بالله جهد أيمانهم” أقسموا بالله مبلغ جهدهم في أيمانهم والمراد أقسموا بأغلظ أيمانهم. قوله تبارك وتعالى “وَأَقْسَمُوا بِاللَّهِ جَهْدَ أَيْمَانِهِمْ لَئِن جَاءَهُمْ نَذِيرٌ لَّيَكُونُنَّ أَهْدَىٰ مِنْ إِحْدَى الْأُمَمِ ۖ فَلَمَّا جَاءَهُمْ نَذِيرٌ مَّا زَادَهُمْ إِلَّا نُفُورًا” ﴿فاطر 42﴾ قال الراغب: الجهد بفتح الجيم والجهد بضمها الطاقة والمشقة إلى أن قال وقال تعالى: “وأقسموا بالله جهد أيمانهم” أي حلفوا واجتهدوا في الحلف أن يأتوا به على أبلغ ما في وسعهم. انتهى. وقال: النفر الانزعاج عن الشيء وإلى الشيء كالفزع إلى الشيء وعن الشيء يقال: نفر عن الشيء نفورا قال تعالى: “ما زادهم إلا نفورا” انتهى. قوله سبحانه “الَّذِينَ يَلْمِزُونَ الْمُطَّوِّعِينَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ فِي الصَّدَقَاتِ وَالَّذِينَ لَا يَجِدُونَ إِلَّا جُهْدَهُمْ فَيَسْخَرُونَ مِنْهُمْ ۙ سَخِرَ اللَّهُ مِنْهُمْ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ” ﴿التوبة 79﴾ التطوع الإتيان بما لا تكرهه النفس ولا تحسبه شاقا ولذلك يستعمل غالبا في المندوبات لما في الواجبات من شائبة التحميل على النفس بعدم الرضى بالترك. ومقابلة المطوعين من المؤمنين في الصدقات بالذين لا يجدون إلا جهدهم قرينة على أن المراد بالمطوعين فيها الذين يؤتون الزكاة على السعة والجدة كأنهم لسعتهم وكثرة مالهم يؤتونها على طوع ورغبة من غير أن يشق ذلك عليهم بخلاف الذين لا يجدون إلا جهدهم أي مبلغ جهدهم وطاقتهم أو ما يشق عليهم القنوع بذلك. وقوله: “الذين يلمزون” الآية كلام مستأنف أو هو وصف للذين ذكروا بقوله: “ومنهم من عاهد الله” الآية كما قالوا. والمعنى: الذين يعيبون الذين يتطوعون بالصدقات من المؤمنين الموسرين والذين لا يجدون من المال إلا جهد أنفسهم من الفقراء المعسرين فيعيبون المتصدقين موسرهم ومعسرهم وغنيهم وفقيرهم ويسخرون منهم سخر الله منهم ولهم عذاب أليم، وفيه جواب لاستهزائهم وإيعاد بعذاب شديد.
عن التفسير المبين للشيخ محمد جواد مغنية: قوله تعالى عن جهد “وَيَقُولُ الَّذِينَ آمَنُوا أَهَـٰؤُلَاءِ الَّذِينَ أَقْسَمُوا بِاللَّهِ جَهْدَ أَيْمَانِهِمْ ۙ إِنَّهُمْ لَمَعَكُمْ ۚ حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ فَأَصْبَحُوا خَاسِرِينَ” ﴿المائدة 53﴾ ما أظهر اللَّه المسلمين على أعدائهم لم يستطع المنافقون أن يخفوا ما في أنفسهم من الحسرة واللوعة، وظهر أثرها في فلتات ألسنتهم، وصفحات وجوههم. فتعجب المؤمنون من حال المنافقين حين تكشفت حقيقتهم، وقال بعضهم لبعض: أ هؤلاء الذين كانوا يحلفون بالأمس أغلظ الإيمان مجتهدين في توكيدها انهم منا ومعنا؟. قوله عز وجل “وَأَقْسَمُوا بِاللَّهِ جَهْدَ أَيْمَانِهِمْ لَئِن جَاءَتْهُمْ آيَةٌ لَّيُؤْمِنُنَّ بِهَا ۚ قُلْ إِنَّمَا الْآيَاتُ عِندَ اللَّهِ ۖ وَمَا يُشْعِرُكُمْ أَنَّهَا إِذَا جَاءَتْ لَا يُؤْمِنُونَ” ﴿الأنعام 109﴾ أيّد اللَّه سبحانه رسوله محمدا صلى الله عليه وآله بالأدلة الكافية على نبوته بما لا يدع مجالا للشك عند من يطلب الحق لوجه الحق، ولكن مشركي قريش اقترحوا على محمد صلى الله عليه وآله معجزات خاصة، وجعلوها شرطا لإيمانهم به، وأقسموا أغلظ الإيمان أن يصدقوا محمدا إذا استجاب لاقتراحهم، فأمر اللَّه نبيه أن يقول لهم: “إِنَّمَا الآياتُ عِنْدَ اللَّهِ”. قوله عز من قائل “وَأَقْسَمُوا بِاللَّهِ جَهْدَ أَيْمَانِهِمْ ۙ لَا يَبْعَثُ اللَّهُ مَن يَمُوتُ ۚ بَلَىٰ وَعْدًا عَلَيْهِ حَقًّا وَلَـٰكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ” ﴿النحل 38﴾ ان المشركين ينكرون البعث، ويقسمون الايمان المغلظة، ويجتهدون فيها انه من مات فات لأن الشيء متى تفرقت أجزاؤه فلن يعود ثانية كما كان.
جاء في موقع أن آر تي عن الجهد الخدمي يعلن عن المناطق المشمولة بخدمات خطة 2024 في بغداد: علن فريق الجهد الخدمي الحكومي في محافظة بغداد، اليوم الإثنين، عن المناطق التي ستستفيد من خدمات خطة عام 2024، حيث تم توجيه جهودهم نحو تحقيق تقدم في مشروعات البنية التحتية. وأكد رئيس الفريق، عبد الرزاق المالكي، في حديث للوكالة الرسمية، تابعة NRT عربية، على أن رئيس الوزراء محمد شياع السوداني قد وجه بشمول أحياء جديدة بالخدمات، مما أسفر عن إنجاز 34 منطقة ضمن الخطة المقررة لعام 2023. وأوضح المالكي، أن فريق الجهد الهندسي أكمل مراحلهم في 34 منطقة بنسبة 100٪، مشيرا إلى أن المرحلة الثالثة تتضمن بغالبيتها أعمال التبليط، مع التأكيد على أن الأعمال الخدمية في هذه المناطق وصلت إلى مراحلها النهائية. وفي سياق متصل، أشار، إلى أن خطة عام 2023 قد شملت 61 منطقة بالخدمات، وتم إنجاز ما يقارب 10 مناطق ضمن قطاعات مختلفة في بغداد. وبين، أن السوداني وجه بتكريس خطة عام 2024 على امتداد المناطق التي باشر الفريق العمل فيها، مشيرا إلى أهمية تقديم الخدمات للمواطنين وتحسين البنية التحتية لتلبية احتياجات المجتمع.
تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط