فجأة أصبحنا مجتمعا نقديا !..
بقلم مهدي قاسم
بين ليلة وضحاها أصبح مجتمعنا ” ناقدا فطحلا منتقدا مخضرما ، والضراوة الشديدة والمستديمة .. على مدار اليوم .. و الأدهى لأبسط الأشياء و أكثرها سطحية عموما ..
خاصة عندما يتعلق الأمر بمجتمع اتكالي يعيش ــ بالأخص الغالبيةالعظمى ــ على اقتصاد ريع النفط وحسب .. و لولا مداخيل ثروات النفط لأضحي مثل أي مجتمع أفريقي آخر يعاني من مواصل المجاعة..
مجتمع نرجسي ، دون أن يعجبه أي شيء .. أو ينال رضاه أي كان و مهما كان ! :
ناسجا حول نفسه هالة زائفة من صور وهمية عن ذات متضخمة باتت متورمة بمشاعر خادعة عن عظمة جوفاء ، طبعا بلا أي أساس متين ، أو إنجاز ملموس و مفيد ..
..
ــ طيب يا حبيبي يا مجتمعنا “العظيم ” بوهمه الكبير ،.. قبل أن تنتقد الآخرين :
حاول أن ترمي كيس الزبالة داخل القمامة تماما وليس جنبها دائما !..
ثم … نظّف المساحة التي حول عتبة بيتك ــ كأضعف الأيمان ــ قبل أن تتراكم لتتحول إلى مكب للقمامة من قبل آخرين ، الذين ربما يتسمون بنفس السلوك اللامبالي ..
بل ………………… :
عندما تشرب مياها معدنية و منعشة خارج بيتك ، فلا ترمي ــ عشوائيا ــ بالعلب والقناني والأكياس الفارغة على محاذاة الرصيف ، و إلى وسط الشارع إنما احتفظ بها عندك لحين رميها في السلة المخصصة لهذه الغاية !..
و إذا تعلمت أولوية و سلوكيات هذه العادة الحضارية والأساسية القيمة و الجميلة ، فعندها ربما .. قد …يمكنك أن تكون ناقدا لعيوب الآخرين ..
حتى …….. إذا …………..
نجحتَ في أبسط امتحان تمدني وحضاري كهذا .. فربما يحق لك أن تدعي لنفسك قمة الكمال .. بصفتك كاملا مكمّلا و مصلحا
فريدا ..
و خاصة أنه يتشدق بحضارة عريقة ، دون أن يكون له أي دور في ديمومتها و ازدهارها المفترض ، بينما سلوكه و مجمل . تصرفاته يثبت عكس ذلك