مــن يمتلك حق الفصل و التمييز بين منشور هابط و منشور قيَّم صاعد ؟..

مـــــــن يمتلك حق الفصل و التمييز بين منشور هابط و منشور قيَّم صاعد * ؟..

بقلم مهدي قاسم
ولكن قبل هذا وذاك وكمدخل ، فهل يحق لنا أن نسأل التالي :

ـــ طيب .. و أنت.. أو أنتٍِ ؟.. فما هو دوركَ .. أو دوركِ ؟..
في ” محاصرة حضور التافهين ” لكي لا يتصدروا الواجهة “..
بل…حتى …………….
لا يحتل المنشور الهابط والركيك الخابط محل المنشور الرصين و النص القيم ؟..

فحقا إلى أي مدى أنت َ.. أو أنتِ تدعمين بلايكات وتعليقات ــ حتى لو كانت تعليقات نقدية بناءة ـــ منشورات تُكتب عن الشأن العام وعن مظاهر الفساد والخراب ، و نصوصا ذات قيمة إبداعية ، سواء كان شعرا ، قصة نقدا ، و ترجمات ذات جهود جدية مبذولة بعناية ؟..

الجواب : أما بالكاد ، أي نادرا .. أو إطلاقا !..

طيب إّذن فلماذا تتحدث أو تتحدثين عن احتلال التافهين الواجهة ” في الوقت الذي أنت ، أو أنتِ تساهمان أيضا ــ و بشكل من الأشكال ــ في ترويج لمنشورات هابطة من قبيل :
( أنا حامل في شهري التاسع و اسم زوجي بزون ــ يعني قط ــ فإذا جبت ولدا فماذا اسمي أبني ؟ ــ فتأتي التعليقات على نحو : عتوي ، ترعوزي ، جريدي و الخ ! ..
دون أن نتحدث عن ” نكات بايخة ” تبكي أكثر من أن تُضحك – حسب وصف أحدهم ) ..

يبقى أن أضيف أخيرا عن سبب ودوافع كتابتي هذه السطور :
ـــ إنه تقريبا ، يوميا ، أقرأ منشورا ــ( بالمناسبة ، هنا لا أقصد شخصا معينا أو محددا بعينه ـ و ذلك لكثرتهم ) إنما بشكل عام أكتب عن منشورات حول ” احتلال التافهين الواجهة ” وهو بالطبع أمر حسن ومحمود ، ولكن الإشكالية القائمة والكامنة هنا ، هي إن هؤلاء أيضا يساهمون أيضا بشكل أو بآخر ، مثلما أسلفنا ــ و ربما عن عدم قصد ــ في الترويج لمثل هكذا ” احتلالات ” التافهين للصدارة أو الواجهة ، فضلا عن منشورات هابطة ..
طبعا على حساب إهمال المنشورات والنصوص القيمة والرصينة الجدية ..

إلى حد قرأتُ قبل أيام منشورا لأحد القادة الفيسبوكيين ” الشعبوييين ــ أن جاز التعبير ” و الذي بمجرد …حتى .. لو عطس ..فسرعان ما يحصل منشوره الميني جوبي ــ يعني القصير ــ على عشرات لايكات و تعليقات ، و أحيانا مئات ــ تشيد بعطسته من أنها كم عطسة رشيقة وشفافة !،.. المهم … هذا القائد الفيسبوكي الشعبوي اللطيف والحباب حقا !، يكاد يشفق على أصحاب النصوص القيمة و الرصينة ، معبرا عن أسفه كيف إن نصوصهم لا تحصل إلا بضعة لايكات أو تعليقات فقط ، مقابل منشورات هابطة التي تحصل على مئات لايكات في غضون أقل من ساعة من نشرها !..

بينما أشار شخص آخر ـ( يبدو إنه مطلع ومتابع بشكل جيد على أحوال صفحات التواصل الاجتماعي ـ) إلى إنه : كلما كان مستوى المنشور هابطا ورديئا أو عاديا جدا ، ارتفعت مؤشرات الإعجاب به ، وبالعكس أيضا صحيح ، أي كلما كان المنشور أو النص ذات مستوى جيد من فائدة عامة أو قيمة إبداعية ،تنخفض مؤشرات الإعجاب إلى أدنى مستوى .

في الختام ،.. إذا سألني احدهم باستنكار واستياء :
ــ طيب وما علاقتك أنت ب” التافهين الذين يحتلون الواجهة “؟، و مَن يُحدد ما هو المنشور القيم و الهابط و من ثم يمتلك حق الفرز والتمييز بينهما ؟..

فسيكون جوابي على النحو التالي و بكل هدوء :
ـــ لستُ رقيبا ولا مؤهلا أو قيَّما لأحدد كل هذا .. كلما في الأمر أنا أيضا امارس حريتي بالتعبير أسوة بالمليارات من البشر الذين أتاحت لهم صفحات التواصل الاجتماعي إمكانية وسهولة التعبير عن أي شيء يخصهم أو يرغبون في إبداء آرائهم بشأن من الشؤون ..

*****************
* بين حين و آخر تسألني إدارة الفيس بعض الأسئلة عن رأيي بأمور تخص أنشطة الفيسبوك ، بالطبع أجيب على كل أسئلتهم و بكل صراحة ، لذا فيمكن اعتبار هذا بالمنشور أيضا بمثابة رأي عن أحوال الفيسبوك من هذه الناحية..

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here