هديتي اليومية : نصّ مفتوح
بقلم مهدي قاسم
رأسي لا زال في محله بثبات شجرة فتية ، كذلك كتفي وعمودي الفقري ، ورجلي ، فالكل متأهب للقفز والانطلاق حيثما أريد و تقودني رغباتي ونواياي ..
لأنهض بكامل قيافتي الجسدية وتوّقد شغفي النابض لارتشف عسل الحياة بظمأ وعنفوان ..
حقا لا زلتُ محظوظا ، حينما افيق محاطا بآنسات أحلامي الحنونات ، ألمح الصباح الجميل بكل مهابته المتألقة ينحني على نافذتي مُحييا إياي بابتسامة رشيقة ساطعة ..
ليُسلّم لي مفاتيح يومي الوليد دخولا بوابات العالم بخطوات مديدة ،
كأم أو زوجة كريمة متأهبة دوما بعطاياها النادرة الفاخرة ،
مع باقة ذهبية من شمس الشروق وغمامة زرقاء من أنفاس الندى ..
كأنما استنفارا لمشاعري الناعسة تحفزا لاصطياد طرائد متع و بهجة و جمال أينما كان ..
و ثمة ذات نكهة عطرة تتبخر نحوي بتموجات نابضة في فنجان مزخرف برسوم طواويس زاهية و نسور تؤثث تشققات الأفق بنقوش أجنحتها المشتعلة وميضا ..
استنشق نكهة دماء سوداء ساخنة تمور في شرايين كينونتي مع نغمة ” فيروزية ” ذات همسة سماوية يحيل مزاجي جيادا صاهلة عند أطراف البراري البعيدة ..
مرحى !…. و ألف مرحبا .. أيها الواهب الكريم ..
أقول مع نفسي شاكرا ، ممتنا …
و مبارك كل الصباح بهديته اليومية التي تهبني ولادة جديدة ،
متأرجحا على مهد روحانيات مبهرة
بينما أقضم فاكهة الحياة بلذة مسكرة .