أخطر صنفين من العبيد
بقلم مهدي قاسم
يوما بعد يوم أخذ بعض منا يقتنع متيقنا من وجود صنفين من العبيد :
الصنف الأول أصبح عبدا بقوة الإكراه و الإجبار ، أي رغما على إرادته ورغبته ، وما ان تحرر و أصبح حرا ، حتى بقي هكذا حرا أبيا ، و إلى الأبد دون أن يحن إلى قيوده و أغلاله ..
أما الصنف الثاني فكان ولا زال عبدا بالفطرة ، وحتى أن تحرر ، نتيجة ظروف وانقلابات سياسية طارئة فسيبقى هكذا عبدا خانعا ، فكرا و سلوكا وممارسة ..
والعجيب في هذا الأمر أن هذ الصنف من العبودية بالغريزة يبدو و كأنها تتوارث ــ جيناتيا ــ ابا عن جد فالولد لتستقر أخيرا عند الحفيد الثالث و … إلى آخر القائمة ..
ولكنهم يتميزون بالأخص بسرعة تغيير الولاءات و القناعات مع كل عهد سياسي جديد .. فنجدهم دوما في الطليعة الجماهيرية المؤيدة ..
ولكن الملفت أيضا أنهم يكونون قساة حينما يصبحون في موقع القوة ، و أذلاء خانعين ، عندما ينحدرون إلى موقع الضعف والهزالة ..
و أظن .. فلا ضرورة للتذكير إن هذا النمط من العبيد بالفطرة يشكلّون دوما أخطر ظاهرة اجتماعية تتصف بأسوأ أنواع من اتكالية و سلبية عائقة ومعرقلة أمام تطور المجتمع ورقيه وتقدمه الحضاري والعلمي ..
لذا …………
فليكن الله في عون أي مجتمع يتورط بوجود هكذا صنف من العبيد يتواجد بين صفوفه وشرائحه الاجتماعية لأنه سيكون مجتمعا محكوما عليه بالضياع البطيء حتما ..
و ربما لأمد بعيد من تيه ومتاهة ..