صداقة حميمية نضجت عبر أزمنة و استوت كنبيذ معتق فاخر !

صداقة حميمية نضجت عبر أزمنة و استوت كنبيذ معتق فاخر !
بقلم مهدي قاسم ــ صحيفة صوت العراق
علاقة الصداقة الراسخة الوطيدة الحميمة و التي أخذت طابعا أبديا ، و التي جمعت بين الممثلين آلان ديلون و جان بول شارل بلموندو ، منذ كانا في سن الشباب المبكر ، تعتبر حالة نادرة واستثنائية بمقاييس ومعايير عصرنا الراهن ، حيث كثيرا من الناس يميلون الآن نحو صداقة شكلية أقرب إلى علاقة تعارف ، لكونهم يحبون النزوع نحو الفردانية والعزلة ..
والملفت في هذا الأمر إنه :
لا شهرة ، لا المال ، و لا حتى النجومية العالمية ، استطاعت أن تؤثر على هذه الصداقة ، رغم مرور عقود طويلة جدا ..
كأنما كانت أشبه بنبيذ ، كلما مضت أزمنة طويلة عليه أصبح معتقا وفاخرا و مرغوبا أكثر فأكثر ..
لتكون أشبه بعلاقة أشقاء محبين لبعضهم بعضا ..
إلى حد كان آلان ديلون يجد شيئا من مواساة روحية وعزاء نفسي في هذه العلاقة ، و لا سيما في سنواته شيخوخته المستوحدة ، ـ على الأقل ــ إنه صرح بشيء من هذا القبيل بعد وفاة جان بول بلموندو ..
لماذا أكتب عن هذه الصداقة الفريدة يا ترى ؟
قد يسأل أحدهم بدافع فضول أو استغراب ..
فأجيب لأننا نعيش عصرا ” رقميا ” متطورا ــ طبعا تقنيا ــ جدا ، ولكنه بات يفتقر يوما بعد يوم إلى اشياء حميمية باتت نادرة جدا ، كهذه الصداقة ــ مثلا و ليس حصرا !..
و في هذه المناسبة و ما دمنا نتحدث عن صداقة نادرة و حميمية فأجدني مدفوعا إلى القول إنه :
من حسن الحظ أنا لا زلت احتفظ بعلاقة صداقة حميمة من هذا الصنف الفاخر ــ أكثر من ثلاثين عاما ــ وهو الصديق الدكتور الصيدلي شهاب أحمد حمزة الذي يُعد بمثابة شقيق في الوقت نفسه .

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here