نجحت انتفاضة الشعب البنغلاديشي لعدم وجود أحزاب و ميليشيات موالية لأجندة أجنبية

نجحت انتفاضة الشعب البنغلاديشي لعدم وجود أحزاب و ميليشيات موالية لأجندة أجنبية

بقلم مهدي قاسم

و أخير نجحت التظاهرة الشعبية الواسعة و العارمة في بنغلاديش التي انطلقت أساسا ضد مظاهر الفساد لإزاحة سلطة المحسوبية و الامتيازات الخاصة برجال الحكم و أفراد عائلتهم ، أجل نجحت و بوقت قياسي ، بفضل دعم الأغلبية من المجتمع و في الوقت نفسه عدم الانخراط السلطات الأمنية والجيش دفاعا مستميتا عن تلك السلطة الفاسدة، الأمر الذي جعل رئيسة الحكومة حسينة اختيار حل الهروب بالطائرة إلى الهند ..

وهذا أن دل على شيء فأنما يدل على أصالة الشعب الوطنية الخالصة الموضوعة ، أساسا ـ، فوق الأديان والمذاهب والفئوية السياسية الضيقة ..

إذ كما هو معروف ــ منذ القدم ــ أن الوطن يسبق جميع العقائد بالأولوية و الأصالة والأهمية القصوى ، لحد التضحية بالذات ، إذا استوجبت متطلبات قضية وطنية سامية ، أو ــ الأقل ــ إن أولئك الوطنيين الشرفاء و النزيهين المخلصين يدركون عن وعي صاف راسخ ، غير ملوث بملوثات عقائدية ضيقة ، فسرعان ما يدركون هذه الحقيقة البسيطة والبديهية الواضحة ، فنجدهم يستجيبون ملبين أية دعوة مخلصة ونزيهة تخدم قضايا وطنية بعيدا عن مصالح أنانية أو ذاتية ضيقة ..

لذا فربما كان لهذه العوامل آنفة الذكر ــ دورا كبيرا رئيسيا في نجاح انتفاضة الشعب البنغلاديشي في إسقاط سلطة الفساد والمحسوبية و بهذه السرعة القياسية وتضحيات نسبية ، فضلا عن وطنية الجيش الذي لم يتورط في إطلاق الرصاص على مئات آلاف من المتظاهرين ..

وهو عكس ما حدث عندنا في العراق إبان الانتفاضة التشرينية ، حيث ظهرت و طغت غلبة العقائدية الضيقة على الوعي الوطني الأصيل فأخذت أكثرية المجتمع بالتفرج بدلا من المساهمة والمشاركة الفعالة ، بتواز خطير من حيث لعبت المليشيات المختلفة ذات التبعية الإيرانية دورا قمعيا وبطشا وتنكيلا دمويا ، كذلك أجهزة مخابرات محلية ــ عربية ــ على دولية سرية أن تلعب دورا ملحوظا في عمليات قتل واغتيال وخطف وتغييب ضد المتظاهرين التشرينيين ..

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here