اشارات الشهيد السيد محمد محمد صادق الصدر عن القرآن الكريم من سورة الأحزاب (ح 151)

الدكتور فاضل حسن شريف

جاء في منتدى جامع الائمة في خطب الجمعة للسيد محمد محمد صادق الصدر قدس سره: نعود الان الى الفروق الشرعية بين الرجل والمرأة وكون المرأة اكثر قيودا من الرجل فلماذا حصلت هذه الظاهرة بعد الالتفات الى ان الدين قد اعطى فرصة العمل للمرأة اعني العمل الاقتصادي والكسب او نقول العمل خارج المنزل كما اعطى هذه الفرصة للرجل، طبعا مع الالتزام بسائر الواجبات والكف عن سائر المحرمات والتي من اوضحها وجوب الحجاب وكذلك التقيد في الكلام طبقا لقوله تعالى “فَلَا تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ فَيَطْمَعَ الَّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ” (الاحزاب 32). ومعنى العمل يشمل ضمن هذه القيود كثير من النشاطات والحقول بما فيها التعليم والطب والتجارة والصحافة والمزارعة والحدادة والبناء وغير ذلك. ولا يخطر في بالكم ان لبس العباءة مناف مع العمل فانه ان كان منافيا مع بعض الأعمال كالزراعة والبناء فإنه ليس منافيا مع كثير من الاعمال الاخرى كالتعليم والطب والتجارة وغيرها فإنها تستطيع ان تقوم بأعمالها ضمن حجابها وعباءتها، مضافا الى اننا نعرف وتعرفون أن المطلوب شرعا هو الحجاب وهو ستر ما يجب ستره من جسم المرأة واما اسلوب الحجاب ونوعيته او نوعية الساتر فلم يقل به الشارع الإسلامي المقدس بشيء.

عن كتاب نظرات إسلامية في إعلان حقوق الإنسان لسماحة السيد الشهيد محمد محمد صادق الصدر قدس سره: ان القرآن نفسه نازل من قبل الله تعالى الذي له النهي والأمر، وهو مملوء بالأوامر والنواهي التي يقصد بها حفظ مصالح المجتمع الإسلامي، ولا يقصد أخذ رأي الأمة في ذلك بقليل ولا كثير. ولم يرد تاريخياً أن النبي صلى الله عليه وآله إستشار أصحابه في هذه التعاليم الإسلامية في يوم من الأيام. بالإضافة إلى أن هناك آية صريحة على خلاف ذلك، وهو قوله عزوجل “وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلَا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَنْ يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالًا مُبِينًا” (الاحزاب 36).

جاء في كتاب رفع الشبهات عن الانبياء عليهم السلام للسيد الشهيد محمد محمد صادق الصدر قدس سره: الرسول محمد صلى الله عليه وآله وسلم: قال تعالى “وَإِذْ تَقُولُ لِلَّذِي أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَأَنْعَمْتَ عَلَيْهِ أَمْسِكْ عَلَيْكَ زَوْجَكَ وَاتَّقِ اللَّهَ وَتُخْفِي فِي نَفْسِكَ مَا اللَّهُ مُبْدِيهِ وَتَخْشَى النَّاسَ وَاللَّهُ أَحَقُّ أَنْ تَخْشَاهُ فَلَمَّا قَضَى زَيْدٌ مِنْهَا وَطَرًا زَوَّجْنَاكَهَا لِكَيْ لَا يَكُونَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ حَرَجٌ فِي أَزْوَاجِ أَدْعِيَائِهِمْ إِذَا قَضَوْا مِنْهُنَّ وَطَرًا وَكَانَ أَمْرُ اللَّهِ مَفْعُولًا” (الأحزاب 37). ذهب كثير من المفسرين الى التشنيع على الرسول صلى الله عليه وآله وسلم في قصته مع زينب بنت جحش التي كانت تحت زيد. وهي لا يقبلها العقل والمنطق. وقد ضربوا بها عصمة الرسول فكيف تفسرون لنا الآية وتقولون بها فصل الخطاب؟ الجواب: بسمه تعالى: لم يقصر السيد الطباطبائي في الميزان من إبراز وجه الصحة لذلك: قال:ومن ذلك يظهر ان الذي كان النبي يخفيه في نفسه هو ما فرض الله له أن يتزوجها لا هواها وحبه الشديد لها وهي بعد متزوجة كما ذكره جمع من المفسرين. أقول: ويكون معنى ما الله مبديه: ان هذه الآية نزلت لبيانه وأمره بأن يتزوجها. وقال: فظاهر العتاب الذي يلوح من قوله:وتخشى الناس والله أحق أن تخشاه مسوق لانتصاره وتأييد أمره قبال طعن الطاعنين ممن في قلوبهم مرض نظير ما تقدم من قوله: عفا الله عنك لم أذنت لهم حتى يتبين لك الذين صدقوا وتعلم الكاذبين.

وعن منتدى جامع الائمة في خطب الجمعة للسيد محمد محمد صادق الصدر قدس سره: ومن الممكن القول ان سياق هذه الايات الكريمات هو اخروي اكثر منه دنيويا وخاصة حينما يقول “وَالْقَانِتِينَ وَالْقَانِتَاتِ وَالصَّادِقِينَ وَالصَّادِقَاتِ وَالصَّابِرِينَ وَالصَّابِرَاتِ وَالْخَاشِعِينَ وَالْخَاشِعَاتِ وَالْمُتَصَدِّقِينَ وَالْمُتَصَدِّقَاتِ وَالصَّائِمِينَ وَالصَّائِمَاتِ” (الاحزاب 35).

جاء في كتاب فقه الاخلاق للسيد الشهيد محمد محمد صادق الصدر قدس سره: دوام التفكر: ومن جملة تفاصيل مسألة التفكير في الخلق، أنَّ المطلوب هل هو مجرد الإلتفات أو التفكير المؤقت أو التفكير الدائم. وهذا يختلف باختلاف قدرات الشخص من ناحية، وأهدافه في التفكير من ناحيةٍ أخرى. فمثلاً: إن كان المراد الإعتبار بظاهر الخلقة أمكن استمرارها كثيراً، ما دام الفرد مزوداً بسمعٍ وبصرٍ سليمين. وإن كان المراد ما هو أكثر من ذلك، مما سبق أن أشرنا إليه، كان الأمر محدوداً بحدود الطاقة العقلية والنفسية لدى الفرد. وكثيرٌ من مستوياته العالية لا يكون إلا بحسن التوفيق الإلهي. ومثلاً: إن كان المراد أو الهدف من التفكير، هو مجرد إثبات وجود الله سبحانه، لأجل دخول الفرد في الإسلام مثلاً، أمكن الإكتفاء بالزمن القليل من التفكير في حدود التوصل إلى هذه النتيجة. وإما إذا كان المراد ما هو أكثر من ذلك، كالإتعاظ الكثير من الخلق ومن حوادث الدهر، أو الذكر الكثير لله سبحانه وتعالى إطاعةً لقوله جلَّ جلاله: “اذْكُرُوا اللَّهَ ذِكْراً كَثِيراً * وَسَبِّحُوهُ بُكْرَةً وَأَصِيلاً” (الاحزاب 42-43). فإن كان المراد ذلك ونحوه، كان التوقيت أو التحديد في زمن التفكير غير مفيد، بل كلما كان التفكير أكثر كان أفضل بطبيعة الحال.

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here