مصير مماثل للدول المخطوفة من قبل النظام الإيراني: لبنان في ظلام دامس
بقلم مهدي قاسم
لأيام وليال عديدة غرقت لبنان في ظلام دامس لنفاد الوقود المُشغلِة للطاقة الكهربائية ، والتي يقوم العراق بتزويد لبنان بهذا الوقود ، ربما بأوامر وتوجيهات مباشرة أو غير مباشرة من قبل النظام الإيراني ..
فالدولة اللبنانية ، حالها في ذلك حال العراق المزرية ــ مخطوفة من قبل مليشيات ” شيعية ” موالية للنظام الإيراني ، وحيث أثبت تجارب العشرين السنة الماضية أنه اينما تبرز وتسيطر مثل هذه المليشيات المسلحة تبدأ مظاهر الفساد غير العادي مع معاول الخراب والتهروء ، سوية مع شبه انعدام أبسط الخدمات الضرورية المتأرجحة بين أوقات غياب تام أو تلكؤ وانقطاع مستمرين ..
بطبيعة الحال أن أوضاع اليمنيين متشابهة أيضا أن لم تكن أسوأ تحت حكم الحوثيين المتحالفين مع النظام الإيراني ..
علما أنا كنتُ شاهد عيان ــ بصفتي صحفيا في بيروت الثمانينات من القرن الماضي ــ أنه حتى في أوج الحرب الأهلية و انهيار الدولة اللبنانية فإن الخدمات الأساسية والضرورية اليومية لم تنقطع ولو ليوم واحد ، ولكن ما أن سيطر حزب الله على مقاليد الأمور في لبنان حتى بدأت الأزمات الاقتصادية والخدمية تعصف بالبلاد على شكل تدهور متواصل ..
ومن هنا نستطيع أن نتخيل فداحة الدور التخريبي بل والتدميري أيضا الذي تقوم به هذه الميليشيات المسلحة الموالية في البلدان التي يسيطرون على مقاليد السلطة ويفرضون أنفسهم بقوة العنف والسلاح والقتل وباقي أشكال الإرهاب الجسدي والنفسي على حد سواء ..
بالأحرى لنتخيل المسألة على نحو تالِ :
ـــ أن أحزابا وتنظيمات ومليشيات” شيعية ” في كل من البحرين و الكويت و السعودية مسيطرة هي الأخرى على مقاليد السلطة ــ كما حاليا في كل العراق ولبنان واليمن ــ كيف كانوا الآن يحلمون بخدمات “عادية ” على صعيد الكهرباء والماء الصالح للشرب والطبابة و غير ذلك من خدمات ضرورية وحيوية ، و أي خراب وتخريب وأصناف دمار كانوا سيسببونها في هذه البلدان المرفّهة حاليا والتي عندها الآن الحصول على هذه الخدمات النوعية والدائمة مسألة عادية وطبيعية كتنفس الهواء ….
تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط